الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الطمر في كسارات وطى الجوز وأبو ميزان يلوّث المياه الجوفية

المصدر: "النهار"
باسكال عازار
الطمر في كسارات وطى الجوز وأبو ميزان يلوّث المياه الجوفية
الطمر في كسارات وطى الجوز وأبو ميزان يلوّث المياه الجوفية
A+ A-

لدى اتخاذ الدول المتحضرة قراراً بطمر نفاياتها، تتجه إلى الخبراء الجيولوجيين للوقوف على آرائهم في تحديد الأماكن الصالحة لطمر النفايات بحيث تكون الأرض ذات طبيعة بركانية ولا تمتصّ عصارة #النفايات. إلا في لبنان، يحوّل السياسيين أنفسهم إلى خبراء ويطلقون النظريات العشوائيّة ويقترحون أراضي ومناطق تشكّل في نظرهم مساحة مثاليّة لطمر النفايات. ومن أبرز اقتراحاتهم الذكيّة مؤخراً تسمية كسّارات وطى الجوز وأبو ميزان في كسروان كمواقع محتملة لطمر النفايات، غير أن ثمّة ما يقف عائقاً أمام هذا الإقتراح، فإلى جانب رفض الأهالي إنشاء المطامر في هذه الكسارات رفضاً تاماً، يحرم الرأي الجيولوجيين أصحاب هذه النظرية احتمال تحقيقها وإليكم الأسباب.
يوضّح الباحث الجغرافي والخبير في المياه الجوفية والمظاهر الكارستية جان أبي رزق لـ"النهار" أنه "لا يمكن التفكير في إنشاء مطامر في مواقع الكسّارات. وتؤكد على ذلك دراسة أجريناها في العام 2010 وصدرت تقاريرها في العام 2014 وهي تتعلق بنبع #جعيتا ومصادر المياه". وخلاصة الدراسة التي تفيدنا في مجال طمر النفايات بحسب أبي رزق أن "الكسارات هي عبارة عن صخور كلسيّة، وهذه الصخور تكون موجودة إجمالاً في الجيراسيك أي الـGF ونسمّيها الطبقة الحاملة للمياه، إذ تحتوي على أكثر من 50% من مياه لبنان وتغذي الينابيع الكبرى فيه. وتنفذ المياه بسرعة إلى الصخور الكلسيّة كما أن تحرّك المياه الجوفية في داخلها كبير، ما يعني أن أي تلوّث نضعه في الكسّارات سيصل بسرعة كبيرة إلى باطن الأرض كون الكسارات مكشوفة وليس فيها أي عازل يمنع نزول الملوثات بسرعة إلى باطن الأرض". ولفت إلى أن "بعض التقنيين المدافعين عن فكرة طمر النفايات في الكسارات يقولون إنه يمكن وضع غطاء بلاستيكي يفصل النفايات عن الأرض لكنها حجة غير مضمونة ولا يمكن المغامرة فيها فإن أي خطأ في التركيب أو أي تشقق ينجم مع الزمن أو بفعل ضغط النفايات سيؤدي ذلك حتماً إلى تسرّب عصارة النفايات إلى باطن الأرض وبالتالي تسمّم وتلوّث المياه الجوفيّة".
وشدّد على أن "طمر النفايات في #كسارات جبل لبنان سيؤدي إلى تلوّث ينابيع كبيرة ومهمّة، حتى إن اختيار الطمر في المرامل غير صحّي أو عملي لأن أماكن وجودها هي الأماكن التي تتغذى من خلالها الينابيع الصغيرة بالمياه". وشرح أن "طمر النفايات بالطرق المتطوّرة والمتحضرة يجب أن يتمّ عن طريق الفرز أولا وإعادة التدوير والتسبيخ، كي نخفف قدر المستطاع من النفايات، ونستفيد مما يمكن إعادة تدويره واستخدامه وبيعه، ولا يبقى عندها من نفايات للطمر إلا تلك التي لا يؤذي طمرها على أن يتمّ الطمر في أرض بركانية لا يتسرّب عبرها شيء إلى باطن الأرض".
وكشف أن "طمر النفايات في كسارتي #وطى_الجوز و#أبو_ميزان الموجودتين على أطراف كسروان يؤدي إلى تلوّث في المياه الجوفية يصل مباشرة إلى مغارة جعيتا. فعصارة النفايات المطمورة في كسارة أبو ميزان تصل بعد 17 ساعة إلى مغارة جعيتا، أما تلك المطمورة في كسارة وطى الجوز فتصل بعد ما بين 30 و 40 ساعة إلى جعيتا. وتصل المياه الملوّثة من مغارة جعيتا إلى محطة ضبيه خلال ساعتين ومن ضبيه إلى بيروت. ولنتخيّل ماذا سيحلّ بالناس عندها لدى الاستحمام أو الشرب من مياه ممزوجة بعصارة النفايات".
[email protected]



Twitter: @azarpascale


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم