الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قوارب الموت لا تخيفه بل "الثقافة الجنسية"!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
قوارب الموت لا تخيفه بل "الثقافة الجنسية"!
قوارب الموت لا تخيفه بل "الثقافة الجنسية"!
A+ A-

أكثر ما يُعذِّب في دراما الواقع السوري المزج الجارح ما بين القهر والفكاهة. قاسٍ أن نصدّق مثلاً تدافُع سوريين أمام طابور يوزّع الخبز، وتطوُّر الإشكال الى ضرب بالأيدي، ثم انتهاء المشهد بأغنية "وبحبّ الناس الرايقة..." (من مسلسل "بانتظار الياسمين"- "دبي"). نعني بالفكاهة إمكان الالتفاف على الموت وكَسْر أنيابه، أو أقله ترويعه ببسمة. ما جرى في حلقة الأمس من "غداً نلتقي" ("أل بي سي آي") فكاهة غير مقصودة، ظاهرها مضحك وباطنها مبكٍ حدّ التعب. لا تتساءل عن المشهد، فسوف نأتيكَ به فوراً: عبد الهادي الصباغ في دور أبو عبده الذي لا ينفكّ يسعى الى الهجرة في قوارب الموت الى السويد، تواجهه مصيبة يحار كيف يجد لها حلاً. ليس احتمال الموت في البحار الجائعة ولا احتمال إخفاق العيش في الغربة. المصيبة أكبر من هذا وذاك. التعليم إلزاميّ في السويد حتى للفتيات، وصَدَف أنّ بين المواد مادة مخيفة: التثقيف الجنسي! نسي الأب مصابه وركّز جيداً: كيف يمكن أن أسمح لابنتي بتلقي درسٍ كهذا؟ لم يتوانَ أبو عبده (في مشهد سابق) عن تهديد ابنته بالذبح بالسكين لعلمه أنّها رافقت شاباً تحبّه في مشوار على الدرّاجة. يجيد الصباغ اختزان عِقد المجتمع في وجهٍ نالت منه التجاعيد وأهلكه أن الجميع يتربّص به. ليس القصد من استسهال الموت المُحتَمل واستصعاب "الثقافة الجنسية"، حَضّ المُشاهد على الضحك. هذه صفعات نتلقّاها ونعتاد عليها، تبيّننا جبناء لا حلّ أمامنا سوى الغضب وتشرّب الذنب.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم