الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ألف ليلة وليلة" بين حدّين: السيف والريموت كونترول

المصدر: "دليل النهار"
يوليوس هاشم
"ألف ليلة وليلة" بين حدّين: السيف  والريموت كونترول
"ألف ليلة وليلة" بين حدّين: السيف والريموت كونترول
A+ A-

إنّه أضخم مسلسل يُعرض في رمضان من حيث الإبهار المشهدي والمؤثرات الخاصّة. هذا أمرٌ يُفترض أنّه واضح ولا مشكلة حوله، لكن هل مسلسل "ألف ليلة وليلة" يحمل الضخامة نفسها في المضمون؟!
"ألف ليلة وليلة" الذي تمّ تقديمه على الشاشات أكثر من مرّة في الأعوام الماضية، يُعاد تقديمه هذه السنة بموازنة ضخمة وبأسلوب جديد. هذا المسلسل كان في الأساس مشروعاً لتصوير أوّل فيلم سينمائي مصري بأبعاد ثلاثية، لكن بسبب المعوقات الإنتاجية تحوّل مسلسلا من أجزاء عدّة. (الجزء الثاني يبدأ تصويره بعد نهاية رمضان الحالي، كي يُعرض في رمضان المقبل).
كاتب السيناريو محمد ناير حاول أن يخلق أبعاداً لشخصية شهرزاد، فلا يقتصر دورها على أن تروي لشهريار القصص، أو بالأحرى القصّتين- بما أنّها لا تروي كلّ يوم قصّة جديدة، كما في الرواية الأصلية- فلن نشاهد خلال الحلقات الثلاثين سوى قصّتين فقط: الأولى بطلها أمير كرارة، والثانية آسر ياسين. شهرزاد سيكون لها دورٌ في قصر الملك شهريار، وستحاول أن تتدخل في قراراته بطريقة غير مباشرة.
مشكلة النصّ أنّه يسير ببطءٍ، بين القصر وحوادثه، وبين قصّة شهرزاد وحوادثها. ما من تفاصيل تربطنا بالمسلسل إلى الحلقة المقبلة، فلا مشكلة عند المُشاهد إنْ غاب عن العمل لحلقةٍ أو أكثر. في قصّة شهرزاد عن نجم الدين لا نجد أنفسنا مشدودين، كما الملك شهريار، لمعرفة ما حدث. هو يُشَدّ إلى القصّة لدرجةٍ تدفعه إلى الإبقاء على حياة شهرزاد فلا يقطع رأسها بالسيف، أمّا المُشاهد فيبحث عمّا يدفعه للإبقاء على المحطّة، فلا يقطع بثّها على شاشته بالريموت كونترول!
ما يشفع بالمسلسل هو الصورة الجميلة لمدير التصوير رؤوف عبد العزيز، الذي يقوم أيضاً بتجربته الإخراجية الأولى. هنا لا بدّ من الإشادة بالمنتج المصري تامر مرسي الذي تجرّأ على وضع تلك الموازنة الكبيرة بين يدَي مخرج لا خبرة سابقة له في المسلسلات. الإبهار في الصورة يشدّنا قليلاً إلى المتابعة، وخصوصاً أنّ كلّ حلقة تقريباً تحمل مؤثرات خاصّة جديدة، مع شخصيات مُضحكة بعض الأحيان.
تجدر الإشارة إلى أنّ معظم المشاهد تمّ تصويرها أمام خلفية خضراء (كروما) ثمّ أضيف الغرافيكس إليها في ما بعد، فأتت النتيجة شبيهة بالأفلام الهوليوودية. كيف لا وعدد من الخبراء الأجانب الذين عملوا على الغرافيكس، هم أنفسهم عملوا على أفلام "هاري بوتر" و"Iron man" وغيرهما؟ أمّا المَشاهد خارج الستوديو، فقد توزّعت بين ألمانيا، أميركا، بولندا، ومصر.
تمثيلياً، تميّز المشاركون في هذا المسلسل، بدءاً بشريف منير، ونيكول سابا، وأمير كرارة، وصولاً إلى عائشة بن أحمد بدور "قمر الزمان"، وهَنا الزاهد بدور "دنيازاد". إعجابنا بالأداء بشكلٍ عام لا يعني أنّ كلّ الممثلين قدّموا قدرة تمثيلية متفوّقة، لكن حين تكون الأجواء مبهرة، يصدّق المُشاهد ما يراه، وبالتالي يقتنع بالأداء، فيصبح مقبولاً ومستَحبّاً كما هو.
نأمل أن يتسارع إيقاع المسلسل في الحلقات المقبلة، وأن يكون التركيز على ما يجري في القصر أكثر من التركيز عمّا يجري في قصص شهرزاد.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم