جمال خاشقجي لـ"النهار": يجب التعامل مع اعتداءات "داعش" في المملكة على انها اعلان حرب

امتدّت أذرع تنظيم "الدولة الاسلامية" حتى وصلت إلى المملكة العربية السعودية. حصيلة ضرباتها المستجدة حتى اليومتفجيران ارهابيان والخوف من القادم يكبر. بالأمس فشلت ذراعه في استهداف جامع العنود في مدينة الدمام كما كان مخططاً، بعد أن استهدفت الأسبوع الماضي جامع القديح في مدينة القطيف.

المصلون الشيعة إلى الآن هم الهدف، وكما يبدو أن "داعش" تريد اشعال فتنة سنية - شيعية، لذا اعتمد نظام الحراسات الأمنية المدنية للمساجد ، لكن من يدري أين ستضرب ذراع التنظيم في المرة المقبلة.

السعوديون في صدمة، فالارهاب دخل أرضهم من دون سابق انذار، ولا يُعلم متى سيرحل، وكم هي الخسائر التي سيتركها خلفه. هم يعون خطورة المرحلة، فتوحّدوا على مواقع التواصل الاجتماعي رافضين التمييز بين أهل السنّة والشيعة، لكن هل ستكون هذه الوحدة بالقدر المطلوب فتؤدي في النهاية إلى القضاء على الاخطبوط وليس إلى قطع أذرعه فقط؟

اعلان حرب

من العراق الى سوريا الى ليبيا الى اليمن انتشر التنظيم، واليوم يبحث عن موطئ قدم في السعودية. وقدشرح الكاتب جمال خاشقجي لـ"النهار" أنه "للقضاء على "داعش" يجب أن نفهم كيف يفكّر، فهو ينتشر في البلادالتي تسودها الفتن والانقسامات، وهو بقيامه بهذه العمليات يمهد للخراب. حتى الآن المجتمع السعودي صامد ورافض هذه الدعوات، لكن لا شك في أن هذه الافعال تقسم المجتمع، ترعب الشيعة، وتؤدي إلى ردّ فعل لدى السنّة، لذلك يجب على السعوديين أن يتعاملوا مع الموضوع كأنه اعلان حرب حقيقي".

المواجهة قادمة

المملكة في وضع غير مريح، فتنظيم الدولة الاسلامية ينفخ في بوق الفتن ويدعو ويُجند سعوديين، ولفت خاشقجي إلى أن "وجود داعش في المنطقة خطر على السعودية، ويجب أن نستعد لتلك المواجهة، وأنا متأكد أن ثمة مواجهة قادمة مع هذه الدولة المزعومة، في السعودية أو في سوريا او في أي بلد آخر. هذا جانب من المواجهة لكن الجانب الاهم هو في داخل المملكة، في تخفيف خلايا داعش ومتابعتها والقضاء عليها. والمشكلة ان داعش يستهدف أهداف لينة، كالمساجد والاسواق التجارية التي لا يمكن حمايتها كما تحمى الثكنات العسكرية او المطار، لذلك مهما حاولنا أن نحمي أنفسنا من تكرار هذه العملية، ربما تحصل".

ما حصل في الامس كان انجازاً أمنياً وشعبياً، تشارك الأمن مع المواطنين واحبطوا هذه الجريمة التي سقط من جرائها اربعة أشخاص، لكن كما قال خاشقجي"للأسف المواجهة مع داعش ستكون صعبة وطويلة".

أصابع ايرانية؟!

علامات استفهام عدة طرحها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تحرك "داعش" في المملكة، بعدقيام التحالف العربي بعمليات في اليمن، مشيرين إلىوجود أصابع ايرانية تحرك التنظيم، لكن خاشقجي ليسمع هذا الرأي حيث قال" نعم ايران مستفيدة من زعزعة الأمن في السعودية، لكن تفسير ما حدث بوجود أصابع ايرانية قد يشوش علينا في الحرب على داعش". وأضاف "أرى الكثير من التعليقات والكاريكاتير التي تتمنى ان يكون داعش خاضعا لأوامر إيران، ومن معرفتي بهذا التيار التكفيري لا اتفق مع هذه النظرة، على الرغم من أن هناك شبهات حول تسهيل ايران لنشاط التيار التكفيري".واستطرد خاشقجي "يجب أن نتذكر ما حصل بعد 11 سبتمبر وكيف احتضنت ايران عناصر القاعدة، وهي تعلم أنها تكفرها وتكرهها، فعندما انتقل أبو مصعب الزرقاوي من افغانستان الى العراق، كان ذلك عن طريق ايران، هذهلعبة استخباراتية ".

فشل الربيع أثمر "داعش"

لكن لماذا تُرِك داعش ينمو الى هذا الحد؟ أجاب خاشقجي "ترك كما ترك الفساد والجهل والمرض ينهش جسم الأمة العربية، العالم العربي في حالة فشل منذ عقود، وعندما لاحت منه لحظة يقظة في العام 2011، هاجمنا الربيع العربي ومزقانه، ذلك الربيع الذي كان الامل لنهضة عربية حقيقية، فداعش هي تعبير عن هذا الفشل".

سيتم القضاء على ما يسمّى الدولة الاسلامية لأنه كما قال خاشقجي "لا يمكن أن يكون مستقبلنا كمسلمين وعرب هو "داعش" لأنه مستقبل مظلم، كما ان التنظيم في ذاته لا يملك مشروعاً للبقاء، فهو يأكل في نفسه ويصطدم مع المستقبل".