الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

العودة إلى حضن الكرملين؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لافتةٌ للغاية تلك الصور والمشاهد واللقاءات التي استضافها "القيصر" فلاديمير بوتين في الكرملين، والتي ضمّت في وقت واحد تقريباً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ملك الأردن عبدالله الثاني وولي عهد الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان.
وكانت الكوارث التي لا تزال تمعن تدميراً في معظم الدول العربيّة هي البند الرئيسي، فضلاً عن العلاقات بين موسكو والعالم العربي، ودور الروسيا في المنطقة ووجوب تطويره وتوسيع نطاق التعاون في شتى الحقول.
إنه الحدَث السياسي الأهم الذي يشهده العالم في هذه الفترة، وحيث يزداد انهماك واشنطن وكبار مسؤوليها ودوائرها في معالجة العراقيل والاعتراضات التي يواجهها الاتفاق النووي على صعيد الكونغرس.
حتماً، للوهلة الأولى فَرَك كبار المسؤولين والسياسيّين في الولايات المتحدة والدول الأوروبيّة أعينهم ليتأكّدوا من أن ما يشاهدونه على الشاشات المختلفة هو حقيقي. وان الصور مأخوذة في الكرملين لا في البيت الأبيض، أو في بيت الاتحاد الأوروبيّ. وان الرجل الذي يعرف من أين تُؤكل كتف السياسة الدولية. ومتى وكيف، هو فلاديمير بوتين وليس باراك أوباما.
كأنها بداية موسم الحصاد لما زرعته السياسات الأميركية التي تمليها إسرائيل واللوبي الصهيوني بالنسبة إلى الشرق الأوسط، والدول العربيّة حسب موقعها الجغرافي، وحجمها عسكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً... وقربها أو بعدها من إسرائيل.
وما شهده الكرملين خلال هذا الاسبوع، وما حرّك الوساوس الأميركيّة – الأوروبيّة، هو بمثابة أول الغيث.
من شأن هذه التطوّرات، التي لا تزال في بداياتها، أن تعود بنا عقوداً، وإلى الستّينات تحديداً، عندما اصطدم الرئيس جمال عبد الناصر بخطورة "المونة" الإسرائيليّة – الصهيونيّة على "الستايتس".
فماذا كان الحلّ، وكيف كان الردّ الذي اعتبر بمثابة ردّ الصاع صاعين؟
يمَّم عبد الناصر وجهه شطر موسكو والاتحاد السوفياتي. فكان السدّ العالي. وكان السلاح الحديث بكل أنواعه وأسمائه، مرفقاً بالذخيرة والخبراء والتشجيع...
وإذا بالمشهد يتكرّر مرة جديدة، ولو أنه لا يزال في بداية المشوار، ونتيجة السياسة الخرقاء التي تُملى على البيت الأبيض والإدارات العليا من المصدر نفسه...
كان لا بدّ من كسر هذا الحاجز، نفسيّاً وعملياً.
وها هو قد حصل. وبناء على اقتناع تام بأن موسكو تلتزم اتفاقاتها ووعودها. ومشهود لها أن صديقها صديق بلا حدود.
لا بدّ أن تبدي لنا الأيام وللغرب أيضاً ما كان الجميع يجهلونه أو يتجاهلونه. إنها عودة الروسيا العظمى بقيادة "القيصر" بوتين.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم