الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أما آن لهذه الحارة أن تقفل أبوابها؟

المصدر: "دليل النهار"
نداء عودة
أما آن لهذه الحارة أن تقفل أبوابها؟
أما آن لهذه الحارة أن تقفل أبوابها؟
A+ A-

عاد "باب الحارة" في موسم رمضان الحالي أيضاً. فعبر قناتي MBC وLBCI يمكن المشاهد أن يعاين الإجترار والتكرار وتقطيع الوقت على أساس ماركة مسجلة لا تزال تحاول استقطاب الجماهيرية التي حققها المسلسل في أجزائه الأولى، بينما وصل الجزء الحالي، وهو السابع، إلى ترهّل كان الجمهور قد عبّر عن رأيه الساخر فيه من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، وكيف أحيا المسلسل الخضرجي "أبو مرزوق" الذي حدثنا المسلسل في جزئه الخامس عن موته فإذا به يظهر في عزاء زوجة "أبو عصام"، وكذلك "النمس" الذي أعلن موته في الجزء الماضي، ثم ظهر في هذا الجزء على أنه لم يمت وإنما الكاتب (سليمان عبد العزيز) والمخرج (عزام فوق العادة) تحايلا لإحياء الأموات من الشخصيات من أجل نسج خيوط درامية جديدة.


لكن ما الفائدة من مفاقمة التقهقر؟ أذكر أن الأديبة السورية كوليت الخوري حدثتني عن هذا المسلسل في لقاء مصادفة على عشاء في أحد مهرجانات السينما، وقالت ما هذه الحارة التي لا تحوي مثقفاً واحداً بل كل من فيها بلطجية وقبضايات؟ ثم ليس صحيحاً أن المرأة السورية كانت منقّبة وممعنة في الخضوع لزوجها على طريقة "أمرك إبن عمي"، فعام 1919 كانت النساء يخرجن غير محجبات في تظاهرات ضدّ الإحتلال. وللتذكير فقط، عاد المسلسل واخترع حكيماً وقصص نضالات دونكيشوتية "من أجل فلسطين" كما اخترع شخصيات مسيحية (أم جوزيف) بعد انتقادات بهذا الشأن، ثمّ أمات المسلسل "أبو عصام" (عباس النوري) ليعود فيبعثه حياً إلخ...


اليوم، وبعد نحو تسع سنوات من نشر ثقافة التخلّف التي أجزم أنه تمّ التسهيل لها إعلامياً، تحاول "الحارة" النهوض بقصص جديدة على أنقاض شخصياتها المتبقية، فبدا هذا الجزء مترهلاً كذلك على مستوى الكتابة والإخراج، فلا نسيج متماسكا للحكاية، بحيث ظهرت كل حلقة كأنها مقسمة اسكتشات، من مثل أن اللص دخل إلى منزل فريال (وفاء موصللي) فهربت إلى بيت ابنتها لطفية (ليليا الأطرش)، لتبدأ ضرائرها حفلة المكائد والمنافسة على كسب رضى الزوج عصام (ميلاد يوسف). فمن من الزوجات الثلاث ستظفر بطلب زوجها العشاء لها في محاولة مريضة للإضحاك عبر احتقار المرأة مجدداً، وعاد "الحرامي" ليتوب على يد العكيد معتزّ، ويصبح من روّاد الجامع، هكذا من دون أن نفهم ما هي حكايته وكيف تاب. "الأهمّ" في الموضوع أنه أقسم أنه لم يكشف عورة الحريم. أما فصول الحكاية المقبلة فستكون في اكتشاف أن زوجة أبو عصام كانت جاسوسة للفرنسيين، من هنا ستبدأ قصة "نضال" جديدة أبطالها "أبو جودت" (زهير رمضان) آمر المخفر المتآمر مع الفرنسيين والمرتشي، وكبير الحارة "أبو عصام" (عباس النوري) والعكيد القبضاي "معتزّ" (وائل شرف)... في حين يتشرد السوريون ويموتون من أجل مستقبل فيه شيء من الضوء. ترى هل لا يزال هذا النمط من الفنّ صالحاً، وأما آن لهذه الحارة أن تقفل أبوابها؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم