الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غواتيمالا تغلي قبل يومين من الانتخابات

المصدر: (أ ف ب)
غواتيمالا تغلي قبل يومين من الانتخابات
غواتيمالا تغلي قبل يومين من الانتخابات
A+ A-

تعيش غواتيمالا اليوم يومها الاخير من الحملة الانتخابية وسط اجواء تاريخية بعد استقالة الرئيس اوتو بيريز ثم وضعه في الحبس الموقت على ذمة التحقيق بشبهة الفساد.


وكتب على ملصقات في شوارع العاصمة الاستوائية المناخ، "اذا ما ادليتم بأصواتكم فانكم تجعلون صوت غواتيمالا اقوى".


وفي الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية والنيابية والبلدية، ستفتح اقلام الاقتراع ابوابها في الساعة 7,00 (13،00 تغ) من الاحد، لـ 7،5 ملايين من اصل 15،5 ملايين نسمة دعوا الى المشاركة في الانتخابات.


وستعرف النتائج الاولية بعد الساعة 21,00 (2,00 تغ الاثنين)، على ان يدعى المرشحان الرئاسيان اللذان حلا في الطليعة، الى دورة ثانية في 25 تشرين الاول.


وقال كيفين بارتيناي الباحث في مرصد اميركا اللاتينية للعلوم السياسية باريس، ان "الرهان هو هل سيغادر الناس فعلا منازلهم للادلاء بأصواتهم ام لا" في هذا البلد الذي سجلت فيه المشاركة في السنوات العشرين الماضية مزيدا من الارتفاع.


واضاف ان "ردة فعل ستحصل بعد ذلك. أيا يكن المرشح الذي سينتخب في الدورة الثانية، اعتقد انه سيواجه وضعا معقدا".
فالانتخابات تجرى في اجواء غير طبيعية، لان الافا من ابناء الشعب الغواتيمالي طالبوا عبثا بارجائها كما طالبوا طوال اشهر باستقالة الرئيس الذي يتولى الحكم منذ 2012.


فالرئيس الذي دأب على القول انه لن يتنحى قبل انتهاء ولايته في 14 كانون الثاني المقبل، تنازل في نهاية المطاف وقدم استقالته الاربعاء، وحل محله نائب الرئيس اليخاندرو مالدونادو. وقد اثارت هذه الخطوة ارتياح المواطنين في كل انحاء البلاد.
وابتداء من الخميس، استمع قاض الى بيريز الذي عاد شخصا عاديا يمكن مقاضاته، والمتهم بتزعم شبكة واسعة للفساد والتزوير الضريبي في الجمارك، ثم وضع في الحبس على ذمة التحقيق الموقت خلال الليل.
ووضعت نائبة الرئيس السابقة روكسانا بالديتي في السجن ايضا في اطار هذه القضية، بتهمة تسلم رشاوى تبلغ 3,8 ملايين دولار وبيريز 3,7 ملايين.
وبصورة اشمل، يطالب المتظاهرون الذين دأبوا على التظاهر سلميا منذ نيسان في بلد ينخره الفساد، بتغيير النظام السياسي.


وقالت ادريانا بلتران المتخصصة في شؤون غواتيمالا في مكتب #واشنطن حول اميركا اللاتينية انها حركة احتجاج "غير مسبوقة في تاريخ غواتيمالا" تنطوي على رسالة واضحة مفادها "نحمل وزر الفساد، المسألة كبيرة كبيرة جدا".
وفي مقابلة مع "وكالة فرانس برس" الثلثاء، اشادت الناشطة الغواتيمالية ريغوبرتا مينشو حائزة جائزة نوبل للسلام في 1992 بـ"اليقظة الكبيرة للشعب" بعد عقود من التقاعس فعلا عن التحرك.


لكنها اعربت ايضا عن قلقها ليوم الاحد، آملة في ان "يمضي يوم السادس من ايلول من دون سقوط نقطة دم".


وقد دفع هذا الغليان الشعبي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ان يدعو في بيان "جميع الغواتيماليين الى ان يفعلوا كل ما في وسعهم حتى تجرى الانتخابات في اجواء سلمية هادئة" في بلد يحصى فيه سنويا سقوط ستة آلاف قتيل في اعمال العنف، ويسقط معظمهم في اطار الجريمة المنظمة.
وما يدل على تغير الوضع، ان الفكاهي جيمي موراليس المرشح عن احد الاحزاب اليمينية والعديم الخبرة السياسية، بات يتصدر نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية، كما تبين من استطلاع للرأي نشرت نتائجه الخميس.


ففي السادسة والاربعين من عمره، حصل على 25% من الاصوات، وتخطى مانويل بالديزون (يمين، 22,9%) الاوفر حظا حتى الان، والاشتراكية الديموقراطية ساندرا توريس السيدة الاولى السابقة التي حصلت على 18,4%، كما افاد الاستطلاع الذي اجري قبل ايام من استقالة الرئيس.


ولا يخفي مانفريدو ماروكان، مدير منظمة اكسيون كويدادانا غير الحكومية، وهي الفرع المحلي لمنظمة ترنسبرنسي انترناشونال، تشاؤمه في بلد يعتبر فيه شراء الاصوات امرا مألوفا.


فالحصول على الاصوات يتم على سبيل المثال عبر توزيع اكياس مليئة بالمواد الغذائية او سحب القرعة خلال الاجتماعات، لتقديم دراجات نارية او دراجات هوائية، في بلد يعيش 53,7% من سكانه تحت عتبة الفقر، كما يقول البنك الدولي.


كذلك قال جوناتان مينكوس مدير مؤسسة اميركا الوسطى للدراسات الضريبية، ان "50% من تمويل الاحزاب يأتي من الفساد" وان "الاغلبية الساحقة من الاحزاب السياسية لا يتوافر لديها مع الاسف الا الكلام المعسول لكنها لا تطرح اي خطة ملموسة" لمكافحة هذه الآفة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم