السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

اليونان تحدد اليوم مصيرها الاقتصادي\r\nالبقاء في منطقة الاورو او الخروج منها؟

اليونان تحدد اليوم مصيرها الاقتصادي\r\nالبقاء في منطقة الاورو او الخروج منها؟
اليونان تحدد اليوم مصيرها الاقتصادي\r\nالبقاء في منطقة الاورو او الخروج منها؟
A+ A-

يتوجه اليونانيون اليوم الى صناديق الاقتراع للمشاركة في استفتاء من شأنه ان يحدد مستقبلها الاقتصادي في وقت اظهرت استطلاعات الرأي تقاربا بين مؤيدي ورافضي برنامج المساعدة الذي اقترحته الجهات الدائنة وترفضه الحكومة اليونانية.


واذا فازت الـ"لا" في استفتاء اليوم قد تتجه اليونان سريعا نحو سيناريو اسود الا اذا وافق شركاؤها الاوروبيون على تقديم تنازلات خوفا من مخاطر وتداعيات خروجها من الاورو.
وبدا رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس واثقا بقوله هذا الاسبوع عندما دعا اليونانيين الى رفض مقترحات الدائنين ان التصويت "بلا لا يعني القطيعة مع اوروبا" وانما هي وسيلة قوية للضغط للحصول على "اتفاق افضل".
ولكن رئيس مجموعة الاورو يورن ديسلبلوم رد بقوله ان "هذا ليس صحيحا".
فهل هي مقامرة أم تفاؤل منقطع النظير؟ يقول هولغر شميدنغ الاقتصادي لدى برنبرغ ان الاحتمال محدود بان تعود اثينا من موقع قوة في حال حصلت على تأييد الناخبين. ويضيف: "اذا صوت اليونانيون بلا، سيصبح التوصل الى اتفاق مع الدائنين اكثر صعوبة بكثير".
باتت اليونان منذ الثلثاء متخلفة عن تسديد ديونها بعد عجزها عن تسديد دفعة مستحقة لصندوق النقد الدولي من 1,5 مليار اورو. ويفترض ان تسدد 3,5 مليارات يورو للبنك المركزي الاوروبي في 20 تموز.
وقالت انييس بيناسي كيري من كلية الاقتصاد في باريس ان "اثينا في وضع معقد جدا. هي تحتاج لتمويل خارجي لتسديد ديونها ولكن كذلك لدفع رواتب موظفيها الان مع تدهور اقتصادها مجددا".
يؤمن البنك المركزي الاوروبي وحده حاليا استمرارية القطاع المصرفي اليوناني عبر دعم المصارف التي فرغت خزائنها تقريبا. والاربعاء قرر حكام المصرف الابقاء على سقف المساعدة الطارئة مؤجلين اتخاذ قرار بوقفها، بانتظار انتهاء الاستفتاء.
ولكن ما ان يجرى الاستفتاء، قد يتغير الامر. فقد يتم الابقاء على المساعدة الطارئة هي هي لبضعة ايام ولكن "بعد 20 تموز، واذا لم يحصل البنك المركزي الاوروبي على المال، سيصير الامر مستحيلا تقريبا" وفق انييس بيناسي كيريه.
ماذا سيحل بالاقتصاد اليوناني عندما يحرم من التمويل الخارجي؟ وكالة "ستاندارد اند بورز" للتصنيف قالت في بيان انه "من دون دعم نظام الاورو، سيصير نظام الدفع معطلا ولن تكون بنوكها قادرة على العمل".
مع تعطل اجهزة الصرف الآلي ووقف العمل ببطاقات الائتمان قد تعمد الحكومة لتيسير الامور الى عملة "موازية" مثل الأوراق التجارية او الكمبيالات التي يتم من خلالها الاعتراف بالديون، وما ان تضعها الحكومة في التداول يمكن ان تنتشر في القطاع الخاص.
ولكن اذا تم اصدارها بموازاة الاورو، فقد تفقد هذه الأوراق التجارية المؤقتة قيمتها سريعا. عندها قد تشهد البلاد تضخما متسارعا وانهيارا لنظام الادخار. وستبقى الفواتير غير مسددة والمرتبات غير مدفوعة، وقد يصاب الاقتصاد كله بالشلل.
هل ستبقى اليونان في هذه الحالة عضوا في منطقة الاورو؟ في الواقع، لا. ولكن "طالما لا توجد آلية قانونية للخروج من الاورو، فالخطر كبير بشأن ما سيحدث في اوروبا كلها في ما بعد"، وفق هنريك انرلين من معهد جاك دولور.
هل سيترك شركاء اثينا الاوروبيون البلاد تغرق في الفوضى؟ هل سيعملون على مساعدتها من خلال مساعدات جديدة او قروض جديدة على رغم عجزها عن السداد؟
وامام استراتيجية الكسيس تسيبراس باعتماد سياسة التصالح تارة والمواجهة تارة اخرى، برزت الانقسامات بين مناصري الخط المتشدد مثل المانيا ودول البلطيق ودول شرق اوروبا والمعتدلين مثل فرنسا.
وبدا نائب رئيس المفوضية الاوروبية فلاديس دومبروفسكيس مطمئنا بحديثه عن "امكان التوصل لاتفاق" قبل 20 تموز في حين بدا رئيس المفوضية جان كلود يونكر جازما بقوله ان التصويت بلا في الاستفتاء يعني "لا لاوروبا".
وقال هولغر شميدنغ "هل سيجعل التصويت بلا خروج اليونان من الاورو حتميا؟ هناك امور قليلة مؤكدة مئة بالمئة. ولكن خطر حدودث ذلك في هذه الحالة سيكون كبيرا جدا"، متسائلا حول المساعدة التي ستقدمها اوروبا حينها لليونانيين "لتخفيف الصدمة".
وتقول انييس بيناسي كيريه "ما سيحدث في اليونان في حال فوز اللا لن يتمثل فقط بحدوث سلسلة من الاحداث الاقتصادية وانما سيتوقف على المفاوضات السياسية. نحن في وضع لم يسبق له مثيل، لا احد يعلم الى اين ستفضي الأمور".
قال وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس في مقابلة مع صحيفة "الموندو" الاسبانية إن الإجراء الذي تتخذه أوروبا نحو بلاده "إرهاب". وأضاف أن تريليون اورو ستضيع إذا سمح بانهيار اليونان. وتساءل "لماذا اجبرونا على اغلاق البنوك؟ لترهيب الشعب. وعندما يتعلق الأمر بنشر الرعب فهذا يعرف بأنه إرهاب."
وعندما سئل لماذا هو واثق من انه سيتم التوصل إلى اتفاق حتى إذا صوت اليونانيون بـ"لا" في استفتاء اليوم على شروط اتفاق إنقاذ جديد محتمل قال إن عدم الموافقة سيكون باهظ التكاليف للجانبين. وقد يقرر التصويت مستقبل اليونان كعضو في منطقة العملة الأوروبية الموحدة.
وقال فاروفاكيس "لأنه يوجد الكثير عرضة للخطر بالنسبة لليونان مثلما هو لأوروبا فانني لدي ثقة. إذا انهارت اليونان فإن تريليون أورو (ما يعادل الناتج المحلي الاجمالي لاسبانيا) ستضيع. إنه مبلغ كبير للغاية ولا أعتقد ان أوروبا يمكن ان تسمح بذلك."
ولقي تسيبراس ترحيبا شديدا خلال تجمع لانصاره شارك فيه حوالى 25 الفا ليل الجمعة في اثينا حيث دعا الى التصويت بـ"لا" في الاستفتاء لدعم موقفه في المفاوضات مع الجهات الدائنة.
واظهرت استطلاعات جديدة للرأي تقاربا بين مؤيدي برنامج المساعدة والرافضين له بحيث بدا من الصعب توقع ما ستؤول اليه نتيجة الاستفتاء. وتفوق مناصري التصويت بـ"نعم" في ثلاث استطلاعات بفارق يراوح بين 0,4 و0,6 نقطة فقط، فيما بيّن استطلاع رابع تقدم معسكر "اللا" بـ0,5 نقطة فقط.
جوزيف ستيغلز، الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد والاستاذ في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، كتب الاسبوع الحالي ان التصويت بـ"نعم" او "لا" سيكون له "مخاطر ضخمة". وتدارك "لكن التصويت بلا سيمنح اليونان على الاقل فرصة الامساك بمصيرها بيدها" وتحديد مستقبل "قد لا يكون مزدهرا كما السابق ولكنه يمنح الامل اكثر بكثير من العذاب غير المسبوق حاليا".
وفي مقال في صحيفة "نيويورك تايمس" كتب بول كروغمان، الحائز ايضا جائزة نوبل، ان التصويت بـ"لا" قد يخرج اليونان من منطقة الاورو، و"من شأن ذلك ان يثير الفوضى على المدى القصير، ولكن سيمنح اليونان فرصة حقيقية للتعافي".
الى ذلك وصف توماس بيكيتي، الاقتصادي الفرنسي الشهير، خطة المساعدة المطروحة بانها "سيئة".
في المقابل وجه 246 من اساتذة الاقتصاد اليونانيين كتابا مفتوحا شددوا فيه على ضرورة التمسك بالبقاء في منطقة الاورو والاتحاد الاوروبي خشية نتائج كارثية على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والجيو سياسية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم