السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"لا استطيع العيش من دون مضغ التنبول".. ما هي هذه النبتة؟!

المصدر: "أ ف ب"
"لا استطيع العيش من دون مضغ التنبول".. ما هي هذه النبتة؟!
"لا استطيع العيش من دون مضغ التنبول".. ما هي هذه النبتة؟!
A+ A-

يمضي ميو مين هتايكي ايامه في مضغ مزيج من البندق والتبغ تسبب بتغيير لون اسنانه الى الاحمر خلال تنقله بين شوارع رانغون داخل سيارته للاجرة... فهذه النبتة المعروفة بالتنبول منتشرة على نطاق واسع في بورما ما بات يمثل مشكلة صحية عامة.
ويوضح هذا الرجل البالغ 32 عاما الساعي دوما الى محاربة الارهاق والضجر جراء الازدحامات المرورية المستمرة في العاصمة الاقتصادية البورمية "ينتابني احساس بالتعب الشديد عندما ابدأ بقيادة سيارتي بعد الاستيقاظ لذا امضغ القليل من نبتة التنبول لكي اشعر بنشاط اكبر".
وتستحوذ هذه النبتة المؤلفة من مزيج من التبغ وبندق الاريكا (المسمى خطأ ببندق التنبول) والكلس والمطعمة احيانا بالتوابل، على اهتمام عدد كبير من البورميين خصوصا الشباب منهم. وبالاضافة الى مفاعيله كمحفز ذهني، يعرف بندق الاريكا ايضا بمنافعه المسكنة للالم.
ويقول ميو مين هتايكي بشفتين محمرتين جراء ادمان هذه النبتة "عندما بدأت بمضغ التنبول بسبب الم في الاسنان، لم يرق لي الموضوع كثيرا. لكنه نجح في القضاء على الالم وبتت احبه في نهاية المطاف".
ويصنع التجار المنتشرون في شوارع بورما بكميات كبيرة يدويا هذه الانواع الغريبة من العلكة الخضراء. وعلى طاولة لوح خشبي صغير معلق حول عنقهم، يقوم هؤلاء بلف المكونات داخل اوراق خضراء لنبتة التنبول. ويبلغ سعر المبيع 200 كيات (0,16 دولار).
الا ان مضغ نبتة التنبول يزيد خطر الاصابة بسرطان الفم بحسب تحذيرات يطلقها الاطباء من دون ان تلقى اذانا صاغية لدى السكان.
وتعتبر بورما من البلدان التي تشهد اكبر انتشار لاستهلاك التبغ القابل للمضغ خصوصا لدى الرجال، بحسب ديريندرا ناراين سينها الاخصائية في منظمة الصحة العالمية في رانغون.
وتشير بحوث هذه الاخصائية الى ان 51,4 % من الرجال البورميين يواظبون على استهلاك هذه النبتة في مقابل 16 % لدى النساء.
ويعتبر التبغ وبندق الاريكا من العوامل المسببة للسرطان وفق هذه الاخصائية التي تنتقد غياب السياسات الوقائية لتفادي الاخطار المرتبطة باستهلاك التبغ في هذا البلد الذي لا يزال احد افقر بلدان آسيا.
كذلك يعاني النظام الصحي البورمي مشكلات بنيوية بعد عقود من الاهمال من جانب المجلس العسكري الحاكم سابقا الذي عمل على عزل البلاد عن العالم.
ويتعارض الوضع البائس للمستشفيات مع حالة الغليان في اقتصاد السوق خصوصا في رانغون حيث تنتشر ورش البناء وبات افراد الطبقة الوسطى الصاعدة يملكون احدث انواع الهواتف الذكية.
ولا تزال بورما بعد اربعة اعوام على حل المجلس العسكري نفسه في 2011، في مؤخر دول العالم على صعيد الاموال المنفقة على النظام الصحي.
وبحسب دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية، لا تخصص بورما سوى 0,5 % من اجمالي الناتج المحلي لتمويل قطاعها الصحي، وهو معدل ادنى من الميزانية المرصودة في بلدان مثل جنوب السودان او هايتي.
كما أن افغانستان وكمبوديا المجاورتين تنفقان على القطاع الصحي بواقع ثلاثة اضعاف اذ تبلغ النسبة 1,7 % و1,5 % على التوالي.
ويؤكد رئيس منظمة "بيبلز هيلث فاونديشن" غير الحكومية ثان سين أنه في ظل غياب اي حملات لوزارة الصحة "لن يكون الناس على بينة من الاثار الجانبية".
كذلك ، لا تملك المستشفيات الامكانات لمعالجة الامراض السرطانية المرتبطة باستهلاك التبغ.
ولا يوجد اي احصاء رسمي في شأن هذا الموضوع في هذا البلد الذي يفتقر للادارة الفعالة.
وفي بورما كما في الدول المجاورة، تفرض السلطات على مصنعي التبغ وضع صور صادمة على علب السجائر المباعة في الاسواق بهدف توعية المدخنين ازاء مخاطر التدخين. الا ان نبتة التنبول تصنع يدويا ومن دون تغليف ما يعفيها من هذه القوانين.
ويقول ثان سين "اذا ما ذهبتم الى تايلاند لن تجدوا تقريبا اي احد يمضغ التنبول حتى في المناطق الريفية. والأمر سيان في ماليزيا. لذا ما سبب استمرار ذلك عندنا؟ اعتقد انه من الضروري تنبيه الناس الى مخاطر هذا الامر".
وقد طبعت منظمة "بيبلز هيلث فاونديشن" غير الحكومية ملصقات لتحذير البورميين من مخاطر هذه العادة وطلبت من السلطات الصحية في البلاد جعل وجودها الزاميا في مواقع بيع نبتة التنبول.
وخلف مقود سيارته للاجرة، يقر ميو مين هتايكي بدرايته بمخاطر مضغ التنبول لكنه يؤكد عجزه عن وقف هذه العادة. ويقول "انا خائف لكنني لا استطيع العيش من دون مضغ التنبول".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم