الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بين التيار المصدوم والرئيس "الراكع " اي منقلب ؟

المصدر: خاص – "النهار"
بين التيار المصدوم والرئيس "الراكع " اي منقلب ؟
بين التيار المصدوم والرئيس "الراكع " اي منقلب ؟
A+ A-

ندر في اي تجربة حزبية لبنانية التي يتداخل في معظمها طابع #التوريث مع طابع الظروف #السياسية التي تواكب الانتقال في السلطة الحزبية ان حصل ما يشبه المغالاة التي طبعت خطاب الرئيس المعين واقعيا لـ #التيار_الوطني_الحر جبران باسيل في توجهه الى الزعيم المؤسس للتيار العماد ميشال عون بعبارة " اركع امامك ". عبارة صدمت انصار التيار كما الاخرين جميعا وكل من اعتباراته فيما اختصرت برمزيتها الشديدة السلبية طغيانا ساحقا للرابط الشخصي والعائلي على مآل تيار تمكن في حقبات سابقة من عمره من تحشيد مد شعبي لم يتوفر لاكبر الزعامات المارونية التاريخية من قبل.


في الزاوية الحزبية او "التيارية " الصرفة ثمة اعتمال هائل لم يعرفه "العونيون " منذ نشؤ الظاهرة العونية في 1988 ، وهو اعتمال ناشئ عن تمزق اثاره بقوة احباط التجربة الانتخابية الديموقراطية في تيار خاض كل معاركه السياسية تحت شعارات مناهضة التعيين والمحادل والاستتئثار والتفرد والتمديد واختزال ارادة الشعب فاذا به يضرب باقوى الطعنات من بيت ابيه . حتى البارحة تحديدا رفع زعيم التيار ومؤسسه خطته المستندة الى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة فيما قبل اقل من اربع وعشرين ساعة كان الرئيس الجديد للتيار يظهر في احتفال اعلان برنامجه الانتخابي ما يناقض تناقضا صارخا المرتكز الاول لمبادئ التيار بكونه صار فعلا الرئيس المختار والمعين والمفروض بارادة الزعيم مختزلا كل الاتجاهات الاخرى في التيار.


في الزاوية الاوسع من التيار واعتمالاته ثمة كلام اكبر وافدح واشد قسوة يذهب الى حدود التساؤل عما اذا كانت كل الخسائر المتلاحقة التي تطبع معارك الفريق العوني ذاهبة في خط انحداري مستمر بسبب المعركة الداخلية التي تتداخل فيها العوامل العائلية والشخصية مع العوامل السياسية الاكبر . بل ان ثمة جهات متعاطفة اصلا مع الزعيم العوني وطموحاته الرئاسية تبدي خشية وحزنا على مآل مسار التيار بعدما انكشف المخاض الانتخابي الحزبي عن "انقلاب " على طموحات غالبية انصاره بفرض #باسيل رئيسا للتيار بهذه الصورة الملتوية . حسنا فعل العماد عون بفصل تحرك انصاره في الشارع عن التحرك الاحتجاجي للحركة المدنية ، يقول اصحاب هذا الكلام ، بصرف النظر عما سنراه في تظاهرة مساء السبت . ولكنهم يتساءلون : ماذا سيكون عليه الامر لو استعيدت تجربة المشهد المحدود للعونيين المتظاهرين الجمعة المقبل في ساحة الشهداء ؟ سيكون الامر كارثيا حتى لو استجار التيار بحلفائه . ومفاد ذلك ان التيار وزعيمه صارا الآن في موقع لم يشهدا مثيلا له سابقا وسط تفاعلات خطيرة للغاية من داخل التيار واخرى شديدة السلبية من خارجه وليس هناك ما يكفل من حد ادنى من ضمانات بان تجربة التيار بين "الزعيم " و"الرئيس المعين " ستحد من الانحدار او توقفه .

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم