الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الإيرانيون مع "الأحرار" على الطاولة... و"حزب الله" لم يعلن "انتصاراً" في الزبداني

المصدر: "النهار"
محمد نمر
الإيرانيون مع "الأحرار" على الطاولة... و"حزب الله" لم يعلن "انتصاراً" في الزبداني
الإيرانيون مع "الأحرار" على الطاولة... و"حزب الله" لم يعلن "انتصاراً" في الزبداني
A+ A-

بعد أيام من انهيار #الهدنة الأولى في #الزبداني بدأ إعلام #حزب_الله يروج لموعد الانتصار هناك. مرّت أيام من القصف الممنهج بالبراميل المتفجرة والصواريخ والقذائف. تقدّم الحزب ميدانياً لكنه لم يستطع اعلان انتهاء المعركة أو سقوط المدينة في ظل اصرار المقاتلين فيها على البقاء حتى النفس الأخير ورفع راية المعارضة في بقعة صغيرة من المدينة حوصروا فيها.



أكثر من 60 يوماً من #المعارك هناك. أكثر من ألف برميل متفجّر وآلاف الصواريخ ومحاولات التقدّم العسكري. أيام لم تكن سهلة على "حزب الله"، الذي دفع ثمن تقدّمه غالياً، وبعيدًا عن العدد الفعلي لقتلاه في المعركة فإن كل التقارير اتفقت على أنه تجاوز أضعاف خسائره البشرية مقارنة بمعركة جرود القلمون التي لا يزال عناصر "جيش الفتح" فيها.



معارك عدة فتحت "نصرة للزبداني" وتحملت دوما ما تحملته من مجازر متواصلة. صواريخ "جيش الفتح" كانت موجعة في بلدتي الفوعة وكفريا في ريف #ادلب. النظام السوري بدأ لعبة قصف المدنيين للضغط على #المعارضة، فتعرضت مضايا المحيطة بالزبداني لقصف ممنهج، كل ذلك دفع المفاوضين إلى العودة مجدداً إلى الطاولة واعلان هدنة جديدة أكثر جدية بدأت تظهر ملامح نجاحها.



ومرة جديدة جلست إيران وحركة "احرار الشام الاسلامية" على طاولة واحدة بوساطة تركية، لا مكان فيها للنظام السوري ودخل على الخط وجهاء وقياديون أخرون من مضايا التي ستشملها التسويات في مراحل لاحقة. مرة جديدة يظهر النظام بلا قيمة ولا رأي. مرة جديدة أثبتت الزبداني أنها لن تسقط وأن النهاية لن تكون إلا بالتسوية. هل هي لصالح #النظام والحزب أم المعارضة؟ من الفائز ومن الخاسر؟


 


الهدنة والمفاوضات
الأكيد أن المدنيين في البلدات الثلاث هم الفائزون في هذه #الهدنة والمفاوضات. "فهي دائمة ستمتد على الاقل إلى ستة أشهر" وفق ما كشف مدير #المرصد_السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن للـ"النهار" موضحاً أن "المفاوضات ستضمن في مراحلها الاولى خروج الجرحى من المناطق الثلاث وبعدها خروج ألف مدني بينهم مسنّون من الفوعة وكفريا، لا نعلم إلى أين سيتّجهون!"، مضيفاً: "نهاية المراحل ستكون بخروج المقاتلين من الزبداني ومضايا باتجاه الشمال والمقاتلين من الفوعة وكفريا". وكشف عن أن "المفاوضت ستتضمّن أيضا خروج معتقلين من سجون #النظام بينهم أسرى مقاتلين، وكانت #أحرار_الشام تطالب بـ 20 و40 ألف معتقل في المفاوضات السابقة فيما اليوم وافق النظام على المئات". ويشير إلى "وجود أعداد قليلة من المدنيين في الزبداني، وشهدت الايام الماضية خروج عشرات المدنيين المعارضين للنظام وحاملي الأسلحة".



وحذر عبد الرحمن من التغيير الديموغرافي، متسائلاً: "من سيسكن #الزبداني والفوعة وكفرياً"، مرجحاً عودة أهالي الزبداني إليها في وقت لاحق لتبقى الأسئلة حول مصير بلدتي الفوعة وكفريا، وشدد على أن "أي تغيير ديموغرافي للسكان يضرب بالوحدة الوطنية"، متسائلاً: "هل سيتم اخراج سكان الزبداني وادخال "شيعة" بدلا منهم؟ وهل سيخرج "الشيعة" من الفوعة وكفريا ويدخل السنّة مكانهم؟" ويؤكد أن "المجتمع الدولي هو المسؤول عن حماية المدنيين في البلدات، وليس إيران وتركيا".
ولا يستبعد عبد الرحمن "انسحاب الهدنة والمفاوضات إلى مناطق أخرى وقد يكون القصف المكثف من النظام على بعض المناطق هو من اجل دخول هدنة"، معتبراً أن "جلوس الإيراني كمفاوض يعني ان دور النظام السوري محصور كما الدور التركي أيضا، ما يعني أنه لا يوجد أي استقلالية لأيّ طرف في سوريا سواء مؤيد أو معارض، ومثلما نعارض نحن الدور الإيراني نعارض أيضاً الدور التركي، لأنه أدخل أعداد ضخمة من الجهاديين إلى سوريا، مثلما أدخل النظام الافغان والإيرانيين والعراقيين وحزب الله"، ويرجّح أن "يتّجه النظام و"حزب الله" بعد الزبداني إلى الغوطة الشرقية"، ولا يستبعد أن تكون المواجهة مع "جيش الاسلام" الذي يقوده زهران علوش.
ووفق مصادر إعلامية مقربة من "احرار الشام" فإن "الاتفاق قد يضمن خروج 10 آلاف مدني من الفوعة وكفريا مقابل المسلّحين من جبهات الزبداني ومضايا، وسيسبق ذلك إخلاء الجرحى من الطرفين، كما سيتم مناقشة حقّ عودة من سيخرج من أهالي الزبداني "المرافقين للمسلحين أو للجرحى" أو من المسلحين، فضلاً عن مطالبات بإعادة من تم تهجيرهم قسراً من أهل الزبداني باتجاه مضايا وقد يختار بعض أهالي الثوار عدم السكن في مناطق النظام خوفاً من انتقام مستقبلي".



وكان المجلس المحلي في الزبداني أصدر بياناً في 26 آب بعنوان "نداء استغاثة" طالب فيه "المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات والهيئات الانسانية العمل على: وقف الحملة العسكرية الهمجية على مدينة الزبداني فورًا، اتخاذ القرارات الفورية المنصوص عليها في القوانين الدولية للضغط على النظام السوري بوقف التهجير القسري الممنهج واعادة المهجرين إلى مساكنهم، وفتح ممرات انسانية لدخول المساعدات واخراج الحالات الحرجة من المرضى والجرحى، والتدخّل السريع للهيئات الدولية لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية لأهالي المدينة والمهجرين والبالغ عددهم 30 الف نسمة".



وفشلت الجولة الأولى من المفاوضات "بسبب تركيز #إيران على التغيير الديموغرافي، وعدم اكتراثها للوضع الإنساني للمدنيين"، وفق مصادر قيادية من "أحرار الشام" التي "حاولت تأمين مصلحة #سوريا على المدى البعيد، والوضع الانساني للمدنيين بمختلف انتماءاتهم والأسرى، ومنع المشروع الإيراني من الامتداد".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم