مجموعات الاحتجاج تنتشر كالفطر...لاقونا #عالشارع

سريعة كانت "ولادة" طلعت ريحتكم، حيث أنجبت ميني حملات بأسماء تلفت الانتباه، منها #بدنا_ نحاسب، #حركة _ قرفانين ، ‫#‏حلوا_عنا‬ ، #عالشارع، #الشعب_يريد وغيرها. "الاحتفال" بالتوائم المتشابهة في أفكارها وأهدافها غداً السبت عند الساعة السادسة، الشعب اللبناني كله مدعو إلى ساحة الشهداء للمباركة.
"احتفال" يخشى أن يتحول إلى"معركة" بعد الاشارات التي تلمّسها اللبنانيون في الايام الماضية، حين لبى دعوة حملة طلعت ريحتكم اعداد لا بأس بها، من بينهم "متطفّلون" قلبوا الاحتفال رأساً على عقب، فكسّروا الأملاك العامة والخاصة بعد الاعتداء على القوى الامنية ومحاولة اقتحام المقرات الرسمية. فكيف سيمرّ "احتفال" الغد في ظل الدعوة العامة من الحملة "الأم" وابنائها، هل التنظيم على القدر المطلوب؟ وهل هناك تنظيم داخل العائلة الواحدة؟ وماذا عن القوى الامنية التي حاولت جاهدة لتمنع تفلت الأمور كما كان يخطط "حاقدون".

الحملة "الأم"
ليس غريباً استنساخ حملة #طلعت_ريحتكم. فبحسب أحد منظميها، أسعد ذبيان "اعتاد المجتمع اللبناني أن ينقسم الى مجموعات، فاذا نجح مطعماً نرى مطاعم مشابهة له تفتح ابوابها، لكن الأمر الجيد أنه يوجد تنسيق بين الحملات كما أن أهدافنا مشتركة".
الحملة تدعو لتظاهرة سلمية وواجبات الأمن بحسب ذبيان أن" يحافظ على سلامتنا كمتظاهرين وعدم اطلاق النار على المواطنين العزل وفي الوقت ذاته اتخذنا اجراءات لمساعدته في مهمته من خلال متطوعين سيعملون على حماية التظاهرة من أي خلل قد يصيبها، أما اعتمادنا الكبير فهو على حكمة المشاركين، وبعد غد لن نكون دبلوماسيين بل سنسمي الاعور، ولينتبه السياسيون. ومن الآن نقول للسياسي الذي سيحاول استغلال التحرك سواء في الاعلام أو على الارض أو بأي طريقة، كأن يحاول تحويله إلى تحرك لصالحه أو لتحرك طائفي سيكون هو من سنتحرك ضده في المستقبل".

#حركة_قرفانين
لأن الجميع "قرفان" من الوضع، ولأن لكل شخص نظرة ومشروع، أطلق ميشال الفرتيريادس #حركة_قرفانين وعلق "أتفق مع حملة #طلعة_ريحتكم على بعض الملفّات، لا سيما ازمة النفايات، لكن في المستقبل قد يتخذون قرارات لا تناسب، لذلك أخذت مساري من الآن مع التأكيد ان لدي كل الثقة بمنظميها".
تنسيق تنظيمي لا فلسفي بين الحملات، والهدف منه"الاستفادة من الحشد الكبير للتغيير بعد أن طفح كيل الجميع، من خلال إزاحة الديناصورات دون الوقوع في الفوضى، بعدما خلقت طبقة سياسية واحزاب جديدة".
كل الاجراءات التي تقوم بها الحملات تهدف بحسب الفتريادس الى "تفادي اي صدامات، وانا شبه متأكد من أن الوضع غداً ممسوك ولا مجال للاحتكاك، وذلك بعد التنسيق مع القوى الأمنية. قد يحصل كف من هنا أو هناك. لكن لن تفلت الامور، ولا يناسب ذلك من هم الحكم او المنظمون". واضاف "من بين الاجراءات التي ستتخذ الا يكون المتظاهرون على تماس مع السرايا والبرلمان، فالقوى الامنية تكون في اقصى حالات الاستنفار حين يكون المتظاهرون بالقرب من هذه المراكز".

#بدنا_نحاسب
أحد منظمي حملة #بدنا_نحاسب مي الخطيب أكدت أن سبب تفرّع الحملات يعود الى "اختلاف في الرؤية"، وشرحت "حملتنا تضمّ عدة مجموعات شبابية هي، حركة الشعب، شباب ضد النظام، حزب الطليعة، قطاع الشباب في الحزب الشيوعي، الحزب القومي السوري الاجتماعي، واشخاص مستقلون كل هذه المجموعات تنضوي تحت شعار #بدنا_نحاسب، الجميع كان منضويًا تحت حملة طلعت ريحتكم، لكن بعد الاشكالات التي حصلت قررت طلعت ريحتكم تأجيل التحركات، وبعد اصرارها خلال اجتماع تنسيقي بين جميع المكونات التي تشاركها الرأي قررت مجموعة الاستمرار على الارض فظهرت حملتنا وبالفعل قمنا في اليوم التالي بمسيرة من قصر العدل وصولا الى رياض الصلح رافعين شعار بدنا نحاسب".
تقوم الحملة بجهد كبير كي تكون الامور مضبوطة غداً في تظاهرة يتوقع لها ان تحشد عددًا يفوق الـ 200 عنصر ينتسبون إلى الحملة سيحاولون المساعدة في التنظيم. ولفتت "لا يعبّر كل الشباب عن آرائهم بالهتافات، فالبعض اعتاد التعبير من خلال التكسير، ونحن نحمّل النظام مسؤولية ذلك بعد أن جوّع الناس وحرمها المأوى والأمان".

#حلوا_عنا
"طلعت ريحتكم" هي رأس الحربة في الحراك ولها الدور الاساسي في استنهاض الشارع، لكن بحسب احد منظمي حملة #حلوا_عنا، ابراهيم الدسوقي "عندما اتسع التحرّك بدأ الناس بتنظيم أنفسهم كلّ مجموعة تلتقي على الرؤية والافكار والخلفية ذاتها تجتمع وتشكل قطعة من الحراك ما يسهل العمل التنظيمي"، واضاف "هذا امر صحي وايجابي، واطار جديد مختلف عن أطر الاحزاب ".
"سقف المطالب خفّض وشعار اسقاط النظام أو الحكومة لم يعد مطروحاً، بل معالجة ازمة النفايات بشكل حازم وسريع، ومحاسبة الذين اعتدوا على المتظاهرين، وسلسلة مطالب معيشية حياتية لا تمسّ بالنظام القائم، مع الشعار الاساسي للتحرّك (سلمية)".
لكن ماذا فعلت #حلوا_عنا كي لا تلام اذا سالت في الغد الدماء؟ قال دسوقي "نحاول التعلم من التجربة التي حصلت قبل ايام، نعم كان ينقصنا القليل من التنظيم على الارض بين الشباب كي لا يُخترق الحراك، غداً مجموعة من المتظاهرين تحت اسم تنظيم ستعمل على توجيه المسيرة وتحاول الا تحصل صدامات سواء بين المتظاهرين او بينهم وبين القوى الامنية التي لا يمكن أن تتنصّل من مسؤوليتها التي على رأسها حماية المواطنين".

الأمن مع حقّ التظاهر... لكن
قائد الجيش العماد جان قهوجي قال "اننا لن نسمح للخارجين عن القانون باستدراج التظاهرات إلى فوضى أمنية"، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق نهاد المشنوق أكد في مؤتمر صحافي، أن "التظاهر حق للجميع ووزارة الداخلية تعهّدت بحماية التظاهرات، لكنها ضد التعرّض للممتلكات العامة والخاصة"، مشدداً على أنه "ستتم محاسبة كل مسؤول عن الاستخدام المفرط للقوة يوم السبت". وهذا ما شدد عليه مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" إذ قال "نحن مع حقّ التظاهر وحرية التعبير اللذين يكفلهما الدستور، لكن علينا التفريق بين حق التظاهر وبين الاعتداء على الناس والممتلكات الخاصة والعامة التي هي ملك الشعب، حينها نحن ملزمون بالتدخل لوقف الشغب حماية للمتظاهرين أولاً ومن ثم الممتلكات".

"قوى الامن تتعامل مع الحدث وفق الواقع، وتأخذ كل الاحتياطات لحماية التظاهرة". وقال المصدر "لدينا اجراءات مناسبة لكل تظاهرة، وبحسب اصول التظاهر يجب أن يكون لدى المنظمين عناصر قادرة على ضبط التظاهرة والمحافظة على سلميتها"، وأضاف "مكافحة الشغب تُستخدم في كل الدول الديموقراطية ومنها مثلاً فرنسا، ونحن نعتمد أساليب اهم الدول الديموقراطية التي تشهد يومياً عشرات التظاهرات".

تعدّدت الحملات وتعدّدت الأهداف والوطن واحد، فهل سيبقى غداً صامداً؟