السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الكهرباء بين الرابية وعين التينة!

راجح الخوري
الكهرباء بين الرابية وعين التينة!
الكهرباء بين الرابية وعين التينة!
A+ A-

لست أدري ماذا سيكون رأي النائب ميشال عون في قول الدكتور فريد الخازن أحد أعضاء كتلته النيابية لمحطة "M T V"، ان العلاقة بين الرئيس نبيه بري وعون مثل شركة الكهرباء تحتاج الى صيانة دائمة، ولا أدري اذا كان هناك بعد من يقدر على معالجة الفولتاج في العلاقة بين عون وتياره، وعين التينة وغيرها من محوّلات السياسة في لبنان!
واذا كانت الصيانة ضرورية لإصلاح الأعطال الكهربائية، ويمكن ان تندرج على السياسة كما يقول الخازن، فليس هناك من لا يعرف ان هذه "الأعطال" ليست بالضرورة من صنع عين التينة حيث عمل بري ويعمل دائماً على تدوير الزوايا الحادة وعلى اشاعة جو من الحبور والإنشراح السياسي، الى درجة ان السفيرة البريطانية السابقة فرنسيس غاي قالت لي يوماً: "الرئيس بري هو الأكثر حنكة وظرفاً والأقدر على معالجة مشكلة معقدة بضحكة ذكية"!
الوضع في الرابية ليس هكذا وهذا أمر طبيعي بالنسبة الى الجنرال، فالجنرالات ينشأون على "قدّم سلاحك"، ولهذا ربما كانت الأعطال المتصاعدة بين عين التينة والرابية من صنع عون الذي لا ينكر أحد انه يُشرقط غضباً وهذا ليس مستغرباً في عسكري عريق!
في أي حال يحتاج كلام بري لجريدة "السفير" الى قراءة سياسية لا كهربائية، لأنه داهية في السياسة وفي هندسة المواقف وتفنيد التصريحات وفي تغليف التلميح و"ان اللبيب"، وعلى هذا فإنني لا أتردد وسط الجو السياسي المعقد ومع الفراغ الرئاسي والعقد الكأداء التي تواجه السلطتين التنفيذية والتشريعية، في السؤال:
هل كان الرئيس بري ليوجه كلامه الصارم الى عون، من غير أن يأخذ في الإعتبار مثلاً مستلزمات مسايرة التحالف بين الجنرال و"حزب الله"، أم أن في كلام الأستاذ نكهة ليست مناقضة لمكنونات السيد حسن نصرالله؟
هذا سؤال لا يبحث عن جواب لكنه ضروري، ربما لكي يتبصّر الجنرال في قول الأستاذ "انا شخصياً لا أقبل منطق الجنرال الذي يصرّ على ان مجلس النواب الحالي غير شرعي بسبب التمديد والذي لا يجد حرجاً في الوقت عينه في ان يطلب من هذا المجلس إنتخابه رئيساً للجمهورية ... وإنني أرفض التصويت لمن يقول عني أنني غير شرعي، واذا كان الجنرال يتمسك بهذا الطرح فأنا من جهتي أتمسك بإحترام كرامتي وكرامة المجلس"!
أكثر من هذا وعلى طريقة بيان رقم واحد يقول بري: "ليعلم من يهمه الأمر أنني والرئيس تمام سلام واحد وبالتالي فإن خيار إستقالته مرفوض ومن يدفع في هذا الإتجاه إنما يدفع نحو الخراب ... من يتحمس لسقوط سلام يحتاج الى الكثير حتى يصبح متمكناً في السياسة"!
نعم أستاذ واضح جداً جداً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم