السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

السيسي و"الاخوان":المواجهة الى المربع الاول

السيسي و"الاخوان":المواجهة الى المربع الاول
السيسي و"الاخوان":المواجهة الى المربع الاول
A+ A-

كان مفترضا أن تحيي مصر غداً الذكرى الثانية ل"ثورة 30 يونيو" التي أنهت حكم "الاخوان المسلمين". الذكرى لم تكن لتثير في اي حال حماسة الكثيرين في ظل الخيبة التي يعيشها المصريون والتعثر الذي تشهده البلاد والاوضاع الاقتصادية السيئة التي تعانيها. الا أن صور الدماء التي سالت في مصر أمس مع اغتيال النائب العام هشام بركات، تكاد تنسي المصريين صور الامواج البشرية التي هدرت في الميادين قبل سنتين مطالبة باستعادة ثورتها.


ويعد بركات الذي توفي متأثرا بجروح أصيب بها بعد ساعات من اصابته في تفجير استهدف موكبه في حي مصر الجديدة في القاهرة، ، المسؤول الارفع مستوى يُقتل في هجوم منذ عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في منتصف 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر سنة، وضربة قوية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تعهد التصدي للعنف الاسلامي.


جماعة غير معروفة كثيراً في مصر وتطلق على نفسها اسم "المقاومة الشعبية في الجيزة" تبنت العملية على صفحتها على "فايسبوك"، قائلة إنها استهدفت سيارة النائب العام أمام منزله ونشرت صورا قالت إنها للانفجار.


ولاحقا، أفادت "وكالة الصحافة الفرنسية" أن الجماعة أزالت إعلان المسؤولية من الصفحة.
وفي اي حال، تكرر في الاونة الاخيرة استهداف العاملين في السلك القضائي ومسؤولين على يد إسلاميين متشددين مناوئين لحكومة السيسي، بعد الأحكام على زعماء "الإخوان" وأعضاء فيها ومؤيديها.الا أن اغتيال شخصية بحجم بركات تعتبر تحدياً شخصياً للسيسي، ومن شأنه أن يعمق الانقسام والقمع في آن معاً، في دولة لم تخرج بعد من الهزات الارتدادية التي أحدثتها ثورتين كبيرتين.
وسبق الانفجار الذي أودى ببركات سلسلة أحداث كفيلة بتوضيح بعض من ملابسات الجريمة. فاضافة الى أنها تأتي عشية الذكرى الثانية ل"ثورة 25 يونيو" التي أطاحت مرسي، وأطلقت المعركة الشرسة بين النظام المصري والجماعة وصولا الى اعلانها جماعة ارهابية وحظر نشاطاتها، يأتي الاعتداء بعدما دعا فرع تنظيم "الدولة الاسلامية" في مصر الى استهداف القضاء المصري اثر تنفيذ حكم الاعدام في ستة مقاتلين اسلاميين. كما يأتي غداة عرض التنظيم الاحد شريط فيديو باسم "ولاية سيناء" في شأن اعتداء على قضاة في مدينة العريش حصل في أيار الماضي.
وأمس، تداول اول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو للإخواني أكرم كساب، عضو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي يرأسه يوسف القرضاوي، يحرض خلاله على العنف ضد القضاه.
وقال كساب في الفيديو: "الخلاص من القضاة فريضة شرعية وضرورة بشرية" واصفًا إياهم بـ"العبد الذي تنازل عن حريته"، ومطالبًا أعضاء "الإخوان" بالانتقام من رجال الجيش والشرطة والقضاء.


العدو اللدود


ويعتبر بركات عدوا لدودا للاسلاميين الذين احال آلاف منهم على المحاكم ، وانتهت المحاكمات باصدار مئات احكام الاعدام. مواجهته المفتوحة مع "الاخوان" تحديدا، بدأت بعيد تأديته اليمين الدستورية نائبا عاما في تموز 2013 أمام الرئيس الموقت عدلي منصور خلفا لعبد المجيد محمود ليكون النائب العام الثالث بعد "ثورة 25 يناير". فالجماعة حملته شخصياً مسؤولية فض اعتصام ميدان رابعة العدوية والنهضة في 14 آب 2013 والذي قتل فيه المئات وجرح الالاف.


وبعد التفجير ،كتب الداعية والإعلامي السعودي خالد المهاوش على "تويتر" إن "نهاية النائب العام المصري تشابهت مع ماقرره في فض رابعة".
وبعد تعيينه بشهرين، وتحديدا في أيلول 2013، أحال بركات الرئيس المعزول محمد مرسي و14 من أعضاء وقيادات "الإخوان " على محكمة محكمة جنايات القاهرة بتهمة "التحريض على القتل وأعمال عنف" في ما يعرف بـ"أحداث الاتحادية" التي وقعت في الخامس من كانون الأول 2012.
وسائل الاعلام المقربة من "الاخوان" ركزت أمس على سلسلة الاحكام التي أصدرها بركات، بما فيها قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون التي أصدر فيها قرارا بإحالة مرسي على محكمة الجنايات بتهمة "التخابر مع منظمات أجنبية بغية ارتكاب أعمال إرهابية"، اضافة الى قراره التحفظ على أموال عدد من القيادات الإسلامية، بمن فيهم المرشد العام للجماعة محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ومحمد رشاد بيومي والقيادي في الجماعة محمد عزت إبراهيم والمرشد السابق مهدي عاكف.


الباحث المصري بنده يوسف أبرز في دردشة مع "النهار" التناقض الكبير في خطاب "الاخوان" أخيراً "ففي الوقت الذي يتحدثون فيه عن مصالحة ممكنة مع النظام، تثبت تحركاتهم على الارض الى تورطهم في اعمال عنف".وأشار تحديدا الى توزيع الفيديو المتعلق باغتيال القضاة عشية الاعتداء على بركات، اضافة الى اغتيال مسؤولين آخرين في سيناء.


الى ذلك، لمح الى أن قرار اغتيال بركات صدر في الخارج ، مشيراً الى أن الإخواني أحمد المغير، المعروف برجل خيرت الشاطر، وجه رسالة تهديد للنائب العام المقبل، إذ كتب على "تويتر": رسالة إلى النائب العام القادم: مفخختك في انتظارك". وأضاف: "تسلم الأيادي....اللي بتقتل الأعادي".
الرئاسة المصرية نعت بركات، وقالت في بيان "إن مرتكبي هذه الجريمة النكراء سيلقون أشد العقاب"، كما أكدت "وقف المظاهر الاحتفالية التي تم الإعداد لها لإحياء الذكرى الثانية لثورة الثلاثين من يونيو حدادا على الفقيد الراحل".


وأفادت مصادر أمنية ان السيارة الملغومة فجرت من بعد، وإن عشرات السيارات تهشمت أو احترقت كما تحطمت واجهات متاجر ومنازل في الانفجار.
والهجوم على بركات هو استهداف لاعلى مسؤول مصري منذ حاول جهاديون اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد ابرهيم في تفجير انتحاري اواخر 2013.


وفي حينه، تبنت محاولة الاغتيال "جماعة انصار بيت المقدس"، التنظيم الجهادي في سيناء الذي اعلن لاحقا مبايعته تنظيم "الدولة الاسلامية".


[email protected]
twitter:@monalisaf

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم