الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رغم استهدافات الخارج والداخل... "#الجيش_يجمعنا"

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
رغم استهدافات الخارج والداخل... "#الجيش_يجمعنا"
رغم استهدافات الخارج والداخل... "#الجيش_يجمعنا"
A+ A-

يطل الاول من آب هذه السنة على المؤسسة العسكرية مختلفاً عن باقي السنوات، وإن حمل بعض أوجه الشبه مع العام الماضي من حيث الفراغ الرئاسي وغياب الاحتفال الرسمي وتسلم السيوف التي جهد تلامذة المدرسة الحربية طوال ثلاث سنوات لتقلدها من رأس الدولة لتكون الانطلاقة الفعلية وبداية المهمة نحو التضحية والوفاء.
مختلف هذا العام ليس فقط لناحية الاحتفالات بالعيد السبعين للجيش، لأنها وان حدثت ستكون منغصة، فقد شاءت المصادفة ان يترافق العيد هذا العام مع الذكرى السنوية الأولى لمعركة #عرسال التي سقطت له فيها قافلة من الشهداء من خيرة ضباط الجيش وجنوده، كما لا يزال عدد من جنوده مخطوفين لدى الجماعات الاهابية وسيمضون العيد في الاسر مع عدم بروز اي حلحلة جدية لقضيتهم.
أضف الى كل ذلك زيادة التحديات على الحدود المسؤوليات الجسام التي وضعتهم على الحدود في وجه مجموعات ارهابية يصعب على جيش نظامي مواجهتها، ورغم نجاحه الى حد بعيد فلم يخل الموضوع من تضحيات كبيرة نذكر منها حادثة رأس بعلبك، ناهيك بالوضع السياسي المتفجر في الداخل الذي يلزمه على البقاء في حال تعبئة عامة لمواجهة التحديات والحفاظ على الامن بعدما اعطيت له هذه المهمة في الداخل ايضاً.


وقد تلقت هذه المؤسسة على مشارف عيدها ضربة باستشهاد احد ضباطها ليس على جبهة القتال بل غدراً برصاص الفلتان الامني والسلاح المتفلت الذي يصنع مناخاً من اللااستقرار النفسي للمواطنين. 


صراع على القيادة
اما التحدي الاكبر الذي يواجه هذه المؤسسة وربما للمرة الاولى في تاريخها فهو الصراع السياسي على قيادتها وضباطها وقادة وحداتها والتجاذب الإعلامي، مما يؤثر على اداء بعضهم ويجعل البعض الآخر في وضع غير مستقر، كما أثر أيضاً في موضوع الترقيات برفض "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" توقيع المراسيم  التي ينتظرها الضباط خلال جلسة مجلس الوزراء.



لم تعط السلطة السياسية اليوم هدية ل#الجيش بعيده بل ادخلته في خلافاتها العقيمة، اضف ان غياب رئيس الجمهورية يحرم الضباط من تخريج يليق بهم وتعليق نجومهم مما جعل القيادة تبحث عن حل بديل لاطلاق الضباط الجدد نحو حياتهم العسكرية، خصوصاً ان هذا العام يختلف عن العام الماضي حيث وقع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مرسوم تخرجهم قبل تركه سدة الرئاسة فلم يحرموا من لمعة النجمة الذهبية على الاكتاف وانطلقوا الى حياتهم ضباطا فعليين بعكس هذه السنة، فحال الخلاف السياسي من دون توقيع المرسوم وبالتالي لم ينعموا كبقية زملائهم بالنجمة الذهبية.


وفي هذا الاطار، كشفت مصادر مطلعة ان القيادة اتخذت قراراً بتخريج الضباط رغم كل الظروف وسيقام احتفال في قاعة المدرسة الحربية في الفياضية يحضره #قائد_الجيش اضافة الى قادة الوحدات العسكرية حيث يسلم القائد برفقة قائد المدرسة الحربية الى 260 تلميذاً ضابطاً السيوف ويمنحهم نجوماً بيضاء تختلف عن النجمة الذهبية الرسمية، بحيث يعتبر تصنيفها رسمياً برتبة مؤهل اول من حيث البدلات المالية والتقديمات وبالتالي يحرمون من مميّزات عدة يمنحها الجيش لضباطه بينما يمارسون مهامهم العملية بطريقة طبيعية على انهم برتبة ملازم.


أما بالنسبة إلى ترقيات الضباط، فأشارت المصادر الى ان القيادة رفعت الترقيات الى #مجلس_الوزراء ولا يمكنها فعل اي شيء سوى انتظار المراسيم وبالتالي تبقى الرتب مجمدة حتى توقيعها من مجلس الوزراء.
الى ذلك، أوضحت المصادر ان مرسوم الترقية يمكن ان يأخذ بتوقيع رئيس الحكومة والوزير المعني اي وزير الدفاع ووزير المال طريقه نحو التنفيذ.


في السياق، يرى العميد المتقاعد في الجيش البناني جمال الحاج ان التأخير في الترقية يؤثر على معنويات الضابط وعلى ادائه لأن الضابط كتلميذ المدرسة الذي ينتظر علاماته في نهاية العام، مشيراً الى ان حرمانه منها يجعله في وضع نفسي متوتر وغير مندفع.
ويضيف الحاج في حديث لـ"النهار" ان الترقية كالفيتامين بالنسبة إلى الضابط تنعشه مادياً ومعنوياً، اضافة الى انها تغيّر له مركزه وموقعه العسكري وتضعه في مركز أقوى.
واعتبر ان لا مسؤولية  المسؤولين السياسيين تأخذ الجيش بطريق خلافاتهم السياسية، فلا ترقيات ولا سلسلة رواتب، مشيراً الى ان اهم هدية يمكن ان تقدم للجيش في عيده اليوم هو إعطاؤه حقه من سلسلة الرتب والرواتب.
وعن المعركة السياسية التي تخاض على موقع قائد الجيش، ينتقد الحاج المعركة الاعلامية مشدداً على ضرورة سحب هذا الموضوع من التداول الاعلامي والتركيز على اختيار الضابط الاكثر كفاية لأن جميع الضباط يعرفون بعضهم واذا اتيت بضابط سيئ يمكن ان تضرب بنية مهمة من القيادة، فالكفاية اهم من الولاء.
رغم التضحيات والجراح، تدل جميع المؤشرات حتى الساعة على ان السلطة السياسية لم تقدم على معايدة المؤسسة، سوى بقرارات تهبط من عزيمتها وتخفف من معنويات عناصرها، في حين نحن بحاجة إلى الدعم المطلق الى المؤسسة الوحيدة التي تعيد الامل للبنان واللبنانيين، إذ لم يبق في هذا الوطن غيرها، مؤسسة تحظى بإجماع عابر للمناطق والطوائف.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم