الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الجيش السوري وحزب الله يحاصران الزبداني\r\nوالمعارضة تحقق "تقدما نوعيا" في غرب حلب

الجيش السوري وحزب الله يحاصران الزبداني\r\nوالمعارضة تحقق "تقدما نوعيا" في غرب حلب
الجيش السوري وحزب الله يحاصران الزبداني\r\nوالمعارضة تحقق "تقدما نوعيا" في غرب حلب
A+ A-

سيطر مقاتلو المعارضة السورية على مركز عسكري استراتيجي في غرب حلب، في اول تقدم نوعي لهم في هذه المنطقة منذ العام 2013. في المقابل تمكنت قوات النظام من استعادة نقاط عدة كانت تقدمت اليها مجموعة اخرى من الفصائل بينها "جبهة النصرة" الخميس في منطقة حي جمعية الزهراء الواقع في غرب المدينة ايضا. في ريف دمشق، بدأت قوات النظام و"حزب الله" عملية عسكرية واسعة السبت ضد مدينة الزبداني، آخر مدينة بين ايدي المعارضة المسلحة في المنطقة الحدودية مع لبنان. وقالا إنهما يشددان حصار المقاتلين المتحصنين داخل المدينة التي ستمثل السيطرة عليها مكسبا استراتيجيا لحكومة الرئيس بشار الأسد.


وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: "سيطرت غرفة عمليات فتح حلب المؤلفة من مجموعة فصائل مقاتلة بينها لواء صقور الجبل وحركة نور الدين زنكي ولواء الحرية الاسلامي، بشكل كامل الليلة الماضية على مركز البحوث العلمية الواقع عند الاطراف الغربية لمدينة حلب" بعد معارك بدأت بعد ظهر الجمعة.
ورأى ان "هذا الانجاز هو تقدم استراتيجي بارز بالنسبة الى معركة حلب خلال السنتين الماضيتين"، مشيرا الى ان السيطرة على المركز "تعرض للخطر حي حلب الجديدة والاحياء الغربية الاخرى الواقعة تحت سيطرة النظام".
وكان مقاتلو المعارضة تمكنوا في 17 أيار من الاستيلاء على حي الراشدين المتاخم لمركز البحوث.
وقال الخبير في شؤون الشرق الاوسط توما بييريه، الاستاذ المحاضر في جامعة ادنبره، ان "التقدم الذي سجل خلال الاسابيع الاخيرة في غرب حلب (...) هو التقدم الاول الحقيقي للمعارضين منذ 2013".
واندلعت المعارك في حلب في صيف 2012 عندما تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على اجزاء واسعة منها، وانقسمت المدينة سريعا بين احياء تحت سيطرة النظام في الغرب واخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في الشرق.
ولم تتوقف المعارك في المدينة خلال السنوات الثلاث الماضية، ما حول اجزاء واسعة منها الى دمار. لكن منذ 2013، لم تتغير خريطة المدينة كثيرا على الارض.
ويمتد مركز البحوث العلمية على مساحة واسعة جدا ويضم مباني وهنغارات عدة، وقد تحول بعد الحرب الى ثكنة عسكرية لقوات النظام.
وقال بييريه :"بفقدانه مركز البحوث العلمية، فقد النظام خط دفاع مهما، ما يجعل سيطرته على الاحياء في غرب حلب اكثر هشاشة".
وبثت حركة نور الدين زنكي شريط فيديو على الانترنت بدا فيه عشرات المقاتلين المسلحين يتنقلون داخل مركز البحوث ويهتفون "الله اكبر" ويطلقون النار ابتهاجا في الهواء. وظهرت في الصور داخل المبنى اثار دمار وركام، بينما رفع علم "الثورة السورية" في الباحة.
وقال المرصد ان الطيران الحربي قام منذ صباح السبت بقصف مكثف على مركز البحوث، ما دفع المقاتلين الى اخلاء اجزاء منه والتجمع في الاجزاء الغربية.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن مصدر عسكري ان "وحدات الجيش العاملة فى حلب كبدت ارهابيي داعش وجبهة النصرة خسائر كبيرة بالافراد والعتاد في عمليات دقيقة ضد بوءرهم وتحركاتهم" في حلب.
في الوقت نفسه، تواصلت المعارك "بشكل عنيف جدا"، بحسب المرصد، في محيط حي جمعية الزهراء.
وكان تجمع من الفصائل اطلق على نفسه اسم "غرفة عمليات انصار الشريعة" يضم "جبهة النصرة" وفصائل غالبيتها اسلامية، بدأ هجوما الخميس على هذا الحي الذي يضم فرع المخابرات الجوية، احدى ابرز النقاط العسكرية للنظام في المدينة. وبعدما تمكن من السيطرة على نقاط عدة داخل الحي، اضطر ليلا الى التراجع تحت وطأة الضربات الجوية.
وقال المرصد السوري ان الطيران الحربي نفذ "اربعين غارة جوية على تجمعات المقاتلين في محيط المدينة" السبت.
وقتل 29 مقاتلا من الفصائل مساء الجمعة في معارك حي جمعية الزهراء.
ومن شأن سيطرة مقاتلي المعارضة على هذا الحي ان يجنب الاحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة قصفا مصدره فرع المخابرات الجوية ومحيطه، الى تأمين الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية. وتستخدم فصائل المعارضة هذا الطريق للتنقل وللامداد من تركيا الى مناطق سيطرتها في ريف حلب وفي القسم الشرقي من المدينة.
وقال بييريه "من الصعب التنبؤ اذا كان تقدم المعارضة سيستمر في حلب وان كانت الامور ستتطور سريعا. يرتبط ذلك بعديد النظام على الارض ومحفزاته، وهو ما لا نملك معلومات وافية عنه".
واضاف: "حلب الغربية ساحة معركة صعبة بالنسبة الى المعارضين. فالشوارع عريضة على جانبيها ابنية مرتفعة يمكن لقناصة النظام ان يتمركزوا فيها، كما يمكن للآليات المدرعة ان تنتقل بسهولة في المنطقة".
في محافظة ادلب، ارتفعت حصيلة القتلى من عناصر جبهة النصرة الذين سقطوا في تفجير في مدينة اريحا مساء امس الى 31، بالاضافة الى عشرات الجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واستهدف الانفجار مسجد سالم في غرب المدينة، بينما كان عناصر النصرة يستعدون لتناول الافطار مع عدد كبير من المدنيين، بحسب ما ذكر ناشطون، في احدى قاعات المسجد.
ورجح المرصد ان يكون التفجير ناتجا عن "عبوة ناسفة كبيرة مزروعة داخل المسجد".
عملية الزبداني
في ريف دمشق، بدات قوات النظام السوري وحزب الله السبت عملية عسكرية على مدينة الزبداني.
ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري ان وحدات الجيش "تتقدم حاليا باتجاه أهدافها من محاور عدة وتكبد الارهابيين خسائر كبيرة بالافراد والعتاد".
وافاد المرصد عن "قصف عنيف من قوات النظام على تمركزات للمقاتلين ومناطق في المدينة وأطرافها، وتنفيذ الطيران الحربي أكثر من 15 غارة على مناطق في المدينة ومحيطها" السبت، بعد تسعين غارة "بالبراميل المتفجرة والصواريخ" الجمعة مهدت للهجوم.
ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري ان "وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة اللبنانية بدأت عملية عسكرية واسعة فى مدينة الزبداني (...) بعد ان أحكمت الطوق على التنظيمات الارهابية المتحصنة في المدينة"
واضافت ان هذه الوحدات "تتقدم حاليا باتجاه أهدافها من محاور عدة وتكبد الارهابيين خسائر كبيرة بالافراد والعتاد".
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان بدء العملية، مشيرا الى "اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المقاتلة ومنها اسلامية من طرف آخر، إثر هجوم عنيف بدأه حزب الله اللبناني وعناصر الفرقة الرابعة في الجيش السوري على الزبداني".
واشار الى "قصف عنيف من قوات النظام على تمركزات للمقاتلين ومناطق في المدينة وأطرافها، وتنفيذ الطيران الحربي أكثر من 15 غارة على مناطق في المدينة ومحيطها" السبت.
وكانت هذه المناطق تعرضت الجمعة لتسعين غارة "بالبراميل المتفجرة والصواريخ من طائرات النظام الحربية والمروحية"، بحسب المرصد الذي رأى فيها "تمهيداً لبدء الهجوم اليوم".
وعمد مقاتلو المعارضة الجمعة الى تنفيذ "هجوم استباقي" على حاجز الشلاح عند المدخل الشرقي للمدينة في محاولة للسيطرة عليه، لكنهم لم ينجحوا.
واوقع الهجوم العديد من القتلى في صفوف الطرفين.
وكانت الزبداني التي تشرف على الطريق بين الشام وبيروت، تشكل قبل بدء النزاع ممرا للتهريب بين سوريا ولبنان، وهي من اولى المدن التي انتفضت ضد النظام في منتصف آذار 2011، ودخلت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ اواخر 2013.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم