الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شاب في الـ22 يرسم ثقافة بلاده على جدران بيروت... وينقل روح لبنان بلوحاته إلى مختلف دول العالم

ميليسا لوكية
شاب في الـ22 يرسم ثقافة بلاده على جدران بيروت... وينقل روح لبنان بلوحاته إلى مختلف دول العالم
شاب في الـ22 يرسم ثقافة بلاده على جدران بيروت... وينقل روح لبنان بلوحاته إلى مختلف دول العالم
A+ A-

من تردّد على بيروت وألِف شوارعها، لا يمكنه إلّا أن يرصد رسوماً مطبوعة على الجدران تُضفي حياةً وحيوية على مدينة دائمة الانشغال. فمن الجميزة تطلُّ فيروز برأسها على المارة، فيما يُشرق وجه الشحرورة صباح على مبنى في شارع الحمراء، مع العلم أنَّ القاسم المشترك بين هذه الرسوم وتلك المنتشرة في أرجاء المدينة، هو قدرتها على عكس شيء من ثقافة الوطن الحائرة.



أعوام قليلة تختزن تجربة طويلة، إذ إن يزن حلواني ابن الـ 22 سنة هو صاحب الرسوم المذكورة أعلاه، إلى جانب أخرى تعجُّ بها أزقّة العاصمة، كصورة سمير قصير في الكرنتينا، ورقة الـ1000 ليرة مع صورة جبران خليل جبران في السوديكو وغيرها. ويُخبر الفنان الشاب "النهار" أنَّه كان لا يزال في الرابعة عشرة عندما بدأ العمل في مجال الرسم على الجدران (Graffiti)، لكنّ أعماله كانت دائماً تحمل طابعاً غربياً. ومع الوقت، بدأت اهتماماته تتحوّل نحو كتابة الحرف العربي بعدما لاحظ أنَّ "لبنان يعاني مشكلة هوية، إذ إنَّ عدداً كبيراً من المواطنين لا يعرفون ركيزة ثقافتهم وأبرز الأسماء والشخصيات التي طبعتها، لذلك كان لا بد من تسليط الضوء عليها".
وإيماناً منه بثراء الهوية اللبنانية، أكبَّ حلواني على تعلّم رسم الحرف العربي منذ 4 سنين تقريباً من خلال كتاب يملكه خاله، فبدأ أولاً يخطّ أسماء على الجدران إلى أن لاحظ مدى الإعجاب والاستحسان التي تلاقيه عند الناس، بدليل النقاشات التي كانت تنشأ بينهم كلّما مرّوا أمامها والأحاديث المتناقلة على ألسنتهم. وهنا، يرى أنَّ "الناس يريدون التعرّف إلى ثقافتهم لكنَّ الوسائل الضرورية لذلك قد لا تكون دائماً متاحة، خصوصاً أنَّ الأخبار السياسية تهيمن على يومياتهم".
وكلّما كانت تتبادر الأفكار والمشاريع إلى ذهنه، كان حلواني يرسم على الجدران من دون أن يأخذ الإذن، إلا إذا كان الجدار ملكاً خاصاً. ويشير إلى أنه عندما قرَّر رسم صباح أخيراً في الحمراء، لجأ إلى البلدية المعنية ليأخذ إذناً، مع العلم أنَّ التخطيط لها استغرق 14 شهراً، لكن طلبه لاقى تأخيراً لأنَّ البلديات، على حد تعبيره، "لا تملك خبرة واسعة في هذا المجال"، مضيفاً أنّه كان الممول لهذه المشاريع، باستثناء رسمة صباح التي موّلتها جمعية "احلى فوضى" وشركة Colortek . يُذكر هنا أن رسم صباح امتد على 6 أيام.
وإلى جانب أعماله في لبنان، يخبر حلواني أن بيروت ليست المدينة الوحيدة التي تتركز فيها أعماله، إذ يشارك كلّ فترة في معارض يقدّم من خلالها رسومه على لوحات، وكان قد شارك في سنغافورة دبي وباريس وألمانيا وتونس وقريباً سيتوجه إلى ميلانو، مع الإشارة إلى أنَّه يحمل معه روح لبنان إلى كل مكان. وقد رسم على أحد الجدران في سنغافورة صورة مزارع لبناني، فيما استعمل حروفاً عربية لرسم شجرة زهرة الكرز الصينية، ما أثار التساؤلات والدهشة لدى شعبي البلدين. كذلك طلبت وزارة الخارجية منه المشاركة في معرض "Lebanese Diaspora Energy" لربط المغتربين ببلادهم، وتمثلت مهمته في تبيان كيفية تطور لبنان في مجال هذا النوع من الفنون.
أخيراً، يؤكد حلواني أنَّ اهتمامه بهذا الفن ناتج من قدرته على تأمين منصة تواصل تجمع كل الفئات العمرية ولا تفرّق بينها، ويعتزم في الأيام المقبلة الانتقال إلى الاستوديو الجديد في الحمراء لكي يعمل على تطوير كفاياته ودعم مهاراته، على أن يواصل رسم المزيد في القريب العاجل.


 


Facebook.com/YazanOne


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم