السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

خرق فاضح لوقف النار في عين الحلوة وغالبية الناس فقدوا ثقتهم بكل القوى

المصدر: صيدا- "النهار"
احمد منتش
خرق فاضح لوقف النار في عين الحلوة وغالبية الناس فقدوا ثقتهم بكل القوى
خرق فاضح لوقف النار في عين الحلوة وغالبية الناس فقدوا ثقتهم بكل القوى
A+ A-

قبل ان تلتئم جراح المصابين، وقبل رفع وازالة كل الدمار والخراب واستكمال عودة كل النازحين، وبعد اقل من يوم واحد على قرار وقف اطلاق النار الذي اعلنته اللجنة الامنية الفلسطينية العليا، وبعد ساعات معدودة على دفن جثامين القتلى، عادت الاشتباكات بين انصار حركة فتح، وانصار القوى الاسلامية المتشددة داخل المخيم لتتجدد ليل امس ضمن جولة جديدة. وعلى الرغم من انها كانت محدودة واقل عنفا وقساوة من سابقتيها، فقد اوقعت قتيلين هما المسؤول في القوة الامنية المشتركة رضوان عبد الرحيم، والناشط في الحراك الشعبي فادي سعيد خليل (ابو السعيد)، اضافة الى اصابة ثلاثة اشخاص، ورددت معلومات متضاربة ان بين المصابين احد كوادر عصبة الانصار الاسلامية الشيخ طه شريدي. واكد مصدر في المخيم اصابته، على الرغم من النفي الذي اصدره الناطق باسم العصبة الشيخ ابو شريف عقل .


والبارز في الاشتباك الاخير، ان غالبية ابناء المخيم وسكانه الذين يقارب عددهم المئة الف، فقدوا الثقة بكل القوى والفصائل. وتقول الاعلامية في جمعية ناشط في عين الحلوة تغريد الصديق، ان "كل هواجس القلق والخوف من عودة الاشتباكات داخل المخيم، تخيم على عقول الناس، واصبح غالبيتهم لا يثقون بكل القيادات والمرجعيات، والا ما معنى ان تتخذ اللجنة الامنية العليا التي تتمثل فيها القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية قرارا صارما بوقف اطلاق النار، ثم يتم خرقه بعد ساعات، علما ان مطلقي النار محسوبين اما مباشرة او بشكل غير مباشر على القوى والفصائل الممثلة في اللجنة الامنية العليا".


وكانت الاشتباكات الاخيرة اندلعت قرابة الحادية عشرة والنصف ليلا، وجرى اطلاق نار متبادل في الشارع الفوقاني، كما تعرض احد مواقع القوة الامنية، بالقرب من سنترال البراق، لاطلاق نار مما ادى الى اصابة احد المسؤولين في القوة ويدعى رضوان عبد الرحيم، الذي ما لبث ان فارق الحياة، ثم توسعت رقعة الاشتباك وتبادل اطلاق النار، في عدة احياء متداخلة او قريبة من بعضها داخل المخيم، ويتواجد فيها مسلحو فتح والاسلاميين، وخاصة في حي الطوارئ وبستان القدس، والطيري وحطين، والصفصاف والبركسات، والشارعين الفوقاني والتحتاني، وقرابة الساعة الثانية فجرا أُفيد عن مقتل ناشط في الحراك الشعبي، فادي خليل، وعلم انه جرى قتله غدرًا في حي الطيري .


وعلى الرغم من توقف اطلاق النار، منذ ساعات الصباح وطوال النهار فان اجواء الحذر ظلت سائدة، وغالبية المحال والاسواق الشعبية لم تفتح، وبدت معظم الشوارع والأزقة شبه خالية من المشاة والسيارات، وبدا مشهد الخراب والحرائق في المنازل والسيارات والمحال طاغيا على مشهد صخب الحياة الذي اعتاده مخيم عين الحلوة في كل ايامه المستقرة والعادية .
وشدد نائب مسؤول قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان منير المقدح، ان قرار وقف اطلاق النار الذي صدر عن اللجنة الامنية العليا سينفذ بكل الوسائل والامكانيات المتاحة، وهو مطلب كل ابناء وسكان المخيم وجميع القوى الشريفة والحريصة على الامن والاستقرار داخل المخيم ومحيطه، واوضح لجنة تحقيق خاصة تم تشكيلها، مهمتها التحقيق مع اي عنصر يثبت انه اطلق النار وتوقيفه بالقوة .


ابو عماد الرفاعي التقى فاعليات في صيدا


وجال ابو عماد الرفاعي ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان، على فاعليات سياسية وحزبية وامنية ودينية في منطقة صيدا، وإثر لقائه امين عام التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد، شدد سعد على أن الأولوية هي لتثبيت الاستقرار في مخيم عين الحلوة وعودة النازحين اليه، وبعد ذلك تأتي المعالجة الجدية لأسباب الأحداث المتكررة فيه، كما شدد على أهمية صيانة المخيم ودوره الوطني في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكداً أن وجهة المخيم وطنية ويجب أن تبقى وطنية، ومرفوض ان يأتي البعض ليغير هذه الوجهة الى مكان آخر.
وقال الرفاعي: نحن ندرك خطورة ما يجري، وقد أكدنا للإخوة أن أمن صيدا من أمن المخيم وبالتالي نحن حريصون كل الحرص على وقف نزيف الدم الذي يجري ووقف اطلاق النار ووضع حد لجر المخيم الى صراعات داخلية. ونحن نشعر بألم مما يحصل من تهجير للعائلات، كما أننا معنيون بتعزيز الأمن داخل المخيم وعودة كل النازحين اليه، وتثبيت الأمن والاستقرار. ويجب فضح كل العابثين بأمن المخيم والعمل على حثّ كل الطاقات من أجل منع الانزلاق مجدداً في صراعات داخلية.
وإثر لقائه مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان قال الرفاعي ردا على سؤال: الحسم العسكري لا يمكن أن يأتي بنتيجة، علينا ان نتعامل بعقلانية وبموضوعية وان نحاصر كل المجموعات او الأفراد الذين يريدون ان يعبثوا بأمن المخيم من خلال موقف سياسي فلسطيني وموقف شعبي يعزل هذه المجموعات، واعتقد ان مسؤولية القوى والفصائل الفلسطينية هي ان تتعاطى بموضوعية وحكمة مع هذه الأحداث كي لا تتوسع دائرة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، وانا اعتقد بان هذا الجهد وهذه الرؤية بدأت تكتمل لدى كل القوى والفصائل الفلسطينية والاسلامية في المخيم لإدراكهم حجم وخطورة تداعيات هذه الأحداث .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم