الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ماذا لو تواجهت المرأتان ووقعت الواقعة؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
ماذا لو تواجهت المرأتان ووقعت الواقعة؟
ماذا لو تواجهت المرأتان ووقعت الواقعة؟
A+ A-

كنا نخشى أن يستمرّ مسلسل "24 قيراط" في اتباع أسلوب المشهد الواحد، أو المشهدَيْن: عابد فهد لا يذكر شيئاً باستثناء سيرين عبد النور، وماغي بو غصن تذرف الدمع. لكنه تخلّى عن الجوّ الراكد وقرر الانطلاق. تحمل الحلقات ("أم تي في"، "أو أس أن") إمكان التشويق والسرعة، وإنما المسلسلات تهوى التمهّل والمماطلة. "24 قيراط" بدأ، وما سبق البداية تمهيدٌ أمكن اختصاره بثلاث حلقات.


اللحظة الأصعب تحلّ على ميرا (عبد النور) ويجب الاعتراف: آدم هو يوسف زهران (فهد)، وللرجل التزامات وحياة وزوجة تنتظر. ليس هو الجريح الذي آوت ولا الطفل الذي ملأته بالمحبة. وُلد بين البطلين شعور التعلُّق والودّ، ثم أصبح حياتها وأصبحت هي حياته. نستلطف بناء آدم عالمه من الصفر فيما هو رجل خَبِر نجاحات العُمر واخفاقاته، فلِمَ على فهد أن يُكثِر من "تدبيلات" العينين ومن تعابير الوجه غير المقنعة؟ ممثلٌ ننتظره في كلّ موسم، فإذا بأدواره الأخيرة أقلّ من المُرتَقَب. لا بأس، لا نزال في منتصف رمضان تقريباً والفرصة قد تسنح لحضورٍ أقوى. يبدأ يوسف باستعادة تدريجية لماضٍ مضطرب عنوانه الصفقة والمغامرة، لتنكشف الذاكرة على فصول قد لا تكون واردة. أقلّه، ربما، للزوجة هيا (بو غصن) الغافلة عن نشاط زوجها السرّي، ظناً منها أنه لا يُخطئ. بو غصن، وبعد النهوض من حال البكائيات التي لا تزيل كحل العين ولا تخرّب الشَعر المصفَّف، قرّرت التحرُّك. يتيح لها المسلسل (كتابة ريم حنا، وإخراج الليث حجو) أن تكون الزوجة والتحرّية وكاشفة اللغز وممسكة رأس الخيط. ستُقنع أكثر لو تتخلّى بالحدّ الممكن عن برستيج الممثلة اللبنانية أمام الكاميرا، فإن بكت أو انهارت أو جرت بحثاً عن زوجها، لكنّا على الأقل صدّقناها. عبد النور في دور لا يُبرز مهاراتها وقد لا يُعدّ أحد الأدوار الفارقة، لكنّ بساطة الشخصية تُقرّبها من المُشاهد وتحول دون خفوت الضوء.


المسلسل لا يدّعي طَرْح قضية كبرى والغوص في الإشكاليات، مفضّلاً ما يستهوي الجماهير: صراع القلوب وأكشن العصابة. بَوْح ميرا لوسام (باسم مغنية) شقيق هيا، بأنّ آدم هو نفسه يوسف، لا يعني أنها استسلمت وقررت التنحّي. وجدت في آدم ولداً آخر تعتني به أسوةً بالأولاد الذين توليهم الرعاية في الحضانة، فإذا به لا يشبه أيّ ولد. تبادله الحبّ، وتشاء لو تزجّه في غرفة فلا يراه أحد، ولكن أنّى الهروب من انتظار الزوجة؟ ماذا لو تواجهت المرأتان ووقعت الواقعة، وأين عابد فهد وسط حسابات النسوة؟ يترك المسلسل مُشاهداً ينتظر هذه اللحظة، جاعلاً إياها اللحظة الذروة. تورُّط وسام في الاقتصاص من زوج شقيقته، ودور راشد (مجدي مشموشي) زوج شقيقة هيا في المؤامرة، يأتيان لاحقاً، وإن يبدو مثيراً بعض الشيء اكتشاف يوسف على حقيقته والتنقيب في ملفّاته.


تلتقط كاميرا حجو (اعتدناه بلمعةٍ أكبر) تواضعَ العيش حيث ميرا ورفقة الحي: برهوم (طلال الجردي)، حسين مقدّم في دور شبه مُستنسَخ عن أحد برامجه الكوميدية، وتمارا نهرا العائدة بطرافة. وتُبيّن عالمين، أحدهما الثري المُستهلَك الذي لا مفاجآت تقع بين جدرانه، والثاني عالم المغامرات القليلة في القرية. في الأول، أطماع المافيا وبيع كرامات البشر، وفي الثاني أغنيات الصبوحة والعرسان الذين يتقاطرون على ميرا. سيكشف السجلّ الحافل ليوسف زهران توتّر علاقاته مع الأقارب، وكيف يتجلّى المنطق الطبقي في العائلة الواحدة، فيبلغ يوسف وهيا أقصى الثراء، فيما شقيقتها سوزي (فيفيان أنطونيوس) وزوجها راشد يكدّان من أجل لقمة. يبقى أن نعرف ما تخبّئه جيهان (تقلا شمعون) ليسطع دورها، وما تنوي عليه نجوى (ديما قندلفت) في حضورها الطاغي ولو مثَّلت مشهداً.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم