الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو: المقدم ربيع كحيل بين أفراد عائلته للمرة الأخيرة

المصدر: "النهار"
فيفيان عقيقي
بالفيديو: المقدم ربيع كحيل بين أفراد عائلته للمرة الأخيرة
بالفيديو: المقدم ربيع كحيل بين أفراد عائلته للمرة الأخيرة
A+ A-


ولا تحسبنّ أنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربّهم يرزقون. ولاتظننّ أنّ الأبطال يسقطون، بل يرتقون إلى مصاف القديسين والأولياء الصالحين. ولا تعتقدنّ أن شهداء الجيش اللبناني يرحلون، بل سيبقى طيفهم يلاحقكم، ينغصّ ضمائركم ويكدّر صفو عيشكم... #ربيع_كحيل اسم جديد يضاف إلى سجل #شهداء #الشرف و #التضحية و #الوفاء. ربيع كحيل الذي انتصر في #نهر_البارد و #عرسال، وقع ضحية الفلتان الأمني والدويلات المناطقيّة والسياسيّة. ربيع كحيل بطل من بلادي انتقل إلى جنان الخلد تاركاً ربيع الصغير الذي لم يبلغ شهره الأوّل، وعروسه ضياء التي لم تنهِ أيّام العسل مع حبيب اخترته شريكاً.


على وقع أناشيد #الجيش_اللبناني الممتزجة مع أصوات الأذان وقرع الأجراس، مقطوعة بعويل النساء، حُمل المقدّم ربيع كحيل على أكتاف رفاقه العسكر، احتفلوا به شهيداً، زفّوه عريساً، عزفوا له ألحان الشرف والتضحية والوفاء. بكته ضياء حتى أنهكت، وقف شقيقه سامي قرب نعشه طيفاً لا يصدق أن رفيق طفولته رحل غدراً، رثته شقيقاته منى وهناء ونور بكلمات القهر والأسى، لقد رحل المغوار الذي يرفعن رأسهن به، رحلت ضحكة البيت وسند العائلة، رحل البطل، حتى رفاق السلاح وقفوا شامخين قرب نعشه وعيونهم اغرورقت بالدموع، ودّعوه للمرّة الأخيرة قبل أن يوارى ملفوفاً بالعلم اللبناني.


مساء الأحد الماضي، لم يدرك كحيل أنّ الغدر سيفتك به، هو من دحر إرهابيين، وانتصر على مرتزقة، وحمى الحدود، وردّ المغتصبين عن أرض الوطن. لم يدرك كحيل أن الضربة القاضية ستأتيه من الداخل، من سلاح متفلت، تديره عقليّة همجيّة، وتغضّ الطرف عنه دولة ترقد في غيبوبة وتمرّر مصالح سياسييها. خمس رصاصات متفجّرة أصابت المقدّم البطل في قدميه، نزف كثيراً، بقي على الأرض من دون أن يجد من يسعفه، فتفاقمت حاله خطورة، قاوم الألم وجابه الموت، كما فعل مراراً في المعارك، لكن هذه المرّة لم يستطع هزم الموت. بترت قدمه الأولى، وخسر كمية كبيرة من الدم، إلى أن أسلم الروح.


حاول يوم الأحد الماضي ردّ المتطاولين عنه، ونجح، لكن رصاصة الغدر كانت قاتلة. لم يكمل طريقه إلى منزله في القماطيّة، ولم يدخل الباب بضحكته المعهودة، لم يقبّل زوجته ولم يحضن طفله للمرّة الأخيرة، لقد خرج صباحاً ولم يعد.


المتهمَين ابن رئيس بلديّة وقريبه، ظنّا أنهما الدولة، تطاولا على ضابط في الجيش اللبناني، أرادا إرساء معادلتهما الخاصّة ومفاهيم الأمن الخاصّ، وتطبيق شريعة الغاب. أطلق أحدهما النار على إنسان من دون أن يرفّ له جفن، أطلق رصاصة، اثنتين وخمساً، لم يرتدع، لم يفكّر بالتراجع. أقدم على جريمته وهرب كجبان. في لبنان، كثيرون يظنون أنهم فوق الناس وفوق القانون وفوق كلّ القوانين. في لبنان كثيرون يتركون أحباباً ويرحلون، فقط لأن ما من حسيب...


لقد استشهد البطل ربيع كحيل، دفن عشية عيده، عشية #عيد_الجيش، رحل قبل أن يرى رفاقه يعودون من الأسر من عرسال، قبل أن يرى دولته تسلّح جيشها وتقوّيه، رحل غدراً لا في ساحة المعركة التي أراد الاستشهاد فيها... رحل قبل أن يشبع نظره من وحيده ربيع، أو يراه يكبر، ويدخل المدرسة ويتخرّج من الجامعة، سيكبر ربيع من دون سند، ومن دون كتف يتكئ عليه، قدره أن يعيش يتيماً. لن يعيش البطل الأحلام التي رسمها مع زوجته ضياء، لن يكبرا ويشيخا معاً، لن ترى عيونه الضاحكة بعد اليوم، لقد تحوّل بطلها النابض بالحياة، صورة معلّقة على الجدار. رحل البطل مؤدياً تحية شريفة. رحل لنتأكّد أن شهادته وشهادة رفاقه الأبطال لم تعد تليق بهذا الوطن الكافر.


 


[[video source=annahar id=675]]


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم