الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الى عادل كرم: هذه شهادة فيك

غدي حداد
الى عادل كرم: هذه شهادة فيك
الى عادل كرم: هذه شهادة فيك
A+ A-

في حالة نادرة، نشر موقع اخباري سعودي صورة لطالب سعودي يدعى عوض الزهراني من مواليد 1914، وهو يحمل حقيبته طلباً للعلم. والزهراني كان من أوائل المسجلين بحملة محو الأمية في منطقه حفار بمحافظة الليث. وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بتقدير الرجل والاشادة به وبمواظبته على الحضور يوميا الى الصف، ومثابرته على الدرس.


وفي بيروت، تقوم "الجامعة للجميع" التي تتبع الجامعة اليسوعية على اعطاء دروس للمتقدمين في السن في مختلف المجالات والاختصاصات، وهي تفخر بهذاالانجاز الذي نجح في اعطاء فرص لمن يريدون زيادة تحصيلهم العلمي، ولاخرين حرمتهم ظروفهم فرصة الدراسة الجامعية، واغلبية هؤلاء من المتقاعدين الذين صارت اوقاتهم تسمح لهم بممارسة هواية جديدة ولو كانت عودة الى مقاعد الدراسة.


لكن بيروت الجامعة اليسوعية، والاميركية، وبيروت الامس، هي غيرها بيروت اليوم، فقد باتت المدينة قاحلة وتعاني من ترسبات حرب طويلة طالت البشر والحجر على السواء. ففي بيروت اليوم، يطل عادل كرم ليوجه الاهانة الى رجل ستيني قرر ان ينال الشهادة المتوسطة (البريفيه) فتقدم الى الامتحانات في مرجعيون قبل ايام.يقول: أنا أهنئه على طموحه، جدياً ومن دون سخرية.انشالله ما تكون مفكر تقدم عالترمينال (الشهادة الثانوية) بأي عمر بدك تقدمها؟ 90 سنة؟".


صحيح ان الشهادة لن تفيد صاحبها في شيء لانه على وشك التقاعد من عمله، لكن من حقه ايضا ان ينال ما لم يحصل عليه سابقا. عنده طموح، والطموح لا يحده عمر وزمن. ومثل هذا الرجل يستحق ان يحل ضيفا في ستوديو التلفزيون ليسأل عن طموحه وليكون عبرة لغيره من الذين يفقدون الامل والطموح باكرا. فالاوطان تبنى على الاحلام الكبيرة، وبسواعد الذين يزرعون الارض ويفلحونها، وبزنود الجيش الذي يحارب على حدود عرسال وفي غير منطقة. اما العكس، اي هدم الاوطان فيقوم على قتل الاحلام والمبادرات وتشويه صورة لبنان عبر الفضائيات، وتصوير البلد كأنه كتلة بشرية من فاقدي الاخلاق والقيم. ما هكذا تكون البرامج المتلفزة، لان للناس كراماتها، وما هكذا تستغل الشاشات، لان للاعلام حدودا، وللاخلاق حدودا ايضا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم