بالفيديو- معاناة السوريين في اوروبا شريان حياة لـ"داعش"

بقدر ما تساهم البراميل المتفجرة في جهود التعبئة في صفوف "#الدولة_الاسلامية" وتثير حماسة شبان عرب وأوروبيين على الانضمام الى التنظيم ، يستغل "#داعش"معاناة السوريين على أبواب أوروبا لتجنيد مقاتلين جدد وجذب مزيد من السوريين اليائسين الى اراضي دولة "الخلافة".
ففيما تتوالى فصول مأساة السوريين بحرا وبرا، تنشط الماكينة الدعائية للتنظيم في تسويق لا "حفلات الشواء" للكفار والرمي من شاهق لللمرتدين فحسب، وإنما أيضاً للاعلان عن "النشاطات الانسانية" في المناطق التي يسيطر عليها وتشجيع السويين في مناطق النظام على اللجوء الى أراضيه.
في آب الماضي، أورد المكتب الاعلامي لامارة "خير" التابعة ل"الدولة الاسلامية" شريط فيديو عنوانه "استقبال المسلمين النازحين من مناطق النظام " مدته 13 دقيقة وفيه مجموعة من المقابلات والمقتطفات التي توثق "العمل الانساني" ل"داعش".
الكاميرا تجول في الصحراء القاحلة السورية حيث تظهر قوافل متفرقة للاجئين بمن فيهم كهول وشباب وفتيان. بعض هؤلاء يأكل أو يشر ، فيما الكهلة يتلقون مساعدة من شبان "الدولة الاسلامية". وفي الشريط يسمع صوت يصرخ "ندعو جميع المسلمين في مناطق النظام الى تركها والذهاب الى ارض الخلافة الاسلامية.وسيستقبلون خير استقبال في أرض الاسلام".
ويمضي المذيع في اللعب على الوتر الطائفي، حاملا على النظام السوري الذي "يقتل الابرياء ويمنع الخبز والكهرباء عنهم ويجبر السنة على أسوأ اذعان في تاريخهم".
الواضح أن التنظيم الذي يتحمل مثله مثل النظام مسؤولية معاناة السوريين، يجهد لاستغلال اخفاق المجتمع الدولي في معالجة الازمة لمصلحته وتقديم نفسه كبطل العدالة الاجتماعية والقانون والنظام في مواجهة كل الدعايات التي تظهره على حقيقته مستبدا ومبتكرا لأسوأ أساليب التعذيب والقتل. وبتلميعه الصورة التي يستقبل فيها "اللاجئين"، يصور للسوريين الغرب على أنه متضامن مع نظام الاسد. وبهذه الطريقة، يسوق نفسه لا على أنه الخيار الاقل سوءا فحسب، وإنما يمكنه توسيع "مغناطيسه" الى غير الهاديين، وتحديداً أولئك الذين بلغ بهم اليأس درجة الاستعداد لمحاولة اي شيء للعيش في استقرار.