الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ربما على الطريق

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

ليس من لا شيء، ولا سبب، ومن دون مناسبة، وصل الأمر بالرئيس نبيه برّي الى الاعلان جهاراً أن الصبر قد نفد، ولْحَدّ هون وبس... مؤكداً، للمناسبة، أنه لن يؤيد الجنرال ميشال عون كمرشَّح دائم لرئاسة الجمهوريَّة.
هذا ليس كل شيء، أو كل الحدَثَ الذي صنعته للحال هذه الاشارة السياسيَّة التي لا يراها البعض من غير أَبعاد محليَّة، وهذا أضعف الايمان. ذلك أن هذه المفاجأة أرفقت بتوضيحات وشروح متون بثتها وسائل الاعلام بكل أنواعها واسمائها، محليّاً واقليميّاً.
وقيل إنه كان لها وقعٌ لدى بعض الأوساط الديبلوماسيَّة المعنيَّة بالشؤون اللبنانيَّة أكثر من كثيرين من اللبنانيّين.
من الطبيعي جداً أن يتساءل سياسيّون وصحافيّون وديبلوماسيّون ما اذا كانت "مفاجأة" رئيس المجلس مجرّد فشَّة خلق عابرة، أم تراها تشكّل مؤشّراً جديّاً لاحتمال دخول لبنان "أخيراً" في مناخات التمهيد للاستحقاق الرئاسي، ومواصفات الرئيس العتيد الذي يشدّد الرئيس برّي والجميع على أن يكون توافقيّاً بكل معنى الكلمة.
وهذا بديهيٌّ ومتوقَّع، اذا صدقت النيّات، وجاءت التوقُّعات والاستنتاجات في محلّها. وان كانت الأحداث وفترة الفراغ الرئاسي التي تجاوزت السنة بشهرين تقول إن من السابق لأوانه التوغل في غابة الاستنتاجات... قبل إتمام زيارة الرئيس الايراني روحاني لباريس، وظهور "اتجاهات" المحادثات مع الرئيس الفرنسي هولاند.
علماً أن الإليزيه يكاد يكون مرّة أخرى بمثابة أم الصبي، وأم العريس، وأم الرئيس.
هل نحن، حقّاً، على أبواب "عصر" انتخابات رئاسية في يوم في شهر في سنة، أم أن لبنان "المخطوف" لا يزال مطلوباً منه تقديم المزيد من الخدمات، في السياق الايراني، والاتفاق النووي، ونفوذ طهران هنا وهناك؟
يواش يواش. لطالما قيل إن موعد لبنان مع الرئيس الجديد سيكون بعد التوصّل الى اتفاق على النووي الايراني. وها قد تمّت "المعجزة" الايرانيّة، فأين "المعجزة" اللبنانية؟
ربما على الطريق. واستعداداً لاستقبالها بدأت الاصطفافات السياسيَّة ترتسم معالمها على الأرض لا على الورق: ثلاث قوى أساسيَّة التقت عند قاسم مشترك، مفاده أن البلد لا يحتمل رئيساً حزبياً كالجنرال ميشال عون، إنما هو في حاجة الى رئيس توافقي يحظى بتأييد مختلف الفئات والاتجاهات...
مع تمتُّعه بشخصيَّة متمرِّسة، ناجحة، معروفة اقليميّاً ودوليّاً.
أما القوى، فليس مستغرباً أن تتكوّن، مبدئياً، من الرئيس نبيه بري، الرئيس سعد الحريري، فالنائب وليد جنبلاط. مع احتمالات شبه مؤكدة لانضمام قوى أخرى، دعماً للاعتدال والانفتاح.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم