الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"العابر" من آسيا يلقي "خطاب النصر" في زوريخ

المصدر: "النهار"
ناجي شربل
"العابر" من آسيا يلقي "خطاب النصر" في زوريخ
"العابر" من آسيا يلقي "خطاب النصر" في زوريخ
A+ A-

لا تبدو طريق الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الى رئاسة الاتحاد الدولي "الفيفا"، سالكة كما يحلو للبعض الايحاء بذلك. وقد نشهد هذه المرة انتخابات حقيقية لـ"الفيفا" طال غيابها، وتحديداً منذ 1998، يوم فاز الرئيس المستقيل جوزف بلاتر بولايته الاولى في باريس 1998، متغلباً على رئيس الاتحاد الأوروبي وقتذاك الاسوجي لينارت يوهانسون، بانسحاب الاخير من الدورة الثانية.


من الآن حتى فتح صندوقة الاقتراع في مقر الاتحاد الدولي بزوريخ (سويسرا) في شباط المقبل، محطات عدة وابواب قد تفتح على مرشحين جدد، وتغلق على آخرين. ونبدأ من الابواب المغلقة، لنشير الى توقع غياب منافس بلاتر في الانتخابات الاخيرة الامير الاردني علي بن الحسين عن "المنازلة الجديدة"، انعكاساً لـ"صدمة" لدى الامير الشاب من المجموعة الأوروبية التي ساندته سابقاً، وهي اصطفت حول بلاتيني، محاولة فرضه كمرشح تزكية. وقد سارع الامير علي الى استنكار ترشح بلاتيني بعد ساعات من اعلان الفرنسي رغبته الانتقال الى سدة رئاسة المنظمة الكروية الدولية. ولعلّ الموقف الاردني ينطوي على ردة فعل، أكثر من الفعل المباشر في التعاطي مع المسألة. ونعود هنا بالذاكرة الى "المناورة الأوروبية" في ترشيح الامير علي، اذ وفي عز أزمة "الفيفا"، عرض الأوروبيون تأجيل الانتخابات قبل الاقتراع واثر حملة التوقيفات السويسرية بناء على إشارة القضاء الاميركي استناداً الى طالب مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي". وقد بدا واضحاً ان الأوروبيين من معارضي بلاتر، يناورون في وقت كان عليهم الوقوف خلف مرشحهم العربي غير المدعوم من ابناء قارته.
استكملت الاتصالات السرية في نهاية أيار الماضي، وأمن مساندو الامير علي النصاب القانوني للانتخابات وفاز بلاتر، ثم استقال في اليوم الرابع. بالطبع، يمكن ملاحظة ان ما جرى، ابعد الامير علي عن الاستحقاق، وفتح الباب للبحث عن مرشح جديد كان حاضراً على الدوام لكنه كان يتمنع في انتظار الفرصة المناسبة: انه بلاتيني! وقد حظي الاخير بمساندة آسيوية رسمية عبر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم البحريني الشيخ سلمان بن ابرهيم آل خليفة ببيان رسمي صادر عن الاخير، رأى في بلاتيني المرشح القادر على العبور بـ"الفيفا" الى بر الامان. في حين يعرف عن عضو الاتحاد الدولي منذ 30 نيسان الماضي رئيس اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية "أنوك" رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح، مساندته للفرنسي، وهو الذي عمل سابقاً على "فرض الوئام القسري" بين بلاتر وبلاتيني، كاشفاً للاخير انه سيساند بلاتر في ولايته الاخيرة (الخامسة) على رأس "الفيفا"، وداعياً بلاتيني الى التحلي بالصبر.
في اي حال، لم يؤيد الشيخان سلمان والفهد الامير علي، ولهما اسبابهما، وفي طليعتها ان الامير الاردني الشاب ترشح دون العودة الى قارته، ولبس ثوب العباءة الأوروبية. واستكمالاً لدور آسيا الفاعل في الادارة الكروية الدولية، أمن الشيخان انتخاب بلاتر رافضين دعوات التأجيل التي تلت العاصفة على "الفيفا"، ثم اقفلا الباب على عودة بلاتر عن استقالته، وذهبا نحو تحديد موعد لـ"كونغرس" استثنائي انتخابي في شباط المقبل، وادخلا استقالة بلاتر التنفيذ الفعلي على الارض.
... لكن "وجع الرأس" لـ"الفيفا" السويسرية يأتي من آسيا. فبعد (القطري) محمد بن همام العبدالله والامير علي، ها هو مرشح آسيوي جدي يدخل السباق، هو "تايكون" شركة "هيونداي" الكوري الجنوبي تشونغ مونغ – جون، النائب السابق لرئيس "الفيفا"، والمبعد عن المشهد الدولي منذ كانون الثاني 2011 في انتخابات الدوحة، يوم اسقط من قبل الفهد لمصلحة الامير علي، في عز الكباش مع الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام الذي ساند الكوري الجنوبي في تلك الانتخابات.
يصف الزميل جوزف أبي شاهين الدكتور تشونغ بـ"الخاسر في كل معارك"، وآخرها منصب عمدة سيول. لكن الخسارات الانتخابية المتتالية، لا تحجب فوزاً قد يكون الاهم في مسيرة الملياردير، في حال تمكن من خلافة "غريمه التاريخي" بلاتر.
أعود بالذاكرة الى كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حيث اشهر الدكتور تشونغ العداء لبلاتر، متهماً الاخير بالفساد. وقد رد بلاتر في كونغرس "الفيفا" شاكراً للدكتور تشونغ رئيس اللجنة الكورية الجنوبية المنظمة للمونديال "هذا الترحيب الحار المتكرر (في اشارة الى انتقادات تشونغ)". وبعدها بسنة، وفي مؤتمر "الفيفا" بالعاصمة القطرية الدوحة في فندق "شيراتون" عام 2003، واصل تشونغ انتقاداته لبلاتر وداعميه، متهماً اياهم بالفساد. وصرّح لـ"النهار" قائلاً:"ان التخلص منهم سهل اذا اتبعنا اسلوبهم (في اشارته الى الرشى الانتخابية)، لكننا سنصبح مثلهم في حال فعلنا ذلك".
في نهاية العقد الاول من الالفية الثالثة، تحالف تشونغ مع بن همام، داعماً الاخير للوصول الى رئاسة الاتحاد الدولي. لكن القطري تعرض للايقاف من قبل بلاتر الذي احس بخسارته كرسيه المفضل، وغاب تشونغ قبلها عن المشهد الاداري الكروي الدولي. وها هو يعود اليوم، مع حديث عن اتصالات متقدمة مع الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي، ومع اتحاد الكونكاكاف، فضلاً عن حسابات آسيوية مختلفة، قد تؤدي الى حصوله على "رقم محترم" من اصوات القارة، وهذا كله يقود الى "معركة" حقيقية في انتخابات "الفيفا"، تنتظر هذه المرة نتائج الصندوق ولن تكون محسومة كما درجت العادة في ولايات بلاتر 2002 و2007 و2011 و2015 على رغم عدم حسمه الاخيرة من الدورة الاولى.
المواجة متوقعة بين بلاتيني وتشونغ، وقد وصف الاول الفرنسي بأنه استمرار لعهد بلاتر "ونتاجاً لنظامه".
في معلومات لـ"النهار" ان بلاتيني حصل على موقف رسمي فرنسي داعم، يحميه من التدخلات الاميركية. وفي المعلومات ايضاً ان افريقيا ستقف مع تشونغ، وان الوقت للتحضير لانتخابات فعلية تعيد النكهة الى الجمعية العمومية لـ"الفيفا".
هل يفعلها تشونغ ويفوز اخيراً في معركة انتخابية رياضية، أم يعبر بلاتيني "من البواية الآسيوية" التي لطالما اعتبرت سر قوة "الفيفا"؟
المعركة في آسيا، ومن يجمع اصواتاً اكثر من القارة الصفراء، يلقي "خطاب النصر" في زوريخ في شباط المقبل.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم