من طارق تميم إلى قاتل الرائد ربيع كحيل... كيف يتناول الطب النفسي واقعنا العنيف؟

خلصت مقاربة علمية لأخصائي لبناني بارز في #علم_النفس الى أن "فئة كبيرة من اللبنانيين تصطدم بواقع #لبنان المتأزم، وهي عاجزة عن الهجرة لأسباب عدة وتعاني صعاب عدة في التأقلم مع المناخ الجديد فيه". ولفتت مقاربة الطبيب الذي رفض نشر اسمه مراعاة لقرار نقابة الأطباء الذي يمنع التصريح للاعلام، إلى أن "هذه الفئة الكبيرة، التي واكبت هجرة البعض إلى الخارج وتستغرب رضوخ مجموعة صغيرة ومحدودة من اللبنانيين لما هو عليه واقعنا اليوم، تمر أحياناً بحالات من العصبية التي تؤدي حتماً إلى ممارسات عنفية عدة".

وتوقفت المقاربة عند العصبية "التي هي عارض مهم لإصابة المعنّف بالاكتئاب." وأشارت إلى أن "النساء اللواتي يصبن بالاكتئاب يملن عموماً إلى الانزواء بينما يصبح الرجال أكثر عصبية وعنفاً في تصرفاتهم اليومية".

وتناولت آفة #المخدرات والأدوية المسكنة التي هي "السبب المباشر والأكثر ضرراً على صحة اللبنانيين والسبب الأساسي للعنف". وأشارت إلى أن المخدرات هي "محفز أساسي للإصابة باكتئاب مزمن لأن المخدرات مثلاً تؤدي إلى عصبية مفرطة عند الإنسان في حال لم تتوفر المخدرات، فيلجأ إلى كل تصرف عنفي وعصبي لترجمة حاجته الماسة في المخدرات".

في العودة إلى أسباب التصرفات السلبية للمارة والسكان في شارع الصيفي والذين لم يبادروا في الدفاع عن جورج الريف ومحاولة إنقاذه من المجرم طارق تميم، رأى القيمون على هذه المقاربة ان تكوين "الحياة النفسية يرتبط بوجود سلطة أبوية، وهي ترمز إلى ضرورة أن يشعر المواطن بمسؤول عنه أو أب للوطن يرمز عموماً لرئيس جمهورية قوي". وذكرت أن اللبنانيين يعيشون في "اللاوعي الجماعي شعوراً بغياب الأب الراعي لهمومهم". فتسود "وفقاً للمقاربة" شريعة الغاب والتي تعكس من خلال ما نراه من فلتان أمني".

وعرضت لواقع جريمة قتل جورج الريف الذي قضى بسكين طارق يتيم مشيرة إلى أن "ما نقله بيان قوى الأمن الداخلي عن يتيم الذي ذكر في اعترافاته أنه كان متأكداً أنه لن يتم توقيفه يثبت غياب سلطة أبوية لوضع حد للتجاوزات".وتوقفت عند مركز الرئاسة ومعظم مؤسسات الدولة والتي تعزز الشعور بالانتماء للسلطة والخضوع لها. وحذرت من "ضعف رأس الدولة والذي يفقد في حال وجوده مكانة الرئيس الأخلاقية لدى المواطنين ويزعزع صورته لديهم".

وشددت أن "السلطة الأبوية التي يتوق إليها اللبنانيون لا تنحصر برأس الدولة بل تمتد لمؤسسة مجلسيّ الوزراء النواب. وأشارت إلى أن التمديد لمجلس النواب أو أي مؤسسة رسمية يُفقِد المؤسسة هالتها وولاء المواطنين للسلطة. و"حذّرت من التمديد او التجديد لأي منها لأنهذا ينعكس سلباً عند المواطنين ويؤدي إلى فقدان روح انتمائهم للمؤسسة وللوطن".

وحذر القيمون على هذه المقاربة من النظرة المتدنية لواقع الموت، مشيرين الى أن المواطنين لم يعد لديهم قيمة للموت لا بل هم يقبلون بسهولة الموت بعد الكم الهائل من العنف الذي يحيطنا في العالم العربي. بالنسبة للفقرة الخاصة بالموت، لحظت أن "المواطنين لا يكترثون للموت وفقدوا عاطفتهم تجاهه ولا سيما بعد مواكبتهم للجرائم التي تنفذها "#داعش" في حق الإنسانية على شاشات التلفزة."

وخصت المقاربة قسماً من تحليلها النفسي لواقع #العنف الأسري الذي أدى إلى وفاة رلى يعقوب وفاطمة بكور ومنال عاصي وأخريات. وحددت شخصيات الرجال المعنفين لنسائهم بأنها "شخصيات مرضية تعيش اضطراباً نفسياً يؤدي إلى العنف". وتناولت نوعين من شخصية الذكور المعنفين وهي شخصية نرجسية وشخصية أخرى زورية والتي هي الأكثر رواجاً عند الرجل الشرقي المعنف والذي يضيف على "زوريته" ثقافة تجيز تعنيف المرأة وهي الوسيلة المثلى لإثبات رجولته...