الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رحلة الجحيم في عيون أرغش...رحل رجا تاركاً عائلة تحتاجه

أسرار شبارو
أسرار شبارو
رحلة الجحيم في عيون أرغش...رحل رجا تاركاً عائلة تحتاجه
رحلة الجحيم في عيون أرغش...رحل رجا تاركاً عائلة تحتاجه
A+ A-

أراد القيام برحلة على الـ# ATV فكانت رحلته الأخيرة في حياته، بعدما اصطدم بعمود على جانب الطريق، فأسلم الروح على الفور، هو رجا أحمد الذي قدِم من #الكويت للاستجمام في بلده لبنان من دون أن يتوقّع للحظة أن الموت ينتظره.


على طريق #عيون_ارغش وقع الحادث، وعن ذلك شرحت صديقة رجا التي كانت متواجدة معه، سالي صفا لـ"النهار" "كنا ستة اشخاص استأجرنا ثلاث دراجات عبر الانترنت. انطلقنا من منطقة فاريا حتى وصلنا الى عيون ارغش بعدماتناولنا الغداء في احد مطاعم المنطقة وانطلقنا في جولتنا".


مآخذ كثيرة
كانت جولتنا على طريق معبّدة، لكن لسالي مآخذ كثيرة على ادارتها، حيث قالت "الشخص الذي تم استئجار الـ ATV من عنده، ارسلمرشدًا واحدًا معنا، من دون ان يكون لديه لاسلكي وإسعافات اولية، وبما أننا لا نعلم طبيعة المنطقة لم نكن ندرك ضرورتها، لكن ما ان وقع الحادث وبدأنا محاولة الاتصال بالصليب الاحمر ادركنا ان لا إرسال. فبدأنا نركض من مكان الى آخر عله يمكننا الاتصال، المرشد تركنا وعاد ادراجه، أما الصليب الاحمر فاحتاج إلى ما يزيد عن ساعة للوصول إلينا لصعوبة الاستدال على المكان الذي كنا متواجدين فيه، وقد وقف العديد من المارة عارضين المساعدة لكن كما نعلم لا احد يمكنه نقل جريح او متوفّى غير الصليب الاحمر".


الرحلة الاخيرة
اليوم حضن تراب بلدة حريز الجنوبية جثة رجا الذي غادر البلد قبل ثماني سنوات، وحرص على زيارته كل عام، خجل من حرمان طفلين عطف والدهم الثلاثيني. زوجته منال احمر التي كانت تجلس خلفه عند وقوع الحادث نقلت الى مستشفى دار الامل في بعلبك حيث خضعت لعملية جراحية في رجلها التي كسرت، وهي الآن فاقدة الوعي، وطبعًا ليست على علم بوفاة زوجها. ولفتت سالي إلى أنها "ليست المرة الاولى التي نركب فيها ATV فقد اعتدنا القيام بمثل هذه الرحلات في لبنان الذي نقصده كل صيف آتين من الكويت، وكنا نضع الخوذ الواقية". واضافت "منذ وقوع الحادث والى الساعة نحاول الاتصال بالشخص الذي استأجرنا منه ال ATV لكن هاتفه مغلق".


اسم في سلسلة
مصدر في قوى الأمن الداخلي أكد لـ"النهار" انه "لا يوجد ادعاء من قبل زوجة رجا على اي شخص حتى الساعة، والتحقيق مستمر، بانتظار ان يدلي صاحب الدراجات بأقواله".
ليس رجا اول ضحايا الدراجات الرباعية الدفع، فقد سبقته ميليسا صفير عام 2010 بعد انزلاق الـ ATV التي كانت تستقلهزوصديقتها جيسي جرجس في احد منحدرات فاريا، وقد استغرق انتشالهما من المكان ساعات، وقبل ميليسا توفي الياس عقيقي وعمر حبيقة عام 2008، عدا عن الحوادث التي تسبّبت بإعاقات دائمة لبعض الاشخاص. وهذا يجعلنا نطرح اسئلة عدة عن ضوابط قيادة هذا النوع من الدراجات والقانون الذي يحكمها.


قانون غير مطبق
ينصّ قانون السير الجديد في أحد بنوده على ضرورة وجود رخصة سير خاصة للدراجات،واستصلاح طرقات محدّدة لسيرها، والاستحصال على رخصة قيادة دراجة، ولكنه بند غير مطبّق حتى الآن. وفق ما يؤكد أمين سر جمعية YASA كامل ابرهيم، ويضيف "يقود الشباب الـATV في المناطق الجبلية عادة، وهنا تكمن الخطورة، فلا القانون بدأ تطبيقه، ولا هم يتلزمون معايير السلامة العامة التي تفرض ارتداء الخوذة ووجود دليل لإرشادهم إلى طرقات المنطقة، كما أن أغلبهم لا خبرة لديهم في قيادة هذه الدراجات".


يؤكد ابرهيم أن قيادة الـATV أخطر من قيادة الدراجات النارية، عكس ما يظن الناس، ويتابع "يستأجر المواطنون الـATV من متاجر أو مستثمرين في المناطق الجبلية، من دون التأكد من وجود رخصة لذلك، خصوصاً أن رقابة البلديات غائبة في أحيانٍ كثيرة، لذلك لا يلزمونهم بمعايير السلامة ولا يتأكدون من مدى معرفتهم بقيادة هذه الدراجات، وهنا تقع المصيبة".


لن يكون رجا آخر ضحايا الـ ATV، فطالما أن الأمور غير مضبوطة والرقابة مفقودة فإن السلسلة ستطول وعداد الموت "سيمرّك" المزيد إلى حين!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم