الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ذهبت الأم لتطلب اطلاق سراح ابنها فقتلت على الطريق

المصدر: طرابلس – "النهار"
رولا حميد
ذهبت الأم لتطلب اطلاق سراح ابنها فقتلت على الطريق
ذهبت الأم لتطلب اطلاق سراح ابنها فقتلت على الطريق
A+ A-

#باب_التبانة، أم العجائب والقصص والمآسي. غريبة أمورها كيف تتركب المأساة فيها، وبأية سهولة وعفوية، من دون عناء، ولا جهد. كأنها تستدعي المأساة وتحترفها، فتتحول معها إلى حكايات خاصة لا يضاهيها الخيال.


آخر غرائب "خبرياتها" حبكت بعفوية ومن دون جهد أو تعب. توصف الحالة بالخبرية، لكنها المأساة بكل ما في الكلمة من معنى. في باب التبانة، تتحول المأساة إلى "خبرية" لشدة تكرارها على الألسن.
اتجهت أم الموقوف محمود الوزة (روعة حلوم) من باب التبانة إلى #بيروت، كانت تسعى لتقديم طلب لإخلاء سبيل ابنها الموقوف في سجن #القبة، وهو من ثلة المعتقلين في السجون من ضمن حملة التوقيفات بتهم التورط بالأحداث في طرابلس. فوقع اختيار المأساة هذه المرة عليها، وتعرضت السيارة التي تقلها إلى حادث ادى الى مصرعها وهي عائدة من المحكمة العسكرية، كما يقول ابنها عبد القادر.


تلقف محمود في سجنه نبأ رحيل امه، وعلم بالسبب، وبما كانت تسعى إليه قبل وقوع الحادث، وبكى عميقا، وبينما نزفت عيناه دموعا، نزف قلبه دما وهو يتفطر قهرا على أمه. تمنى أن يبقى في السجن مدى الحياة على أن لا يستطيع أن يقع بين يديها مرة من جديد كما افاد شقيقه الأكبر عبد القادر.


وصلت الأم إلى منزلها جثة من مستشفى "سيدة لامارتين " حيث نقلتها سيارة إسعاف عقب مفارقتها الحياة، وشيعت في موكب بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة الماضي.


ويروي عبد القادر: "سجن أخي محمود منذ خمسة شهور من دون تهمة محددة، وكانت والدتي تذهب يوميا" إلى المحكمة العسكرية وتطلب إخلاءه، وكانوا يؤملونها... توقعنا أن يطلق سراحه الخميس، وتوجهت كعادتها منذ أن أوقف، إلى المحكمة العسكرية، انتظرت، وذلك بعد عشر زيارات للمحكمة... حلت الساعة الواحدة والنصف ظهراً ووالدتي تنتظر، ولم تجد حلا، وطلبوا منها العودة بعد يومين، فخطر لها ان تحضر المزيد من الطعام لمحمود في سجن القبة طالما لم يطلق سراحه، فطلبت من السائق زيادة السرعة قبل ان تبلغ الساعة الرابعة ولا يعود بامكانها ايصال الاغراض، وقع الحادث، ولقيت والدتي مصرعها فوراً، بينما اصيب السائق برضوض".


نزل الخبر على العائلة كالصاعقة، وأغمي مرارا على ابنتها وداد، ونقلت إلى المستشفى، ولا تصدق العائلة ما جرى، وأفرادها في حالة ذهول.


عبد القادر يختم متمنيا على من يعنيهم الأمر أن "يرأفوا بحالة العائلة التي لم تعد تستطيع تحمل المزيد من المآسي، وأن يطلق سراح محمود خصوصا انه غير متهم بأي تهمة محددة".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم