الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ماذا وراء عِشق الجمهور لمسلسل "قلبي دَقّ" رغم ضعفه؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
ماذا وراء عِشق الجمهور لمسلسل "قلبي دَقّ" رغم ضعفه؟
ماذا وراء عِشق الجمهور لمسلسل "قلبي دَقّ" رغم ضعفه؟
A+ A-

الناس يشاهدون مسلسل "قلبي دَق" الذي تعرضه "أل بي سي آي" وتتباهى باحتلاله المراتب الأولى في نسبة المشاهدة. يبدو أنّ الاقبال عليه كثيفٌ، لا لأنّ الأرقام تقول ذلك، بل لأنّ المدافعين عنه والمتحدّثين بسيرته، يضاهون عدداً وشراسةً منتقدي التركيبة والمشككين فيها. لماذا هذه الضوضاء التي حملت العمل من كونه ضعيف الإمكانات، متواضع النصّ والصورة، الى التعلُّق به والتمسُّك به واعتباره "أحد أفضل مسلسلات السنة"، كما يرى مغرّدون عبر "تويتر"؟


يبدو أنّ الناس بذريعة المسلسل يتمسّكون بما يخوّلهم الابتعاد من الواقع التعس. يريدون مشهداً يدخل المنازل ويُستَقبل بالترحاب. يورغو شلهوب وكارين رزق الله يُدخلان الى بيوت الناس ما يُشبه النسائم في هذا الطقس الحار واليوميات الصعبة. أحبَّهما الجمهور وما عاد يهتمّ بما سيحصل لاحقاً وكيف ستكون نهاية المسلسل. نصّ ركيك، إخراج عابر، تمثيلٌ لا يُقبَض جَداً، كلها تفاصيل ثانوية ولن يشاء أحدٌ تعقيد الأمور أكثر. لو بلغ المسلسل (كتابة رزق الله، وإخراج غادة دغفل) أقصى درجات السذاجة ولَمَح الناس ذلك، لَما انكفأوا عن مشاهدته ولَما قالوا يا للويل ماذا يجري على الشاشة؟ عنصر الإضحاك يجعل العين تغفل عن التأفّف وانتظار المشهد المثالي. أمام "قلبي دَقّ" منافسان: "تشيللو" ("المستقبل") و"24 قيراط" ("أم تي في")، كلاهما مَتعوبٌ عليه نصاً وإخراجاً وإمكانات، وعلى رغم ذلك، "قلبي دَقّ" لا يقلق. واثقٌ من امتلاك ما قد يفتقده المسلسلان: السلاسة المرغوبة من كلّ الفئات، فلا يشعر المتابع بأنّ أحداً يتكبّر عليه أو يأتيه "من فوق"، وإن تضمّنت بعض اللقطات نموذج اللبنانيات السطحيات. ذلك يُعوَّض، فثمة دائماً بعد مَشهد الغِنى وحوار الأثرياء مَشهد يشبه الناس أو يضحكهم أو يتيح لهم التسلية. المسلسل أمسك المُشاهد من "نقطة ضعفه"، وراح بخاطبه بما يحبّ أن يسمع. لم تبنِ مسلسلاتٌ عدة هذه العلاقة مع بيوت الناس، واستعاضت عنها بأحداثٍ تغالي. بُعْد "قلبي دَق" من الإرهاق قرَّبه ممن لا يطلبون من التلفزيون سوى الاستراحة الممكنة. وهؤلاء كُثر، يُضحكهم يورغو شلهوب بنظراته الساخرة وكارين رزق الله بتحايلها على المصائب. مصائب الآخرين ليست بهذا القُرب من المُشاهد. هجَّ منها الى ما قد يراه فسحة أمل.


[email protected] 
Twitter: @abdallah_fatima


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم