الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ترك في الشارع جريحاً..."حين تصبح العملة أهم من الانسان"

اسرار شبارو
ترك في الشارع جريحاً..."حين تصبح العملة أهم من الانسان"
ترك في الشارع جريحاً..."حين تصبح العملة أهم من الانسان"
A+ A-

انتشرت صورته ممدّداً على الرصيف في مدينة #صور بين الحياة والموت، هو المتشرد الذي رفضت استقباله عدة مستشفيات بعدما صدمته سيارة قبل أن يهرب سائقها، إنهخالد زرقط الذي رمى به الحب الى الهاوية، فأذاقه جحيم الأيام وعرّاه من حنان الأبناء فاختار العيش وحيداً متسكعاً على الطرق، مستبدلاً عشق زوجته بزجاجة كحول علّه ينسى هجرانها له، كما يقول افراد من عائلته.


ابن الخامسة والخمسين عاماً يرقد اليوم في مستشفى حيرام حيث "خضع لعملية بعد أن كسرت يده وحوضه وفخذه نتيجة الحادث" بحسب ما قالت شقيقته هيفاء لـ "النهار"، واضافت"كسرت الايام روحه قبل ان يكسر الحادث جسده، وهو يعاني من حالة نفسية صعبة منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً بسبب خلاف زوجي".


السويد السبب!
بدأت معاناة ابن بلدة الزرارية عندما اتفق وزوجته على ترك افريقيا والسفر الى السويد، فوقعت القطيعة مع زوجته واستتبعت بانقطاع التواصل مع اولاده الذين انتقلوا مع والدتهم من افريقيا الى السويد.


صدمة عمر
أحواله المادية كانت ممتازة، لكنه بعد الصدمة التي تعرض لها وإكثاره من شرب الكحول خسر أمواله . اولاده كانوا الحلم الذي يتمنى أن يراه واقعاً ولفتت شقيقته هيفاء انه "قبل يومين اتصلتُ بابنه ووعدني بالعودة قريبًا للاطمئنان على والده، ابنته في لبنان منذ ايام علمت بما حصل لوالدها عبر الاعلام، فزارته امس في المستشفى".


عندما ينبذ الفقير
" يعيش خالد بين بيت هيفاء في دير قانون النهر وبيت شقيقته في #الصرفند، وعندما يكثر من الشرب ينام على طريق جل البحر المكان الذي يمضي فيه طوال يومه" بحسب ما أكد ابن شقيقته علي سكيكي لـ"النهار" شارحا انه "يوم وقوع الحادث اتصل الدفاع المدني بي عند الساعة الثالثة والنصف فجراً، فأسرعت الى المكان لكن خالي رفض الذهاب الى المستشفى، وأصرّ ان آتي في اليوم التالي لأقلّه كونه كان في حالة نعاس شديد، لم يكن يشعر بوجع من كثرة شربه للكحول، في اليوم التالي اتى الدفاع المدني لنقله، اربعة مستشفيات رفضت استقباله لأنه لا يحمل اوراقًا ثبوتية، وانا لم اكن ارافقه بعدها اتصل الدفاع المدني بمخفر الدرك واطلعهم عما حصل فلم يتغيّر شيء", وفق ابن شقيقته.


كي لا تتكرر
أكدت هيفاء أن خالد يعالج على حساب عائلة والدته، و"لا نحتاج الى مساعدة أحد، أما السبب من نشر قصة شقيقيعلى الاعلام هو الاضاءة على لاانسانية المستشفيات اللبنانية والعاملين فيها، رغم حالته الحرجة، ولم يبالوا ان كان في حالة خطرة والى اي مدى يتألّم، باتت الروح رخيصة، والمال أهم منها. اعتقدوا انه لا يوجد من يدفع ثمن علاج خالد، لم يهتموا ان كان تأخرهم عن اسعافه قد يفقده حياته، بات الورق اهم من الانسان في هذا الزمان، لن اسكت عما جرى كي لا تتكرر الحادثة من جديد".


"أبقوه في الشارع جريحاً"... فهو الفقير الذي وجوده وعدمه سيان في مجتمع باتت فيه قيمة #الانسان تقاس بما يمتلكه من أموال، والتي على مقدارها يحترم، وعلى أساسها يحدد كيف يعامل، نعم انه الواقع والحقيقة في بلد "الكرامة" #لبنان!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم