الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

القاهرة والرياض: نحن هنا

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

الى أين تتجّه المنطقة العربيَّة بعد الاتفاق النووي، واية نهايات وتسويات بالنسبة الى البلدان التي تعرضت لتدمير شبه كامل، ولتهجير بلغت أرقامه الملايين، وعلى حدّ سواء في سوريا والعراق بصورة خاصة ومفجعة؟
من المبكر جداً الدخول في رهانات وتوقعات بالنسبة الى اتفاق لا يزال قيد الأخذ والردّ في الولايات المتحدة، وكذلك الأمر في إيران حيث بيت الداء وربما الدواء.
أو هذا ما يتوهَّمه المتكئون على دعم طهران في معظم البلدان التي تحاصرها الفوضى والحروب المتنوِّعة من داخل وخارج. وليس من الضروري العودة الى التذكير بما يعيشه العراقيون وبما يعانيه السوريّون.
في نهاية المطاف ستعود الأمور الى نصابها، وتضع الحروب أوزارها، وتعود الدول والقوى المختلفة الى أحجامها، وقد تعود البلدان الجريحة من جحيمها بعد ان تلملم جروحها وانقاضها وأحزانها من غير أن تتعرَّض لمقصّات التقسيم من هنا وهناك. ولكن ليس غداً. ولا قبل أشهر.
بل بعد أن تقتنع طهران "طوعاً" بوجوب لملمة نفوذها ووجودها المشرورين في المنطقة بلا حسيب أو رقيب.
فلكل شيء نهاية، تقول الحكايات، وتروي أحداث التاريخ القريب والبعيد.
على هذا الأساس، واستناداً الى هذه الاحتمالات والتوقُّعات استُقبل "اعلان القاهرة" بالترحيب والتأييد، كما استقبل لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، والاجتماعات، والقضايا المهمة التي عرضت، والاتفاقات التي اسفرت عنها المحادثات، فضلاً عن "تطوير التعاون العسكري والعمل على تشكيل قوّة عربية مشتركة".
وليس مستبعداً أن تشارك مصر في الحملة العسكريَّة الجويَّة التي تقودها السعودية على الحوثيين في اليمن، وخصوصاً بعد تسلّم القاهرة ثماني طائرات قتالية ف – 16 من واشنطن خلال الزيارة والمحادثات.
يسلِّم الخبراء والقريبون من الادارة الأميركيَّة ومراكز القرار في أوروبا بأن الاتفاق النووي لن يكون أكثر من بوابة للدخول في عمق التفاصيل والاوضاع التي تسود المنطقة العربيَّة والتي تلبّي رغبة طهران ولا تغضب اسرائيل حتماً، إلا أنها تشرِّع المنطقة بكل منافذها أمام الأرهابيين الذين استغلوا الفوضى العارمة في العراق وسوريا وأسسوا قواعد لا تحصى.
من هنا أيضاً ينظر الى سلسلة الاتفاقات العسكرية بين مصر والسعودية، والى القوة العربيَّة المشتركة التي يقود حملتها و"رسالتها" الرئيس السيسي، مدعوماً من داخل ومن خارج.
أما بالنسبة الى الوضع في لبنان، فلا بدَّ من مزيد من الانتظار والاحتكام الى التوافق عندما تحزّ الحزّات.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم