مزحة البابا فرنسيس

اليوم زفّ البابا فرنسيس إلينا خبراً مطمئناً مفاده بأنه ليس علينا الخوف من جهنم، لأن جهنم "تجليطة".

معنى ذلك أن أمي عندما كانت تقول لي:"ستنزلين على جهنم لابسة كل ثيابك"، وأنا كنت أضحك، ولكن واقعياً كنت أفكر بأن في هذا الكلام شيئاً من الحقيقة. ولما كنت اقول كلمات كبيرة بكبر رأسي كان غسان تويني يقول لي: "بدي قصلك لسانك" وكنت أضحك. واليوم كلما يسمعني جبران الزغير أقول كلمات "غير شكل" يقول لي: تيتا لور: بيمون(يعني بدي حرحرك لسانك).
جهنم وحدها كانت شاغلي جميع الأرزال على الارض. أما في السماء فالحوريات شاغلة بال جميع الجهاديين الانتحاريين. ما عاد عددهم يكفي لمكافأة قطاع الرؤوس وما يشبه التلذذ في مشاهدة النزاعات الاكثر فظاعة على وجه الارض.
اليوم ارتحنا من جهنم ما معناه اننا سنلتقي جميعاً في مكان ما مع الزعران والأوادم. يمكن غلط ولكن هكذا افهم تصريح البابا فرنسيس. للحقيقة على سلامته. يحب الذين يشعرون بان يقولوا ما يريدون لا سيما وان مجيء داعش ضيعنا وما عدنا نعرف مين المفروض ينزل على جهنم ومن سيصعد إما ليلاقي مار مارون او ليلتقي بالحوريات. صار الذبح مثل شربة المي. واذا ازاحوا عنا كابوس جهنم والنار في هذه الأيام، نصبح احراراً في قراءتنا للامور المتعلقة بالخير والشر.
اريد أن أصرح بأن لساني فقط يشكو من لغة خاصة لا تعجب كثيرين ولكنها مختصرة وباعثة للضحك وهذا مريح لكثر آخرين.
الاشياء قد تكون سعيدة لولا لم يستعجل البابا فرنسيس ويقضي على آدم وحواء الاسطورة. فهذا سيشمل أيضاً، إذاً، قصة قايين وهابيل وغيرها مما كنا نعتقد بوجودها، كالجنة والابدية والوجوه المشرقة التي تلخص حياة القديسين. كيف ينقلب الإيمان؟ أين السماء إذا جهنم "تجليطة"؟ أبانا الذي في السماء هل ترد علينا؟
لور غريب
[email protected]
Twitter: lghorayeb@