الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" يُخفّف زخم معركة الجرود ويدخل الزبداني

عباس الصباغ
"حزب الله" يُخفّف زخم معركة الجرود ويدخل الزبداني
"حزب الله" يُخفّف زخم معركة الجرود ويدخل الزبداني
A+ A-

لم يكن مفاجئاً لمتابعي سياسة "حزب الله" السورية ان يقرر توجيه البندقية نحو الزبداني السورية بعدما انجز الى حد كبير السيطرة على جرود القلمون وقسم لا بأس فيه من جرود عرسال، فالحزب الذي قرر السيطرة على الحدود اللبنانية السورية ماض في سياسة القضم على طول الحدود الشرقية، وقد استطاع بحسب المعطيات الميدانية تسجيل نجاحات عسكرية ستبقى ناقصة ما لم يعدّ العدّة لمعركة مفصلية قرب شبعا لاقفال آخر المنافذ الحدودية مع سوريا التي تعول عليها الجماعات المسلحة، علماً ان المعركة هناك لن تكون على شاكلة المواجهات السابقة نظراً الى الدور الاسرائيلي فيها.


"الزبداني خاصرة دمشق"
تعد الزبداني نقطة استراتيجية في تأمين امن العاصمة السورية، وكانت المدينة احد ابرز معاقل الجماعات المسلحة وفي مقدمها جبهة "النصرة" وما تبقى من "جيش الفتح". والزبداني تتصل بالقلمون والمعركة التي خاضها الحزب في الجرود ليست الا استكمالاً لحصار المسلحين، وتأميناً لطريق الشام بيروت في شكل كامل.
وبحسب متابعي المعارك في سوريا سيطر "حزب الله" قبل شهر رمضان على تلال عدة مشرفة على الزبداني كانت الجماعات المسلحة تستخدمها لتهديد مناطق قريبة من العاصمة السورية، وهو لن يتراجع عن المعركة التي بدأها قبل ايام في الزبداني حتى استعادة السيطرة على المدينة كاملة، علماً ان الزبداني محاصرة منذ مدة تمهيداً لهذه المعركة التي تعد ضرورية للجيش السوري بعد الانتكاسات التي مُني بها في شمال البلاد.


"دخول المدينة من جهتها الغربية"
وامس نجح "حزب الله" والجيش السوري في دخول الزبداني من الجهة الغربية وسيطرا في شكل كامل على منطقة الجمعيات بعد قصف جوي وبري مركز اعتبر الاعنف الذي تتعرض له المدينة. وجاء دخول المناطق الغربية بعد هجوم مباغت من ضمن عملية واسعة من أربعة محاور رئيسية: المحور الشرقي من جهة بلودان، ومحور دوار الشلاح ومحورين لجهة الغرب، من قلعة التل وقلعة الكوكو، وكذلك المحور الغربي الشمالي لناحية تل السنديان من جهة معدر.
العملية العسكرية تهدف إلى عزل المدينة وقطع اوصالها، إضافة إلى عزل طريق الإمداد نحو سرغايا وعين حول لناحية القلمون، من خلال تمكن القوات من الخرق السريع من بلودان من الجهة الشرقية، ومن الجهة الغربية من تل السنديان في قرية معدر، والتقت القوات في الوسط عند مرتفع كفر عامر (نحو 1400 متر) ويشرف على قلب المدينة من الجهة الشمالية وهكذا تم عزل المدينة كلياً من الجهة الشمالية.
معركة الزبداني الثالثة بعد انتظار طويل وسبقها تمكن الجيش السوري من قطع معظم طرق امداد المسلحين فيها، وان على حساب اتفاق غير معلن، فحواه إبقاء خط الإمداد في مقابل عدم تهديد دمشق وعلماً ان المسلحين كانوا هددوا بقطع المياه عنها وأقدموا على تفخيخ مجاري المياه التي تغذيها بعدما استعاد الجيش السوري منطقة الكفير.
ولم يتبق سوى مناطق ضيقة لاحكام السيطرة على الزبداني وابعاد الخطر عن العاصمة، ولم يعد لذلك الاتفاق غير المعلن قيمة بعد تمكن الجيش السوري و"حزب الله" من قطع خطوط الامداد بين الزبداني والقلمون، وبالتالي باتت الحاجة العسكرية لتأمين طريق العاصمة السورية اكثر اهمية للنظام، خصوصاً انه سيخوض مواجهة قاسية في حي جوبر والغوطة.
يذكر ان اهالي البقاع الاوسط يسمعون أصوات القذائف خصوصاً ليلاً، وهم يتابعون سير المعارك ويتداولون بها في شكل يومي.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم