الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اهتمام ديبلوماسي بتظاهرة اليوم واختبار للعلاقة بين المحتجّين والأمنيّين

خليل فليحان
A+ A-

يتهيب المسؤولون التجمع الشعبي الذي تنظمه حملة "طلعت ريحتكم" وحركة "بدنا نحاسب" اليوم في بيروت، وينطلق من وزارة الداخلية الى ساحة الشهداء. واذا كان الجميع قد أقروا بأحقية التحرك للتعبير عن مطالب الناس، فان الهاجس الامني يبقى هو المسيطر، اذ يخشى تكرار ما حصل السبت والاحد الماضيين من اشتباكات بين قوى الامن وبعض "الغوغائيين" كما سماهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي استبق موعد التظاهرة الاحتجاجية فأكد تأييد السلطة للمطالب مذكرا بأن هناك خطوطا حمراً لهذا الحراك الشعبي يجب التقيد بها.


"النهار" سألت مسؤولا بارزا عما اذا كانت مساندة الجيش لقوى مكافحة الشغب ستمنع اي احتكاكات يمكن ان تحصل، ولا سيما في ضوء التوجيهات التي اطلقها قائد الجيش العماد جان قهوجي للمتظاهرين باحترام الامن وعدم القيام باعمال شغب، فأشار الى انه قد يكون هناك عناصر مرسلة خصيصاً للصدام مع القوى العسكرية، ولا علاقة لها بمنظمي حملة "طلعت ريحتكم".
ورأى "ان ما يطالب به المحتجون غير واقعي ولا يمكن تحقيقه وفقا للمعطيات الحالية، لان التجاوب مع تلك المطالب سيؤدي الى فراغ تام في المؤسسات، مثل استقالة رئيس الحكومة تمام سلام وتغيير النظام".
ولفت الى المساعي التي حاول الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط القيام بها من اجل معالجة أزمة توقيع 70 مرسوماً، باستثناء وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، مما ادى الى مقاطعتهم لجلسة الخميس احتجاجاً".
وما يزيد الطين بلة، ان لا قوة سياسية فاعلة قادرة على وضع مخرج مقنع ينهي الوضع الشاذ في البلاد، ابتداء من الفراغ الرئاسي الذي مضى عليه اكثر من 480 يوماً، وصولا الى ملفات كثيرة عالقة ومؤجلة.
وأكدت مصادر سياسية وديبلوماسية في بيروت ان استمرار الاضطراب السياسي وربما الامني يمكن ان يؤدي الى انزلاقات لا احد يعلم مداها او كيف يمكن ان تتطور.
وأشار الى ان المحتجين لم يقتنعوا بما حاولت الحكومة اعطاءهم اياه لمعالجة أزمة النفايات عن طريق احياء البلديات، بل هم يطالبون منذ بدء الحملة باستقالة سلام المتحمس لذلك، لكن الضغوط الدولية والعربية والمحلية جعلته يتريث في اتخاذ هذا القرار الذي ينهي اي مرجعية للدولة اللبنانية.
وقلل من أهمية ما نقلته المنسقة الخاصة للامم المتحدة الى الداخلية عن ارسال خبيرين الى بيروت للمساعدة على حل قضية النفايات، لان المسألة تستوجب اجراءات عملانية.
وختم: "اليوم السبت اختبار للعلاقة بين المحتجين والقوى الامنية، فهل تمر بسلام ام تتكرر الصدامات؟".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم