الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خلع ملابسه على الشرفة في بيروت لاستفزاز الجميع

خلع ملابسه على الشرفة في بيروت لاستفزاز الجميع
خلع ملابسه على الشرفة في بيروت لاستفزاز الجميع
A+ A-

هي ليست بموضة او حتى حرية شخصية. #علم_النفس أطلق عليها صفة "المرض" منذ زمن. الفرق بين الأمس واليوم، ان العالم الجديد شجعها على الظهور والانتشار اكثر في المجتمعات. رغم انها بعيدةٌ كل البعد عن مظاهر الانفتاح، لكنها تختبئ خلفه وتتسلّح به. الاخطر، انها ليست سوى نقيضه "الحجري". توصيفها الامثل يعنون بأنها إحدى رواسبه السلبية. لكنها ظاهرةٌ موجودة منذ زمن، أسفرت عن "ملاحم" بين قبائل وعائلات. أما اليوم، فخروج الرجل الى الشرفة من دون ملابس، قد ينتج مشاكل كبيرة، لكن تصرّفه اللامنطقي، في منطقه الشخصي "منطق"... انه "يستعري".


نوافذ وأبواب مغلقة
لا شك في أن ظاهرة #التعري في #المجتمع_اللبناني لا تزال خجولةً نسبياً قياساً مع مجتمعاتٍ اخرى، الا انها موجودة، ويمكن ان تكون محبّذة سراً، نظراً لارتباطها بغايات جنسية معيّنة لا تحمل في قلبها كلاماً، بل ايحاءات حركيّة. النساء يخجلن بسرعة، فيغلقن النوافذ والابواب كعودة الى زمن "باب الحارة"، لكن الخبر ينتشر كالبرق بينهن. اما، ان تصل الامور الى حدود اخلاء "الحي" من المارة، فهذا يعني ان القصة تفاقمت احداثها.


يروي كريم كيف حرم جاره في احد شوارع #بيروت، ابناء المباني المجاورة الجلوس على الشرفة: "بدأت الحكاية حين ظهرت عليه ملامح مثيرة للقلق، حين كان يخرج الى الشرفة بالملابس الداخلية دون خفر. أثار ذلك امتعاض الجيران، حتى انتشر الخبر في المبنى المجاور انه حاول استمالة احدى النساء جنسياً، فخلع ملابسه على الشرفة من دون خوف، وبدأ يفتعل حركات ايحائية غير اخلاقية. بعد عدّة ايام كرّر الظاهرة مع امرأة متزوجة، فاخبرت زوجها الذي ما لبث ان قصده الى منزله ونشب شجار". ويعتبر ان "ما حصل ذلك اليوم ساهم في انتشار الخبر في الحي، فاخذه البعض على محمل الفكاهة ودارت الاخبار والنكات اكثر من شهر، فيما تخوّف البعض من تكرار هذه الظاهرة مجدداً خصوصاً في حال استهدفت قُصَّراً، فكان لا بد من الانتباه والجلوس في المنزل مع اقفال النوافذ وعدم الخروج الى الشرفة الا عند الضرورة وبرفقة الزوج".



ويلفت الى ان "ظاهرة التحرّش لم تتكرّر مجدّدا، الا ان الرجل لا يزال يحبّذ الخروج بثيابه الداخلية ليشرب القهوة، وقد يساعده الجو الصيفي وارتفاع درجات الحرارة على ذلك، الا ان لا علاقة للقيظ بما يحصل معه، فهو رجلٌ مريض ويحتاج الى علاج نفسي". وعما اذا اقترح احدهم عليه زيارة اختصاصيٍّ نفسي، قال كريم: "لا احد يحترمه او يتجرأ على زيارته ومصارحته بهكذا امور، لانه ينفي كليًاً انه قام بعملٍ مستفز، فلا اعتقد ان احداً يعترف بأمور كهذه حتى وان قام بها. لكنني وجدت ان وتيرة تصرّفاته غير الاخلاقية انحسرت كثيراً رغم ان ذلك لا يدل على انه تحرّر منها، بل ستبقى ترافقه طيلة حياته".


التمرّد على النظام
يرجّح الطبيب والاستشاري النفسي الدكتور باسكال رعد الاسباب الكامنة وراء ظاهرة التعرّي "الى الرغبة في التعبير عن الذات وتأكيد الوجود وحب التمرد واستقطاب الانظار (انا هنا)، وهو نوع من الاستهزاء بالقواعد العامة والانظمة والمبادئ. هنا يدخل العامل التربوي في الموضوع، حيث ندخل في نشأة الطفل والاصول والمعايير التي اكتسبها في صغره، ما يحمّل الاهل مسؤولية كبيرة في عدم تربية ابنائهم وفقاً للمبادئ الصالحة. كما ان للعامل الديني دوراً في الردع، اذ ان تحبيذ هكذا سلوكيات يتنافى مع الاديان ويدل على انحدار المستوى الايماني للشخص". ويضيف: "من الامثلة على ذلك، ما حصل في الولايات المتحدة الاميركية من تظاهرات لنبذ النظام القائم والتمرّد تجاه النظام الحربي في فييتنام، حيث نزل الاميركيون الى الشارع، وتعرّوا دون خوفٍ، كما تعاطوا المخدرات علانية للتعبير عن رفض #ممارسات_نظام الحكم والتنديد به. هذا اضافةً الى المرأة الشهيرة التي تعرّت في ساحة (تايمز سكوير) للتعبير عن تمرّدها، فخلعت ملابسها وطلبت من المواطنين الاقتراب والتوقيع على جسدها، قبل ان يصل الشرطي ويعتقل الجميع. اما لبنانياً، فاحداث الشغب الاخيرة التي افتعلها متظاهرون شبه عراة، اصدق تعبيرٍ عما نقصده".


ما هي الباراسيليا؟
يؤكّد الدكتور رعد ان "هذه الامور منافية للاخلاق والحشمة، وهي قد تنتج ايضاً دون وجود هدف واضح، بل رغبةً في #استمالة_جنسية معيّنة، خصوصاً في حال حصلت بين طرفين. وهي نوع من #الشذوذ_الجنسي المسمى بالـ(باراسيليا)، اي استخدام وسائل اضافية للاثارة ومضاعفة النشوة. ويتم اختيار المرأة الاكثر خجلاً لممارسة هذه الافعال امامها، او التي تظهر دائماً وكأنها متحفظة. ويلفت الى ان "ذلك لا يعني الرغبة في اقامة #علاقة_جنسية، بل على العكس، فانه نوع من الاستعراض الذي يفعله البعض لعدم سيطرتهم على اندفاعهم، وهو يشبه الى حدٍّ كبير عملية القيادة السريعة للسيارة التي لا هدف واضح منها سوى التعبير عن الذات بطريقة منافية للاداب العامة".


طرق العلاج
يشدّد الدكتور رعد على "ضرورة اعتبار التعرّي #مرضاً_نفسياً في حال اعتمد كسلوك متكرّر ودون وجود سبب جذري يستدعيه، وهو يختصر في عبارة واحدة (عدم السيطرة على الاندفاع)، وبالتالي فهو بحاجة الى #علاج لدى #اختصاصي_نفسي. وتلفت الاشارة هنا الى ان الناس قد يتعاملون مع هذا السلوك بطرافة نظراً لانه يشكّل مادةً دسمة للتداول، ويعود السبب في ذلك الى ندرته اجتماعياً وارتباطه بمنحى #جنسي معيّن يحبّذ الحديث فيه". ويعتبر ان "طريقة العلاج للمريض هنا نفسية اكثر منها دوائية، وتدخل في جوانبه الشخصية، وهي بحاجة الى زيارات متكرّرة الى العيادات للشّفاء منها".
يبقى #التعبير_السلمي عن المطالب و#الاعتراضات من معالم التحضر. #التعري لا يوصل محبذيه الى نتائج، سوى انه نوعٌ من الاستعراض #غير_الاخلاقي المفتعل. هذا في حال كانت الغاية التمرّد على #النظام. اما التعري على الشرفة، فهو "#هلوسةٌ" مرفوضة اجتماعياً، وعلى مفتعليها التوجه الى #طبيبٍ بأسرع وقت.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم