الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

إجراءات لتسوية تشتري وقتاً للحكومة إرضاء عون بلا ضمانات لوقف التعطيل

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

بدأ مسار لترميم الحكومة او ترقيعها اذا صح التعبير من اجل ان تحافظ على استمرارها في المرحلة الحاضرة في غياب اي بديل محتمل على وقع تسوية يقول سياسيون معنيون انها تفترض اعطاء العماد ميشال عون شيئا تحت وطأة استمراره في تعطيل عمل الحكومة نتيجة تضامن "حزب الله" معه الذي قال للزعماء السياسيين الذين تواصل معهم الاسبوع الماضي انه في موقع الطرف وليس وسيطا يمكن ان يطلب منه التوسط مع حليفه المسيحي حتى لو وصل الامر به النزول الى الشارع تضامنا على رغم ان الحزب رأى في تظاهرة السبت في 22 الجاري امرا مرعبا وخطيرا في البلد. الامر الوحيد الذي يشكل احراجا للحزب في سياق الازمة القائمة هو اقفال مجلس النواب باعتراض من حليفه المسيحي فيما هو يشارك حليفه الاخر رئيس مجلس النواب نبيه بري انزعاجه من اقفال المجلس الذي يعتبر في ادبيات السياسة اللبنانية تقييدا للسلطة الاشتراعية حيث الثقل السياسي للرئاسة الشيعية. ولذلك لم يوفق بسهولة في ترطيب الامور بين بري وعون.


التسوية فرضها خطر الانحدار سريعاً نحو الفوضى وضغوط خارجية اميركية خصوصا ركزت على ضرورة ايجاد مخارج بتقديم تنازلات لاحياء عمل الحكومة لعجز عن الذهاب الى تأمين حصول الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور ولعدم القدرة على الاهتمام بلبنان راهنا. اجراءات التسوية لارضاء عون تسهيلاً لعمل الحكومة والتي بدأت في تجميد نشر المراسيم تمهيدا لتوقيع المعترضين عليها هي مقدمة لاجراءات اخرى بدأ الكلام عليها من بينها اعادة البحث في آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء علما ان الالية التي يطالب بها عون هي التي اعتمدت اصلا بالاتفاق بين الجميع ثم نسفها وزراء عون انفسهم نكاية بالوزير بطرس حرب قبل ان تنقلب اللعبة السياسية ضدهم مجددا فيطالبوا بالعودة الى الالية القديمة. وكذلك الامر بالنسبة الى اعتماد مخرج ترقية مجموعة من الضباط الى رتبة لواء من اجل ضمان استمرار العميد شامل روكز في المؤسسة العسكرية على رغم ما للامر من انعكاسات سلبية لجهة اختيار من يمكن ان تتم ترقيتهم والاسباب المبررة لذلك على رغم ما ينقل عن تشجيع السفير الاميركي ديفيد هيل على هذه الخطوة من اجل تنفيس الاحتقان الداخلي والمحافظة على الحكومة وان هذا الاجراء لن يؤثر في الجوهر على المؤسسة العسكرية. وتفيد معلومات ان الموافقة على ترفيع رتبة روكز يريد عون اعلانها من الرئيس سعد الحريري شخصيا نتيجة اخلاله كما يقول بوعده بتعيين روكز في الاساس قائدا جديدا للجيش – هذا الاخلال بالوعد يتذرع به "حزب الله" من اجل تبريره اصطفافه مع عون بالكامل في الازمة الاخيرة على رغم ان مبررات ذلك الاصطفاف قائمة بالتحالف الوجودي الذي قال الحزب مرارا انه يجمع بينهما -. وترقية روكز تبقي امكان تعيينه قائدا للجيش على رغم ان الاسباب المانعة لذلك لا تتصل بكفايته او مناقبيته بل بتصنيفه محسوبا على فريق ما يثير التساؤل اذا كان هذا احتمال يبقى ام لا. يضاف الى ذلك مطلب تعديل قانون الدفاع لرفع سن التقاعد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من الضباط لكي يصبح التمديد له في منصبه قانونيا ما يعطي افضلية لعون الذي يستمر في اعتبار قهوجي غير قانوني علما ان الحزب شارك في التمديد لقهوجي ايضا.
المشكلة في هذا المسار الذي بدأ يخط طريقه الى امكان فتح مجلس النواب من اجل اقرار قانون ترقية الضباط ما يخفف من غضب الرئيس بري على عون، انه لا يحمل في طياته اي ضمان بأن عمل مجلس الوزراء يمكن ان ينتظم او ان التعطيل الذي يمارس راهنا بذرائع محددة لا يعتمد تحت ذرائع مختلفة باعتباره بات اسلوب عمل معتمدا من التيار العوني خصوصا مع رئيس جديد له سيحاول اقصى جهده من اجل ان يلبس عباءة الجنرال قلبا وقالبا. فالخشية كانت دوما من ان الخضوع لمطالب التيار العوني تحت وطأة تعطيله عمل مؤسسات الدولة كما فعل بالنسبة الى تأخير تأليف حكومة بعد حكومة يمكن ان تفتح الباب امام هذا الاسلوب قاعدة لا عودة عنه.
ثمة من يقول ان الوهن الذي اصاب التيار العوني في شارعه نتيجة انتخابات لم تحصل او اداء بات يثير تساؤلات يشكل عاملا اضافيا للحزب من اجل دعمه من الحزب لئلا يستفيد اي طرف مسيحي اخر من هذا الوهن او حتى الخصوم من الاطراف الاخرين. والبعض يقول ان تزكية الوزير جبران باسيل رئيسا للتيار بالطريقة التي حصلت هي جزء من استباق اي وهن محتمل واستكمال للتعويل على التحالف بين الجانبين ايا تكن التحولات. ومعلوم ان هناك وهناً كبيرا في الوسط السياسي المقابل لم يكن في الامكان اخفاؤه ايضا في الارتباك الذي حصل نتيجة تظاهرات السبت الماضي والشكوك التي اثارتها بين بعض الاطراف السياسيين على خلفية من يمكن ان يطعن بمن على رغم وجود توافق في ما بين هؤلاء الاطراف على مقاربة بعض الملفات ومن بينها عمل مجلس الوزراء ما ادى الى تبادل اتهامات ومواقف حرد وعتب لم تذلل بسهولة. الامر الذي انعكس تخبطا حصل في موضوع النفايات بين مناقصة تقر وتنقض في اليوم التالي وجدار يرفع في وسط بيروت ويزال في اليوم التالي وصولا الى اساءة تقدير في ادارة ملف احتمال نقل النفايات الى عكار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم