الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

شهادات رهيبة من "سوق السبايا" في "داعش": كان يصلي قبل وبعد أن يغتصبني

المصدر: "النهار"
شهادات رهيبة من "سوق السبايا" في "داعش": كان يصلي قبل وبعد أن يغتصبني
شهادات رهيبة من "سوق السبايا" في "داعش": كان يصلي قبل وبعد أن يغتصبني
A+ A-

يعتدي مقاتلو " #الدولة_الاسلامية" على الفتيات بدءا من سن الثانية عشرة ويغلّفون جرائمهم بالصلاة.هذا ما يخلص اليه تحقيق مطول نشرته صحيفة "النيويورك تايمس" عن هذا النوع الجديد –القديم من الرق في "الدولة الاسلامية".ويستغل التنظيم الوعود برق #جنسي مسموح بها شرعاً كأداة لتجنيد مقاتلين من مجتمعات محافظة يمكن أن يمنعوا فيها من ممارسة الجنس قبل الزواج.
مقابلات مع أكثر من 21 امرأة أفلتن أخيراً من قبضة "الدولة الاسلامية" تكشف أيضاً أن الهجوم على الاقلية #الايزيدية كان مخططا له سلفاً بدقة، مع توافر باصات لنقل النساء بعد فصلهن عن عائلاتهن، كما تكشف كيف تكرست ممارسة الرق الجنسي في المبادئ الاساسية للتنظيم.


قبيل اغتصابه ابنة الثانية عشرة، يأخذ المقاتل الداعشي وقته ليشرح أن ما سيقوم به ليس خطيئة.ولان الضحية تنتمي الى دين غير الاسلام ، فان" القرآن لا يعطيه فحسب الحق في اغتصابها، وإنما يشجعه على ذلك".
وبعدما قّيّد يديها وكمّ فمها، ركع الى جانب السرير وسجد للصلاة قبل أن يعتليها.وعندما انتهى، ركع مجدداً للصلاة، مغلفاً الاغتصاب بأفعال تعكس تقوى دينية. وتروي الفتاة النحيفة جدا في مقابلة معها في مخيم للاجئين هربت اليه قبل 11 شهراً:"قال لي إنه وفقا للاسلام يسمح له باغتصاب شخص كافر. قال إنه باغتصابي يقترب أكثر من الله" .
تجارة الفتيات والنساء اليزيديات اقتضت انشاء بنى تحتية ثابتة مع شبكة من المستودعات يحتجز فيها الضحايا وصالات عرض حيث يفحصن ويسوقن ، وأسطول من الباصات المستخدمة في نقلهن.
وفي المجموع، خطفت نحو 5270 ايزيدية العام الماضي، بينهن 3144 لا يزلن محتجزات، بحسب زعماء في الطائفة. وللتعامل معهن، وضعت "الدولة الاسلامية" خطة مفصلة للرق الجنسي، بما فيها عقود بيع موثقة من المحاكم الاسلامية التي تديرها "الدولة الاسلامية". وصارت هذه الممارسة أداة تجنيد ثابتة لجذب الرجال من المجتمعات الاسلامية المحافظة جداً،حيث الجنس العرضي هو من المحرمات ومواعدة النساء ممنوعة.
فتاة في الخامسة عشرة قبض عليها على أكتاف جبل #سنجار قبل سنة وبيعت من مقاتل عراقي في العشرينات، تقول:"في كل مرة كان يأتي لاغتصابي، كان يصلي".
وعلى غرار فتيات أخريات تحدثت اليهن الصحيفة الاميركية رفضت احداهن ذكر اسمها واكتفت بالحرف الاول ف.، بسبب العار الذي يرتبط بالاغتصاب. وأضافت: "كان يقول لي دائما هذا عبادة...قال إن اغتصابي هو صلاته الى الله". وعندما كانت تقول له إن ما يفعله خطأ ولن يقربه من الله، كان يجيب: "لا هذا مسموح. هذا حلال".
وتمكنت هذه الفتاة من الفرار في نيسان الماضي بمساعدة مهربين بعدما استُعبدت تسعة أشهر تقريبا.
في الشهادات الاخرى الواردة في التحقيق اشارات الى أن غزو القرى الواقعة على الضفة الجنوبية لجبل سنجار في آب الماضي، كان يرمي الى أكثر من مجرد سيطرة " #داعش " على مناطق جديدة.
ناجون من المنطقة قالوا إن الرجال والنساء فصلوا بعد اعتقالهم مباشرة. الشباب طلب منهم خلع قمصانهم، ومن كان لديه شعر تحت الابط ، طلب منه الانضمام الى الرجال الاكبر سناً. وقرية بعد قرية، نقل الرجال والشبان سيرا أو بالشاحنات الى حقول مجاورة، حيث أرغموا على الانبطاح أرضاً وأطلقت النار عليهم من أسلحة رشاشة.أما النساء والفتيات والاطفال فحُمّلوا في شاحنات.


غزو جنسي


الخبير في جامعة شيكاغو في الاقلية اليزيدية ماثيو باربر أكد هذه النظرية، قائلا:"كان الهجوم على سنجار غزوا جنسياً بقدر ما كان لتحقيق مكاسب ميدانية".
وبابر كان في سنجار عندما بدأت المذبحة الصيف الماضي، وساهم في انشاء مؤسسة توفر الدعم النفسي للفارين الذين بلغ عددهم أكثر من الفين، وفقاً لناشطين.
كانت ف. ابنة الخامسة عشرة تحاول الفرار مع عائلتها المؤلفة من تسعة أشخاص، عندما ارتفعت حرارة سيارتهم "الاوبل" القديمة. وبينما كانت تقف مع أمها وشقيقتيها، وهما في الرابعة عشرة والسابعة، يائسات قرب سيارتهن المعطلة، مرّ موكب لمقاتلي "الدولة الاسلامية" وطوقهن. وحالا، فصل المقاتلون الرجال عن النساء، وأخذت هي مع أمها وشقيقتيها في شاحنات الى البلدة الاقرب على جبل سنجار "وهناك فصلوني عن أمي. الفتيات غير المتزوجات ارغمن على الصعود في أوتوبيسات".
الباصات كانت بيضاء، مع شريط كتب قربه كلمة "حج"، مما يدل على أن "الدولة الاسلامية" استولت على حافلات #الحكومة_العراقية كانت تستخدم لنقل الحجاج الى #مكة. وعند انطلاق الموكب، لاحظت الفتيات والنساء أن النوافذ سدت بستائر يبدو أنها أَضيفت لان المقاتلين كانوا يخططون لنقل أعداد كبيرة من النساء اللواتي كن من دون برقع أو حجاب.
رواية ف. بما فيها وصف الاوتوبيسات، ومكان الستائر وطريقة نقل النساء كررتها ضحايا أخريات وقعن في قبضة "داعش" والتقتهن " النيويورك تايمس". هؤلاء تحدثن عن ظروف مشابهة مع أنهن خطفن في ايام مختلفة وفي مواقع بعيدة عن بعضها أميالاً.


تقول ف. أنها نقلت الى مدينة #الموصل، على مسافة ست ساعات، حيث جمعت النساء في قاعدة الافراح "غالاكسي". فارات أخريات قلن إنه اضافة الى الموصل، جمعت النساء في مدارس ابتدائية ومبان بلدية في #تلعفر وصلاح ومدينة سنجار. مجموعة أخرى من النساء والفتيات نقلن الى قصر من حقبة #صدام_حسين وسجن " #بادوش" مبنى مديرية الشباب في الموصل. هناك كن يحتجزن أسابيع أو أشهرا ثم يحمّلن في اسطول الباصات نفسه مجددا ويرسلن في مجموعات أصغر الى سوريا او الى أماكن أخرى داخل العراق، حيث يعرضن للبيع والشراء من أجل #الجنس.
خضر دوملي ،الناشط في الطائفة الايزيدية الذي يحتفظ بقاعدة معلومات عن الضحايا يقول:"كان كل شيء مخطط له مئة في المئة ...تحدثت مع العائلة الاولى التي وصلت الى مديرية الشباب في الموصل والقاعة كانت معدة لهم سلفا. كانت هناك فرشات وأوان وصحون وطعام وماء لمئات الاشخاص".



داخل قاعة "غالاكسي" جلست ف. أرضاً بين شابات أخريات. في المجموع، تقدر أنهن كن نحو 1300 فتاة ايزيدية جالسات أرضا أو متكئات على الجدران في القاعة، وهو عدد أكدته نساء أخريات احتجزن في الموقع نفسه.
كل منهن وصفت كيف دخل ثلاثة مقاتلين من "داعش" القاعة وفي يد كل منهم لائحة. هؤلاء طلبوا من الفتيات الوقوف، واحدة بعد الاخرى وذكر اسمها الاول والوسطي واسم عائلتها مع سنها وبلدتها ، وما اذا كانت متزوجة ولديها أولاد.
ف. احتجزت شهرين داخل قاعة "غالاكسي". وفي أحد الايام، جاء مسلحون وبدأوا يخرجون النساء الشابات، ومن كانت ترفض كانت تشد من شعرها.


"سبايا"


في الموقف كان اسطول الباصات نفسه في الانتظار لنقلهن الى محطتهن التالية. ومع 24 فتاة وامرأة أخرى، نقلت ف. الى قاعدة عسكرية في #العراق. هناك في موقف القاعدة، سمعت كلمة "سبايا" للمرة الاولى. وقالت:"ضحكوا وسخروا منا وهم يقولون أنتم سبايانا.لم أكن أعرف ما يعني ذلك"، ولكن لاحقا،" تولى القائد المحلي لـ"داعش" الشرح لنا أنها تعني الرق".
الفتيات الاصغر سنا والاجمل بيعت في الاسابيع الاولى بعد خطفهن، أما الاخريات ، وخصوصا الاكبر سنا والمتزوجات، فوصفن كيف نقلن من موقع الى موقع قبل أن يتوافر عرض مناسب لشرائهن.
أسامة حسن علي، وهو رجل أعمال ايزيدي نجح في تهريب ايزيديات كثيرات، أوضح أنه ادعى بأنها يريد شراء فتيات، وذلك للوصول الى المصور.هناك عرضت له عشرات الصور، كل منها لايزيدية جالسة على كنبة في غرفة وتنظر الى الكاميرا مع تعابير متجهمة.وعلى حافة الصورة، كان مكتوبا "سبايا رقم 1" و"سبايا رقم 2" و...
فتاة عرفت عن نفسها بحرف ي. قالت إنه "عندما وضعونا في المبنى قيل لنا إننا صرنا في سوق السبايا...أدركت أننا وصلنا الى سوق الرق".
ي.قدرت بأنه كان هناك 500 امرأة وفتاة أخرى غير متزوجة في المبنى المتعدد الطبقات، مع أصغرهن في الحادية عشرة، وعندما يصل الشاري كن يؤخذن واحدة تلو الاخرى الى غرفة منفصلة. وأضافت:"يجلس الامراء قرب الحائط وينادوننا باسمنا.كان علينا الجلوس على كرسي قبالتهم، وعليك النظر اليهم . وقبل دخولنا كانوا ينزعون حجابنا أو اي شيء يمكن أن نستخدمه لتغطية أنفسنا".وتذكرت بأنه "عندما وصل دوري، طلبوا مني أن أقف أربع مرات وأن التف حول نفسي".
المخطوفات ارغمن ايضا على الرد على اسئلة حميمة، بما فيها تحديد الموعد الدقيق لعادتهن الشهرية الاخيرة. الواضح أن المقاتلين كانوا يحاولون معرفة ما اذا كانت النساء حاملات، ذلك أنه يحرم على الرجل اقامة علاقة جنسية مع رقيقته اذا كانت حاملاً.


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم