الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ماذا فعلتم به ... ماريو ضحيّة أم جانٍ؟

"النهار"
ماذا فعلتم به ... ماريو ضحيّة أم جانٍ؟
ماذا فعلتم به ... ماريو ضحيّة أم جانٍ؟
A+ A-

في أقلّ من دقيقة، يمكن للمرء أن يتأكّد بأننا نعيش في مجتمع موبؤ، يبتكر أساليبه الخاصّة في ممارسة #العنف، ويتفنّن في خلق أنواعٍ جديدة منه. في 34 ثانية تحديداً، تشكّل فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن للمرء إدراك منظومة العنف التي ينمو عليها مجتمعنا اللبناني.


بطل هذا الفيدو، طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، يدعى ماريو، يحاول شابان أكبر منه بسنوات دفعه إلى رمي قطّة صغيرة مقابل إعطائه 10 دولارات أميركيّة زائد ألف ليرة لبنانيّة. يتردّد ماريو قبل رمي القطّة من طابق مرتفع نحو الطريق، لكن يبدو أن الإغراءات كانت أقوى من ذلك. يصرّ الشابان اللذان يصوّران اللحظة بهاتفيهما على تشجيع ماريو لتنفيذ المهمّة، ولا ينسيان تذكيره بالمال الذي سيتقاضاه لقاء ذلك.


الطفل العنيف
قد لا يكترث كثيرون لحقوق الحيوان، وقد يعتبر آخرون أن أمام مشاهد الأطفال التي تموت يومياً في وطننا وفي الدول المحيطة، يصبح مشهد حيوان يرمى من ارتفاع شاهق أمرًا سخيفًا. لكن المشكلة هي أبعد من ذلك، هي في تربية العنف في نفوس بريئة، وتنشئتها على احتقار الروح الحيّة، وانعكاساتها على تعاطي الطفل المستقبلي مع مجتمعه.


فكيف نربّي أولادنا؟ هل بات العنف جزءاً من التربية التي يتلقّاها الطفل في منزله ومحيطه؟ وما هي المخاطر الناجمة عن تصرّفات مماثلة؟ تقول المعالجة النفسيّة كوزيت عبود لـ"النهار": "الولد قبل سن الثالثة يكون عدوانياً، وغالباً ما يستعمل العنف للحصول على ما يريد، لكن بعد هذه السنّ، أي عندما يتعلّم الكلام، ويبدأ بالذهاب إلى المدرسة، ويتعلّم من أهله الصحّ من الخطأ، عندها يصبح أكثر هدوءاً. فالبيئة المحيطة به تصحّح سلوكيّاته مع الإنسان والحيوان. لكن عندما يشجعونه على العنف، وعلى السلوكيّات الخاطئة، عندها سيكتسب العدوانيّة، ما يجعله إنساناً عنيفا لا اجتماعياً في المستقبل".


على من تقع المسؤوليّة؟
وتضيف عبود: "الولد عادة يحبّ الحيوانات، وغالباً ما يتعامل معها بطريقة جميلة، وهي تساعده على التفاعل مع المجتمع وتكون باباً ليندمج ضمن المجتمع، وتالياً لا يتحمّل الولد المسؤوليّة، بل هي تقع على الأكبر منه دائماً الذي يعلّمه ويشجّعه على هذه السلوكيات، ولو كان الأكبر منه مراهقاً، علماً أن في هذا العمر، أي المراهقة، تكون عوارض التمرّد والرفض واضحة، وهي نتيجة عدم ارتياح الفرد مع محيطه وبيئته. كما أن للإعلام دورًا مهمًّا في عرض المشاهد العنيفة بطريقة نافرة ومستفزّة، ما يؤثّر على ردّة فعل الإنسان كلّ بطريقة مختلفة عن الآخر".


هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، وقد لا تكون الأخيرة أمام مشاهد الذبح والقتل التي نراها يومياً على الشاشات وتنقل من بقع الصراعات، وأمام أخبار العنف التي نتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل بيئتنا، والتي ينمو عليها الجيل الناشئ. فمن منّا لا يذكر فيديو "ضربو يا عبّاس"، أو فيديو تعذيب كلب في إحدى قرى الجنوب، قبل أن يطلّ اليوم فيديو القطّة، الذي نضعه رهن القوى الأمنيّة والجمعيّات المعنيّة.
لمشاهدة الفيديو:


 


[[video source=youtube id=69GQZQfQLJ8]]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم