الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

معالي الوزير... فلتكن المكاشفة!

ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
معالي الوزير... فلتكن المكاشفة!
معالي الوزير... فلتكن المكاشفة!
A+ A-

نسأل وزير التربية الياس بو صعب عن الفساد الذي تحدث عنه في وزارة التربية. ما الذي يمنعه من كشف الملف أو الملفات التي تخرج منها روائح الفساد؟ حتى لو كانت التحقيقات تأخذ مجراها وفق ما يقول الوزير. هو تحدث عن وجود مغارة علي بابا في التربية، وانه اكتشف فساداً لم ير مثيلاً له في تاريخ عمله. فإذا صح ان الفساد يعشش في الوزارة، يعني ذلك أن كل ملفات التربية في خطر، ما يستوجب المكاشفة والتعجيل في معالجة الأمر واعلان أسماء المتورطين في الفساد وكشف الملفات التي يمكن ان تؤثر في القضايا التربوية، وما تتركه من تداعيات سلبية على الواقع التربوي وقطاعات التربية والمدارس والموظفين. ويحتاج ذلك الى أن يكون الوزير أكثر وضوحاً في كشف الفساد والتصدي له، وليس فقط الحديث عنه في المناسبات العامة، بسبب ما يتركه من ارباك والتباسات في العملية التربوية.


قد لا يصل وزير التربية الى ما يصبو اليه أو على الاقل وقف ممارسات الفساد، قبل أن نصل الى قطع رأسه واستئصاله من الوزارة. وما لم يبادر الى تسمية الأشياء ستبقى الامور على حالها، طالما أن فساداً ينخر كل مؤسسات الدولة، ومن بينها التربية. ولعل ذلك يستوجب المزيد من القرارات والشفافية في التعامل مع الملفات وأخذ القرارات المناسبة في التربية أولا وأخيراً، ذلك أن الاعتبارات السياسية قد تقف حائلة أمام السير بكشف الفساد الى نهايته، واذا لم يحسم الوزير في تحييد السياسي عن التربوي، لن يكون هناك أي إمكان لمكافحة الفساد ومعالجة الملفات المخالفة والتصحيح، والإصلاح الذي يجب أن يعتبر الهدف الأساسي لإعادة الامور الى نصابها في العمل التربوي المؤسساتي الرسمي.
وفي مسار التصدي للفساد، لا تستقيم الامور من دون توضيح توجهات الوزير تجاه ملفات أساسية تضج بها الساحة التربوية والجامعية، في المجالين الاداري والأكاديمي، وفي مقدمها ملف الجامعة اللبنانية. فعندما يطلب وزير التربية من إدارة الجامعة التزام قرارات مجلس الوزراء، خصوصاً في شأن قانون التفرغ، فإنه بوصفه وزير وصاية لا يستطيع أن يعالج أمورها بعدم التوقيع على الموازنة والرواتب. وهو مطالب أيضاً بالمكاشفة في ما اذا كان يرى أن هناك فساداً في الجامعة أو مخالفات ينبغي معالجتها أو هدراً يجب وقفه، علماً أن تفرغ 1219 أستاذاً تدخلت به قوى سياسية عدة، وهو ملف فيه التباسات كثيرة تتعلق بالشروط الاكاديمية ومعاييرها لجزء من المتفرغين. وهذا يعني أن الشفافية مطلوبة في التعامل مع ملفات الجامعة، وهي كثيرة، وتفتح على ابواب مختلفة في التعليم العالي.
ولعل ملفات تربوية كثيرة، فيها شبهة فساد، في التعليم الجامعي وما قبل الجامعي، في المدارس وفي القطاعات والأجهزة التابعة للتربية. ننتظر كلاماً فيها أكثر وضوحاً من الوزير لمصلحة التربية ومستقبلها!


[email protected] / Twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم