الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"السلفي" الأخير لناجي قبل أن يقضي برصاص والده

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
"السلفي" الأخير لناجي قبل أن يقضي برصاص والده
"السلفي" الأخير لناجي قبل أن يقضي برصاص والده
A+ A-

حرارة بلدة حرار في عكار وصلت الى درجة الغليان مع استمرار هروب قاتل ابنه المدعو حسن عبد الرحمن، الذي لم يتجاوز الخطوط الحمر بجريمته التي ارتكبها يوم الأحد فحسب بل كسر المفهوم السائد عن خوف الآباء على الابناء، قالباً الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم"، فبات الأب هو العدو والغريم.


لم يكن اختيار ناجي للسفر والعمل خارج البلاد كمحاسب في احدى الشركات السعودية كافياً لإبعاد شر والده المعروف عنه سرعة غضبه، وبحسب احد المقربين من ناجي فإن" العائلة مفككة منذ تسعينات القرن الماضي، بعد دخول الاب الى السجن نتيجة ارتكابه جريمة قتل، سنوات طويلة امضاها خلف القضبان ليعود بعدها الى كنف عائلة مؤلفة من ثلاثة شبان واربع فتيات رسمن حياتهن بعيدا عنه، واولاد كوّنوا أنفسهم بأنفسهم، وعملوا وصارعوا القدر حتى تمكّنوا من الوقوف على ارجلهم"، وأضاف "كان من الصعب على ناجي ان يتأقلم مع والده وطباعه الحادة، ومع مرور الوقت كانت الخلافات تكبر بينهما والشرخ يتسع، لكن لم يخطر في بال احد ان تصل الامور الى الحد الممنوع".


صعقة قوية
لم يكمل ناجي (30 سنة) تحصيله العلمي، عملَ في مجالات عدة قبل أن يسافر الى الخارج. يوم السبت الماضي، عاد الى لبنان لزيارة أهله قبل ان تحل الكارثة، ولفت انه "عند حوالي الساعة الحادية عشرة قبل ظهر امس الاحد، تفاجأ ابناء الحي بسماع ازيز رصاص، لِيُصعق الجميع بالطلقات النارية التي كانت موجهة الى الشاب الذي يحبه الجميع، المعروف بطيبة قلبه وابتعاده عن المشاكل، وما زاد من حدة الصعقة ان القاتل هو الوالد"، شارحاً ان "الرصاصة الاولى اصابت يده فهرب ناجي من المنزل، لكن والده لحق به واطلق عليه رصاصة اصابته في ظهره مخترقة قلبه فأردته قتيلاً، قبل ان يفرّغ كامل حقده عليه ويطلق رصاصات عدة على رأسه بحسب ما قاله الاطباء الشرعيون".


غموض يلف السبب
وعما اذا كان سبب الخلاف عقارات واموال حسب ما يتم تداوله، أجاب "لا يمكن تأكيد او نفي ما يتم اشاعته في الاعلام لكن دائماً ما يكون سبب القتل غير معلن، ولا يزال لب القضية غامضاً، لكن الشيء المؤكد أنه لا يمكن لأي عقل استيعاب ان يقتل اب ابنه لأي سبب كان، فكيف اذا كان السبب بضعة اوراق نقدية وجماد".


"السلفي" الأخير
قبل ساعة من وفاته التقط ناجي صورة "سلفي" مع ابن مالك السوبرماركت القريبة من منزله، ضحك واياه وتبادلا المزاح، ثمّ اشترى بضعة اغراض قبل ان يعود الى حيث خبّأ له القدر نهايته، عاد الى منزله من دون ان يعلم ما يخططه له من كتَب على هويته انه والده، "البحث يجري اليوم عن الوحش الذي كما يقال انه في وادي جهنم في الغابات الكثيفة الواقعة بين عكار والضنية".


برجليه هرب الاب الى "جهنم وواديها" لكن الى متى سيبقى فارًّا، فلا بد للهيب غضب عائلته واهل بلدته ان يصله عاجلاً وليس آجلاً! 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم