الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

تفاوض الدولة مع "النصرة" و"داعش"...الطريق الوعرة

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
تفاوض الدولة مع "النصرة" و"داعش"...الطريق الوعرة
تفاوض الدولة مع "النصرة" و"داعش"...الطريق الوعرة
A+ A-

سنة وهو قابع في غيبوبة، محاولات انعاش عدة أجريت له لكنها باءت بالفشل حتى هذه اللحظة، انه ملف #العسكريين المخطوفين الذي اتعب #الاهالي من الانتظار وسط معلومات متضاربة في كل مرة، تراوحت بين الانتهاء من معالجته ومن خطر يهدده، وبين هذا وذلك لم يتغير شيء على ارض الواقع سوى خسارة خمسة عسكريين فقدوا ارواحهم نتيجة فشلالدولة في حل ملفهم.


الى الثاني من آب 2014 تعود القضية، بعدما أوقف #الجيش_اللبناني قائد لواء "فجر الاسلام" عماد أحمد جمعة. الأمر الذي استفز المسلحين في الجرود، ودفعهم إلى الهجوم على المراكز الأمنية في بلدة عرسال، فخطفوا أكثر من 30 عسكرياً. "أمام أعين الدولة خطفوا ومن مركز عسكري للجيش في عرسال أخذوا، والذين تواطأوا مع الخاطفين موجودون على الاراضي اللبنانية، يكرمون ويظهرون امام الرأي العام كأنهم فاعلوخير ووسطاء في الملف، من رئيس البلدية علي الحجيري الى ابو طاقية وغيرهما" بحسب ما قال العميد المتقاعد هشام جابر لـ"النهار".


مروحة خيارات


"هيئة العلماء المسلمين" دخلت على خط التهدئة وتعاونت معها مؤسسة "لايف"، واستطاعتا تحرير خمسة عسكريين، اثنان منهم من الجيش وثلاثة من قوى الأمن الداخلي، لكن بعد أيام من انتهاء المعركة، جمدت مؤسسة "لايف" برئاسة نبيل الحلبي وساطتها، وباتت "هيئة العلماء" الوحيدة في الملعب، لتنسحب بعدها في 22 آب 2014 عندما أدركت أن امكانية تفويضها رسميا من الحكومة بات مستحيلاً، لتحل مكانها وساطة قطرية نزعت من الخاطفين شبه تعهد بعدم أذية العسكريين،
لكن "الجميع يعلم ان هذا الملف كان يمكن حله اما بعملية عسكرية عند خطف العسكريين او بعد فترة زمنية قصيرة على اختطافهم، او في عملية دبلوماسية باصرار على تركيا وقطر من رئيس الدولة او الحكومة في حينه على حل هذا الموضوع. منذ اليوم الأول بدا ان هذا الملف لا يمكن حله الا على ارفع مستوى في الدولة اللبنانية التي لم تتحرك. كان يجب ان يكون الحديث مع تركيا وقطر من رئيس دولة الى رئيس دولة، لم يحصل هذا الامر اطلاقا. الرئيس ميقاتي زار قطر وتركيا مرة وانتهى الموضوع، وقد يكون بحث هذا الملف على الهامش. اللواء عباس ابرهيم يقوم بجهد انما هناك حدود لجهده وموقعه"، كما يرى جابر.


ورقة فاعلة


تعددت مطالب الخاطفين وتدرجت من معاملة اللاجئين بصورة جيدة الى اطلاق سراح بعض النساء من السجون اللبنانية الى اطلاق الاسلاميين من رومية وعلّق جابر"عائلات الخاطفين موجودة في مخيم للنازحين في لبنان. كان يمكن استخدام ورقتهم لكن الجيش اللبناني حضاري كما كان ممكنا ان ترفع الدولة يدها وتترك لاهالي المخطوفين تحصيل حقهم". وتساءل "لماذا لم تصدر الى هذه اللحظة احكام بحق الاسلاميين، سبع سنوات من دون محاكمة، اعتبرهم مخطوفين وعلى الدولة ان تقوم بعمل ما ايجابي وهي الىهذه الساعة لم تقم باي خطوة".


تعددت الوساطة والنتيجة واحدة


ما زاد الامر سوءاً اعلان وزارة الخارجية القطرية في 8 ايلول الماضي عدم إمكانية استمرارها في جهود الوساطة نتيجة لفشل الجهود المبذولة قبل ان تعود عن قرارها، فظهرت حينها "هيئة العلماء" مجدداً بمبادرة جديدة الا انها فشلت للمرة الثانية في كسب تفويض من الحكومة، وباتت القضية بلا وسيط، إلى أن أطل الشيخ وسام المصري في نصف أيلول لينصب نفسه وسيطاً، بين "داعش" والحكومة لكن الطرفين لم يفوضاه فأطلّ نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي معلناً موافقة "داعش" على وساطته. وسيط يذهب وآخر يأتي لكن كما قال جابر"الملف اهمل منذ البداية، وكلما مرّ عليه الوقت كلما زادت عملية الابتزاز، الخاطفون يعرفون نقاط ضعف الدولة اللبنانية ويستغلونها".


كلام بلا رصيد
وكما جابر اعتبر الشيخ عدنان امامة احد اعضاء هيئة العلماء المسلمين الذين شاركوا في مفاوضات اطلاق العسكريين "ان الملف يراوح مكانه وان الثقة مفقودة بين الحكومة والخاطفين، وتقديري ان القضية لم يتم وضعها على السكة الصحيحة حتى الآن. سمعنا كثيراً عن ان الملف قد انجز وان اللمسات الاخيرة يتم وضعها على عملية اطلاق سراح المخطوفين، لتنكر الجهة الخاطفة الامر وكأن المسالة تتعلق بشراء الوقت وبيع الاهالي كلاما من دون رصيد".


الامر الايجابي


في الاشهر الاولى استخدم الخاطفون وسيلة "نوعية" هزوا بها اعصاب اللبنانيين بتهديدهم بين الحين والاخر بجز رقاب العسكريين، وقد نفذوا خمس عمليات اعدام ووثقوا عمليات القتل بشرائط فيديو لتكون وسيلة ضغط ممزوجة بدماء. وعن ذلك قال امامة: "الشيء الايجابي الوحيد الذي تحقق انه لم يعد هناك خوف على حياة المخطوفين. التهديد الذي كان سيفاً مصلتاً على رقاب العسكريين واهلهم انتهى، عدا عن معاملتهم معاملة حسنة وتأمين تواصلهم مع اهلهم".


مربط الفرس


المشكلة بنظر امامة ان" الحكومة اللبنانية تصر على ان تكون هذه القضية سلة واحدة والخاطفون يخافون من ان يغدر بهم، وبالتالي يريدون بناء جسور ثقة وهذه اكبر نقطة خلاف بين الطرفين". واضاف "هناك عض اصابع من الجهتين، ولا يوجد طريق لحل هذا الملف الا بتجزئته، بمعنى ان النصرة تعرض مبادلة ثلاث نساء بثلاثة عسكريين هذا امر جيد، ان حصل نكون قد فتحنا ثغرة في الجدار المغلق وبالتالي يمكن ان نبني على هذا الامر".


بعد مرور كل هذا الوقت على الملف وهو في هذه الحال من الجمود يخشى ان يدخل مرحلة الموت السريري، وفي نظر جابر ان "الجهد الذي كان مطلوباً منذ أشهر سواء على المحور الدبلوماسي أو العسكري أو القضائي بتعجيل محاكمة الاسلاميين لم يحصل". وختم قائلاً: "الارهاب لا يقاتل بالأكفالبيضاء والناعمة".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم