الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

نجوى كرم تغيّرت وما عادت تُشبه نفسها!

فاطمة عبدالله
نجوى كرم تغيّرت وما عادت تُشبه نفسها!
نجوى كرم تغيّرت وما عادت تُشبه نفسها!
A+ A-

تغيّرت نجوى كرم كثيراً، وما عاد الأمس يُشبه اليوم. ننتظر في كلّ جديد تقدّمه ألا تكون نسخة عن السائد، وإذا بها، أغنيةً تلو الأخرى، تفقد فرادتها. لها ماضٍ ترسّخ في الذاكرة، لكنّها تفضّل الذوبان في الموجة.


أن تصدح "بوسة قبل النوم" بموّال، لا يعني أنّ كرم تستعيد أمجادها وتعوّض ما فات. أغنياتٌ لها حقّقت إعجاب الجماهير، لكنها عابرة، تبدأ كالفورة وتنتهي كالتلاشي. ليست كلّ الأغنيات مثل "عم يرجف قلبي يا إمي" و"أنا ما فيّ"، ولا ننتظر أن تكون كذلك. العُمر يتغيّر، فكيف الكلام واللحن؟ أكثرت كرم في التبدُّل حتى طغى جديدها السريع المخفوق على قديمها الفريد. "بوسة قبل النوم" (كلمات فادي مرجان، وألحان علي حسون) كالأغنيات المُنتشرة من دون تميُّز. سلّمتها للمخرج فادي حداد، فظنّ، كعادته، أنّ الإبداع طبيعةٌ ساحرة وفنانةٌ تبدّل فساتينها.
لسنا نتحدّث عن إخفاق، بل عن خيبة. في حسابات الجماهير، نجوى كرم من جميلة إلى أجمل. نتحدّث عن قيمة الأغنية التي تُفقَد بذريعة أنّ الجمهور يهوى السرعة، وعن الفيديو كليب حين يبالغ في الحرص على الصِبا. هكذا يقدّم حداد نجوى كرم: نظرة واحدة، إحساس واحد، وفساتين. أضاف إلى "البوسة" شيئاً من صورة الزمن الجميل، لكنّ الطاغي ظلّ سماء كرواتيا وبحرها وقرميد بيوتها. كليبات حداد، بمعظمها، تتعكّز على الطبيعة لنَيْل نجاحها. ليست كلّ الكليبات أفكاراً بديعة، وليست هي دائماً طقساً صيفياً وفنانة من دون شوائب. لا بأس بالاصرار على نقاء الوجه والأناقة الدائمة، فذلك مُستحبٌّ جماهيرياً ومُسلٍّ عبر "تويتر". لكنّ القليل من التميُّز يدوم. حفظنا الدرس: يقع الكتاب من يد الصبية، فيهرع الشاب إلى التقاطه وإعادته إليها. ثم تلتقي العيون وتخفق القلوب. حداد عدَّل السيناريو: تنسى نجوى كرم كتاباً على الأرض، فيتحرّك الحبيب صوبها. ثوانٍ وينتهي المشهد ليعود الكليب إلى عرض الفساتين ورحلة كرواتيا السياحية.


[email protected] Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم