الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل يختبر عون شعبيته وحلفاءه الاسبوع المقبل؟\r\nخصوم الجنرال يجزمون: لن تهتز الحكومة

المصدر: "النهار"
هل يختبر عون شعبيته وحلفاءه الاسبوع المقبل؟\r\nخصوم الجنرال يجزمون: لن تهتز الحكومة
هل يختبر عون شعبيته وحلفاءه الاسبوع المقبل؟\r\nخصوم الجنرال يجزمون: لن تهتز الحكومة
A+ A-

هل وضع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون خطة ناجزة فعلا لتحريك تياره في الشارع في الساعة الصفر التي يحددها الاسبوع المقبل ام تراها يلعبها على حافة السقوف المرتفعة لاختبار حلفائه قبل خصومه في احدى معاركه الجديدة المستعادة من نسخ قديمة ؟
الواقع ان التعبئة العونية للأنصار تحت عنوان الاستعداد للتحركات الاعتراضية في مناطق عدة مضت امس على وتيرة كثيفة كما مضى العماد عون في اطلاق المواقف المحفزة لأنصاره وللمسيحيين عموما مسبغا على هذا المنحى التصعيدي عنوان استعادة الحقوق المسيحية وسط اجواء ضبابية للغاية تحوط افق حركته وحدودها . وعلى طريقته في استنفار أنصاره ساوى عون في احدث كلماته امام وفد جنوبي من أنصاره بين " السيف الذي يقضي على المسيحيين في هذا المشرق والقضاء علينا هنا بالسياسة " ليعيد التأكيد " اننا نحضر اليوم لحركة اعتراضية للوقوف ضد كل ما يحصل " . وكان لافتا دخول وزير الخارجية جبران باسيل على خط التعبئة نفسها من خلال كلمة القاها في البترون كرر فيها عبارات التهديد باللجؤ الى القوة من دون اتضاح معنى هذا التهديد وفحواه . قال باسيل " اذا وضعنا امام الخيار الصعب سنأخذ حقنا في الشراكة بالقوة " وتعهد الدفاع عن صلاحيات رئيس الجمهورية داخل مجلس الوزراء " بأظافرنا وأسناننا " .
ولكن العامل اللافت في هذا المشهد العوني المنذر بتصعيد واسع تمثل في ان أيا من مكونات الحكومة والأفرقاء السياسيين الاخرين لا يبني حساباته على معادلة اهتزاز الحكومة بعد بل ان استبعاد حصول كل ما يمكن ان يؤدي الى اهتزاز الحكومة يطغى على الانطباعات المتجمعة من مختلف الاتجاهات السياسية لا سيما منها للافرقاء المشاركين في الحكومة . وقالت مصادر وزارية بارزة لدى فريقي ١٤ آذار والمستقلين لـ"النهار" ان الايام الفاصلة عن الخميس المقبل موعد جلسة مجلس الوزراء ستشكل اختبارا للعماد عون ليس مع رافضي شروطه المعروفة في التعيينات العسكرية ومنع الحكومة من العمل حتى استجابة مطالبه فقط وانما مع معادلة الاستقرار السياسي والامني ومنع انهيار الحكومة التي كانت وراء الصدمة التي مني بها في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء حين ارتسمت في وجهه غالبية موصوفة واسعة رافضة لشلل الحكومة . واذ بدت المصادر المناهضة للشروط العونية مشككة في الحجم الحقيقي لما وصفته التهويل العوني بتحريك الشارع ذهبت الى الاعتبار ان ثمة عوامل داخلية اخرى لدى الفريق العوني تتعلق بالصراع داخل التيار الوطني الحر تبدو غير بعيدة عن منحى التصعيد الذي يَصْب اعلاميا وكلاميا في وجه معظم مكونات الحكومة بحيث بات يصعب التمييز اين الخط الفاصل بين المنحى الحكومي الذي يصوب عليه هذا التصعيد وأين المنحى الحزبي المتصل بحسابات البيت العوني الداخلي . وتبدو المصادر واثقة من ان التصعيد الكلامي الحالي لن يبلغ اكثر من لعبة ضغوط معنوية واعلامية وكلامية ، وحتى في حال ترجمة التحرك الشعبي فان الامر سيكون مفيدا لجهة اختبار حقيقة قدرة عون على التحشيد وانعكاس ذلك على مستويات عدة مسيحية وسياسية عامة ولو ان تساؤلات كثيرة تثار عما يمكن ان تكون عليه ردة فعل حلفاء عون ولا سيما منهم حزب الله اذا بدا لهم انه يريد حشرهم في زاوية خيارات تحرجهم في هذه الظروف الدقيقة .
في المقابل تبدو المصادر الوزارية في فريق "٨ آذار" اكثر تحفظا في التعامل مع المواقف العونية وردود الفعل المناهضة لها من جانب خصومه وما يمكن ان تؤدي اليه هذه الصورة في الاسبوع المقبل . واللافت ان بعض هذه المصادر المعروفة بسعة اطلاعها قالت لـ"النهار" انها ليست متأكدة بعد مما اذا كان "حزب الله" سيتولى وساطات ومساع كما تردد في الساعات الاخيرة من اجل تجنب ارتفاع سقف التصعيد باعتبار ان الحزب لا يقدم عادة على امر مماثل ما لم يكن يملك معظم الضمانات بنجاح مسعاه وهو يتجنب ان يحشر نفسه في اي موقع يحرجه مع حلفائه . ومع ذلك آثرت المصادر التريث حتى مطلع الاسبوع لجلاء الموقف مرجحة بالدرجة الاولى ان تتحرك فعلا اكثر من قناة وسيطة فعالة لنزع فتيل التصعيد قبل الخميس المقبل .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم