الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نجاح تظاهرة السبت فرض نفسه على جدول محادثات "المجموعة الدولية "

خليل فليحان
نجاح تظاهرة السبت فرض نفسه على جدول محادثات "المجموعة الدولية "
نجاح تظاهرة السبت فرض نفسه على جدول محادثات "المجموعة الدولية "
A+ A-

"تحرك المجتمع المدني واستقطابه حشداً ضخماً من المتظاهرين السبت الماضي يفرض نفسه على اجتماع "المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي ستعقد في نيويورك في ايلول المقبل لمراجعة الوضع في لبنان بفعل تعثر انتخاب رئيس للجمهورية"... هذا ما افاد به مصدر ديبلوماسي غربي "النهار"، وتوقع للتحرك المدني تأثيراً مباشراً ليس على الحكومة فحسب بل ايضا على الفاعليات السياسية التي بدأ بعضها ينتقدها بعنف كما يفعل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون متهما مؤيدي التظاهرة بأنهم يسرقون شعارات "التيار" مما أدى الى ردود فعل منهم. يذكر ان "المجموعة" تتألف من الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن زائد المانيا وإيطاليا والامين العام للامم المتحدة. وقد اشار المصدر الى ان اكثر من سفارة في بيروت تابعة لدول تلك المجموعة أحصت أعداد التظاهرة التي انطلقت السبت امس الاول من امام وزارة الداخلية الى ساحة الشهداء، وكلّف دبلوماسيون يعملون فيها رصد طريقة تعاطي السلطة والحشد الشعبي وسجلوا الشعارات التي أطلقت ومدلولاتها، واستنتجت ان الوضع الناشىء في لبنان لا يتجه الى "السورنة" استنادا الى الوقائع الميدانية: من عدم استعمال السلطة للعنف لأن المتظاهرين لم يقوموا بتحرك مخل بالامن رغم كثافة الحشد، والمطالب جرى التعبير عنها بكتابات رفعت او بأحاديث متلفزة مباشرة اجريت مع مشاركين من قلب التظاهرة مرفقة بهتافات تندد بالطبقة الحاكمة. وتبين ان المنضمين الى التظاهرة ليسوا من أهل بيروت وسكانها وحدهم، بل من مناطق بعيدة عنها كالبقاع والشمال وسواها. والاهم ان غرفة العمليات المشتركة من جيش وقوى امن داخلي سهرت على هذا التحرك الذي فاق كل التقديرات وأظهر سلوك قوى الامن التي تولت حماية المحتجين درجة رفيعة من الانضباط. وسجل المراقبون خطوة إيجابية تمثلت بتغيير شعار الحركة آخذين بنصيحة بعض السياسيين بوضع خريطة طريق من الضروري اتباعها كي لا تسقط البلاد في الفراغ التام للمؤسسات، وهي تنص على: اولا انتخاب رئيس جديد للجمهورية مما سيؤدي تلقائيا الى استقالة الحكومة، اجراء انتخابات نيابية جديدة. وحصرت قيادة الحراك مطلبها على هذا النحو باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، لانه المسؤول المباشر عن العجز في معالجة النفايات المنتشرة قرب كل بيت وشقة ومكتب ومصنع ومطعم ومستشفى وفندق وما تنتج من أمراض خطرة على الصحة العامة. ووحده المشنوق ردّ على دعوته بالاستقالة برفضها، لانه وفقاً لتعبيره ليس الوحيد المسؤول عن أزمة النفايات، وجميع القوى السياسية لا تؤيد ما تطالب به الجماهير المشاركة في التظاهرة.


ووفقا لمصدر ديبلوماسي في سفارة اوروبية بارزة ومؤيدة لتحركات المجتمع المدني في تقريرها الى وزارة خارجية بلادها ان تظاهرة 29/08/2015 في بيروت هي اول حركة ناجحة للمجتمع المدني في لبنان بهوية غير حزبية، لا تنتمي الى اي طائفة او مذهب، وقد تمكنت من استقطاب اللبناني الرافض لما وصلت اليه الحالة المعيشية من تدن في مستوياتها.
واشار التقرير الى ان تحرك السبت الماضي تجاوز مكانة قوى14 و8 في المعادلة السياسية الداخلية وهو يؤسس لحركة شعبية مستقلة عنهما ويمكن الدولة المعنية ان تدعمها. ولاحظ التقرير ان بعض المنتمين الى احزاب وتيارات سياسية انضموا الى التحرك الشعبي الواسع، بتمزيق البطاقة الحزبية التي بحسب شهاداتهم اوصلت الأحزاب الى أزمة النفايات، وبينهم من اعترفوا علانية مع الاستمرار في انتسابهم الى الحزب او التيار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم