السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ماذا في خلفيّات اتصال وزير الخارجية المصري بسلام؟

ريتا صفير
ماذا في خلفيّات اتصال وزير الخارجية المصري بسلام؟
ماذا في خلفيّات اتصال وزير الخارجية المصري بسلام؟
A+ A-

اكتسب الاتصال الهاتفي الذي اجراه وزير الخارجية المصري سامح شكري برئيس الحكومة تمام سلام اهتماما لافتا، وخصوصا انه الاتصال الاول الصادر عن دولة عربية والداعم لـ"الحكومة السلامية".


وقت لفت موقف القاهرة الحريص على استقرار لبنان، في ضوء التأزم الداخلي والاقليمي السائد، فان الرسائل المصرية الى "الشقيق اللبناني" كانت واضحة ولا سيما لجهة دعوتها الاطراف اللبنانيين الى تفعيل العمل الحكومي، منعا للفراغ وحفاظا على المؤسسات الدستورية. دعوة تكللت بتمنيات متجددة لانتخاب رئيس للجمهورية.
والواقع، ان اتصال رئيس الديبلوماسية المصرية بالرئيس سلام يتوّج سلسلة تحركات يعكف عليها الجانب المصري، في الفترة الاخيرة، و"تشمل كل الاطراف اللبنانيين بلا استثناء" وفقا لمصادر ديبلوماسية عربية. وفي حين يبدو ان لا طرف سياسيا مستبعدا من حركة "تدوير الزوايا" التي يعكف عليها المسؤولون المصريون وضمنهم السفير محمد بدر الدين زايد، فان متابعين لهذه الحركة يسمون الرئيس سعد الحريري، والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والنائب سامي الجميل، والسيد نادر الحريري، اضافة الى وزراء يمثلون اطرافا سياسيين، في مقدمهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير الصناعة حسين الحاج حسن.
وبحسب المصادر الديبلوماسية العربية، فان السعي المصري يركز على ايجاد قواسم مشتركة بين هذه الاطراف، على امل ان "تشكل مدخلا لحل ولو جاء جزئيا او متدرجا للازمة الراهنة"، علما ان "بوصلة" المشاورات تركز على معطيين اساسيين نقلهما وزير الخارجية المصري الى سلام، أحدهما يقضي بالنأي بلبنان عن خريطة التأزم الاقليمي عبر وجوب تطويق الازمات الداخلية وعدم السماح بتفاقمها، والآخر يكشف عن حركة اتصالات تقودها الخارجية المصرية ولا تقتصر على اطراف الداخل. وهل يشمل ذلك ايران؟ يرد المصدر الديبلوماسي بالتأكيد ان "القاهرة لن توفر جهدا لحلحلة الازمة اللبنانية مع اي طرف لديه الرغبة والقدرة على التأثير في الواقع اللبناني"، مؤكدا ان "استقرار لبنان يشكل مصلحة اقليمية عليا".
واذ يعتبر ان "استبعاد العنصر الخارجي المؤثر في الازمة اللبنانية لا يبدو منطقيا"، ينقل انطباعا مشتركا للاطراف مفاده ان "الحل منتج داخلي لبناني".
وكانت السفارة المصرية في بيروت وزعت بيانا جدد من خلاله الوزير شكري "دعم مصر الكامل للحكومة اللبنانية حرصا على الاستقرار"، معربا عن قلق بلاده "ازاء ما يبدو من تأزم في الوضع السياسي اللبناني". وبحسب البيان فان شكري اكد "ضرورة دعم عمل الحكومة اللبنانية بصرف النظر عن اي خلافات سياسية اخرى"، داعيا القوى السياسية الى "تفعيل العمل الحكومي حفاظا على المؤسسات الدستورية ومنعا لفراغ يهدد استقرار البلد الشقيق، ووسط ظروف اقليمية مضطربة ندعو دول المنطقة الى العمل على تطويق الازمات وعدم السماح بزيادتها".
وأضاف ان "شكري يتابع الاتصالات حرصا على تسوية التأزم الاخير على الساحة اللبنانية، فضلا عن ابقاء لبنان في منأى عن التأثر بتدهور الوضع الاقليمي.
كما دعا اللبنانيين الى التوافق في شأن انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع ما يمكن، بهدف استعادة الوضع الطبيعي لمؤسسات الدولة في اطار التعايش بين القوى والاطياف السياسية والمجتمعية، الامر الذي يميز البلد الشقيق".


[email protected]
Twitter: @SfeirRita


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم