الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

كيف تبعدها عنك وأنت صائم؟

المصدر: "النهار"
كيف تبعدها عنك وأنت صائم؟
كيف تبعدها عنك وأنت صائم؟
A+ A-

بات المطلوب منا في حياتنا العملية تسليم عملنا بشكل طارىء ومستعجل شرط أن يكون ذا نوعية جيدة، في ظل المنافسة بين الشركات والمؤسسات ما يخلق توتراً لدى البعض. هذا التوتر قد يكون إيجابياً في بعض الأحيان، ومحفزاً للتقدم والتطور ورفع الأدرينالين. ولكنَّ هذا التوتر (stress) غالباً ما يزداد في شهر رمضان وينجم عنه خلافات ومشاجرات. فكيف تبعد عنك هذه الشحنات السلبية، وأنت صائم؟


يشير الدكتور بسام برغل، اختصاصي أمراض الجهاز العصبي في مركزكليمنصو الطبّي، في حديث لـ "النهار" إلى أنَّ "التوتر في البدء يكون إيجابياً بحيث يشعر الشخص بالحماسة للقيام بعمله جيداً، ولكن عندما يُطلب منه العمل لساعات طويلة تزداد الضغوطات عليه، فيشعر حينها بالتعب، ويفقد في نهاية اليوم كل قدراته الجسدية والعصبية التي تكون قد أُهدرت. وعلى الرغم من أنَّ الانسان قادر على التحمل عاماً أو اثنين، إلاَّ أنَّه يصل إلى مرحلة يتوقف فيها عن الاستجابة لكل الأمور. فيلجأ إما للاستغناء عن بعض الأشياء مما يسهل عليه الأمور، أو يدخل في ضغط وتوتر نفسي واكتئاب يمنعه من الاستمرار والدخول في متاهات".


التوتر والصيام


"أما خلال شهر رمضان فهناك ضغط إضافي على الصائم، بحسب الدكتور برغل، فـ"الحرمان من الطعام طيلة اليوم، يؤثر في الجهاز العصبي الذي يحتاج دوماً إلى السكر. وفي الساعات الأربع الأولى من بدء الصيام يستخدم الإنسان السكر االذي تناوله في الليلة السابقة، ثمَّ يلجأ الجسم إلى استخدام السكر المخزَّن في الكبد وهو الغلوكوجين لمدة 10 – 12 ساعة. ومع حلول نهاية اليوم يشعر الصائم بتخدر في عضلاته بحيث يستخدم الغلوكوجين المخزن في هذه العضلات ما يؤثر في الجهاز العصبي ويزيد من توتره". ويتابع: "وبما أنَّ الصيام مسألة دينية يجب أن ترافقه قناعة ليتفادى التوتر، وفي حال كان الصيام مرتكزاً على قناعة، يجب أن يدرك الصائم أهمية الصيام عن الطعام وكذلك عن التوتر والكلام السيئ. لذا، عندما يشعر الصائم بالضغط وبأنه يهدر طاقته الداخلية والعصبية، يمكنه اللجوء إلى الوقاية التي تكمن في السيطرة على نفسه، وعلى غضبه، أو أن يبحث عن عملٍ آخر أو يحاول تغيير نوعية عمله والتواصل مع من حوله. أما إذا ما وصل الأمر إلى الاكتئاب والقلق المستمر هنا يصبح التوتر مرضياً، ويحتاج عندها الصائم إلى استشارة طبيب والخضوع لعلاج".


عوامل التوتر وكيفية التأقلم


يعدد الدكتور برغل مجموعة من العوامل، التي إذا ما توافرت تشير إلى أنَّ التوتر بات مرضياً، وأنَّ استشارة الطبيب أصبحت ضرورية:
- "الكآبة الحادة
- الأفكار السوداء
- قلة النوم
- قلة الطعام
- الصراخ من دون سبب".


ولكن ما الحل؟ يجيب الدكتور برغل أنَّ "الحل يكمن في لجوء الصائم إلى تقويم وضعه المهني، والعائلي والاجتماعي، بغية التوصل إلى حل يمكِّنه من التأقلم مع كل المتغيرات، وذلك من خلال البحث في مسببات وعوامل التوتر لتفاديها. ولمن يستعصي عليه القيام بهذه الخطوة، يلجأ عندها الطبيب إلى إعطائه أدوية موقتة ولفترة محددة ليتمكن من تخطي التوتر".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم