الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كارثة تحل بمزارعي الكرمة في دير الاحمر... ولا من يسأل؟

المصدر: النهار
بعلبك - وسام اسماعيل
كارثة تحل بمزارعي الكرمة في دير الاحمر... ولا من يسأل؟
كارثة تحل بمزارعي الكرمة في دير الاحمر... ولا من يسأل؟
A+ A-

اصبح من الواضح ان العديد من الزراعات البديلة مثل دوار الشمس والشمندر السكري لم تناسب مزارعي بعلبك – الهرمل، فكانت زراعة الكرمة البديل الافضل لمواجهة مشاكل القطاع الزراعي الذي يتفاقم سنة بعد اخرى في المنطقة ،خصوصا مع غياب التوجيه والتخطيط والارشاد .وكالعادة يكون للحكومات المتعاقبة الدور الاكبر في اهمال هذا القطاع والخاسر الاول" التنمية والمزارع ".


ما يقارب الـ 2500 دونم من اراض منطقة دير الاحمر – غرب بعلبك مزروعة اليوم  بالكرمة فهي تشكل العمود الفقري لهؤلاء المزارعين لما تلعبه من دور في تأمين معيشتهم .وبدأت هذه الزراعة في العام 2000 مع انتساب 13 مزارعاًمن المنطقة الى تعاونية " كوتو هليوبوليس-Coteaux d Heliopolis" الزراعيةلتعود زراعة تاريخية منذ عهد الرومان الى المنطقة وهي : الكرمة لانتاجالعنب المخمّر.


لم يطل الامر 3 سنوات حتى بدأ نجاح هذه الزراعة يظهر وتثمر ودوالي العنب تطرح ثمارها ،مما شجع اعداداً لابأس بها من الاهالي خوض هذه التجربة حتى وصل الانتاج اليوم الى ما يناهز 700 طن سنويا من الانتاج.


غير ان الشتاء البارد هذه السنة بعواصفه الثلجية وموجات الصقيع عرض هذه الزراعة الىنكسة خطيرة خصوصا مع عاصفة نيسان الفائت التي اتت مع بداية ظهور اوراق الدوالي مما خلف اضرارا فادحة في المزروعات فكانت الخسائر بمئات الاف الدولارات حيث طالت اكثر من 90 في المئة من داليات الكرمة لترخي بثقلها على كاهل المزارع البقاعي الذي بات يرزح تحت اعباء الديون.


جالت " النهار" على قرى الدير حيث غالبية مزارعيها يعتمدون زراعة الكرمة للوقوف على نوع الاضرار وحجمها ،فوجدت هول الكارثة على المزارعين وسط حال من اليأس الذي يخيم عليهمخصوصا في سهول بتدعي ، شليفا و دير الاحمر بعد ان تكبدوا خسائر مادية وتلف الاف من المساحات المزروعة بالكرمة التي جهد مزارعيها سنوات طويلة لتصبح ناضجة ومنتجة بعد ان يبس 70 في المئة منها (اي في حاجة الى زراعتها من جديد ) وما تبقى منها يحتاج الى عامين ليعود الى طبيعته ليكون منتجا بعد ان تلفت اعناقها الاساسية وتحتاج الى عناية من جديد. وليس في مقدور المزارعين تحمل هذه الخسائر. وتوجهوا الى الحكومة ووزير الزراعة أكرم شهيب للايعاز فورا للهيئة العليا للاغاثة لايفاد خبراء لمعاينة الاضرار التي الحقها الصقيع بمواسم الكرمة.


المزارع طنوس فخري يملك كرماً ( 12 دونماً) وكان قبل11 عاما ويعتمد على زراعة الكرمة لتأمين لقمة العيش بعد استهلك منه هذا العمل كل طاقته ،الا ان ما طال كرمه من اضرار حطم اماله. واجتاحت الاضرار 95 في المئة من كرمه ونتائجها لن تحصر بهذه السنة،بل في الاعوام المقبلة حيث انه لن يكون هناك انتاج فالداليات عادت الى نقطة الصفر لتثمر في المستقبل.ويأمل فخري تدخلا فوريا للدولة والتعويض عن الاضرار التي لحقت بهذه المزروعات.


وهنا لا بد من الاضاءة على اهمية هذه الزراعة وتاريخها . والتقينا رئيس تعاونية كوتو هليوبوليس المهندس شوقي الفخري الذي عرض اهمية زراعة الكرمة والدور الذي تلعبه التعاونية في هذا القطاع .واوضح انها تأسست في العام 1999 وضمت 11 بلدة: عيناتا، اليمونة، دير الاحمر، بشوات، شليفا، بتدعي، المشيرفة ، الزرازير، برقة، رام والقدام.


وقال ان "هذه الزراعة نجحت من دون أي مساعدة تذكر من الدولة التي لم تلتفت للمزارعين قطعا مع أنها أخذت على عاتقها ايجاد زراعة بديلة ودعمها".
واضاف : " من اهداف التعاونية ان يتم تحويل هذه البلدات منطقة نبيذ عالمية ( كما كانت ايوبولس ايام الرومان ) فداليات العنب التي تعرضت للضرر هذه السنة هي من اهم واغزر الشتول و تنتج عنبا بمواصفات عالمية .ويعود الى نوع التربة والمناخ ودور التعاونية النشط ووقوف مؤسسة كفالات الى جانب التعاونية والمزارعين من خلال امدادهم بقروض مالية . ويتقن المزارعون في المنطقة زراعتها ويلتزمون بالتعليمات التي تقدمها التعاونية ومهندسيها .واصبح لدى المزارعين خمارة حديثة عام 2014 بعد ان وصل الانتاج الى اكثر من 733 طناً. وتحول الخمارة العنب نبيذاً، وهي ذات تقنية ممتازة تعمل على تخمير الف طن من العنب وعلى تخزين مليوني قنينة وصفت داخليا وعالميا بمواصفات الجودة العالية .ووضعت التعاونية خطط كاملة لمساعدة المزارعين بالوصول الى انتاجية عالية . و ظهرت معالمها خلال العام المنصرم وكل ذلك يساهم في بقاء المزارع في ارضه ".
وتنظر التعاونية الى ان هذه الزراعة قد تغيرمستقبل المنطقة في حال نالت الدعم المطلوب والمباشرعبرمساعدات مالية وغيرها الى جانب دور التعاونية وخبراتها حيث ان الاساسات اصبحت موجودة .


ووجه الفخري كتابا الى وزير الزراعة اكد فيهانّ الضرر الناتج عن هذه الموجة يتعدّى الـ 600 ألف دولار أميركي . وتنحصر مطالب المزارعين فقط بدفع كلفة الزراعة في هذه المساحات (2400 دونم). وشدد على ان تعويض الدولة عن كلفة زراعة الموسم يجعل المزارعين وعددهم أكثر من 300 يتخطون الضربة لهذه السنة ويساهم في تطوير هذه الزراعة البديلة الناجحة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم