الحرارة المرتفعة دفعت العكاريين الى مجاري الانهر والبرك الزراعية

في عكار، ﻻ فرق نهارا بين اعالي الجبال والوسط والشاطئ الساحلي. ذلك ان حرارة #الطقس قد فاقت كل المتوقع في شهر آب "اللهّاب" على ما يقولون، لكن ان تصل الحرارة نهارًا إلى حدود الـ 42 درجة فهذا امر لم يعتده اهالي الريف العكاري، الذين اجبر القسم اﻻكبر منهم على ترك المنازل وهجرها الى اماكن اكثر برودة... إلى مجاري اﻻنهر والبرك الزراعية واﻻصطناعية التي ينشئها المزارعون لريّ بساتينهم في مثل ايام الجفاف هذه. فأضحت اليوم ملاذهم وملاذ عائلاتهم واﻻقرباء والجيران لدفع الحر واﻻبتراد... وتبقى اعين اﻻهل ساهرة على ما يقول مصطفى سليمان كي ﻻ يقع المقدور ويغرق احد اﻻطفال... على ما هو حاصل في غير منطقة لبنانية.
ويشير سليمان الى ان شهر آب هو شهر انضاج مواسم بساتين وكروم #العنب والتين كما اﻻجاص والتفاح، وباقي اصناف الفاكهة التي تنعم بها ارض عكار الخصبة... ولكن ليس بمقدور احد التكهّن بما ستخلّفه هذه الحرارة المرتفعة على انتاج المواسم التي يعول العكاريون عليها كثيرًا، والتي للأسف ﻻ سوق لتصريفها باﻻسعار التي يرغبها المزارع.
الى ذلك فإن انقطاع الكهرباء ومياه الشرب قد فاقما من معاناة اﻻهالي، الذين باتوا تحت رحمة اصحاب المولدات الذين سيعمدون الى رفع فاتورة الكهرباء حيث ﻻ حسيب وﻻ رقيب، وصار همّ المواطن الآن اﻻ تكسد اﻻطعمة في براداته وان يؤمّن نسمة هواء من مراوح قد ﻻ تُسمن وﻻ تغني من جوع.
الدكتور انطوان ضاهر رئيس مجلس البيئة في القبيات أبدى أسفه إزاء ما تسبّبت به حرارة الطقس من خسائر كبيرة باﻻشجار الحرجية والمثمرة كمل حصل في بلدة بينو على سبيل المثال، شاكرا جهود كل الذين تطوّعوا لمكافحة النيران وسط ظروف صعبة وبوسائل بدائية.
آملا أن نصل في لبنان الى بلوغ المستوى الذي يمكننا فيه تأمين الوسائل الحديثة التي تسمح لنا بالتدخل بالسرعة القصوى لمنع تمدد الحرائق، والحد من خسائر المساحات الخضراء نتيجة الحرائق التي بقسم كبير منها مفتعل.
ودعا ضاهر كل اﻻهالي والجهات الرسمية المعنية وفرق اﻻطفاء والبلديات والناشطين البيئيين الى التحوط والتنبه إزاء موجة الحر القائمة.