السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

شاشة - طارق سويد يلتحق بالقافلة ونخاف عليه أن يقع

فاطمة عبدالله
شاشة - طارق سويد يلتحق بالقافلة ونخاف عليه أن يقع
شاشة - طارق سويد يلتحق بالقافلة ونخاف عليه أن يقع
A+ A-

وجدت "أو تي في" أنّ وقتاً ثميناً ضاع فيما هي تقف مكتوفة اليدين أمام "هَبَّة" البرامج "الاجتماعية". أوكلت إلى طارق سويد إطلاق "بالعربي المشبرح" كحال مَن ينضمّ الى القافلة. وسط "غزو" الحرصاء على المواطن، لا جديد يُنتَظر إلا أسلوب تناول القضية.


يُطالَب سويد بتأكيد رفض المضمون الفضائحي، والبحث عن الخاص- الجديد- المفيد، فلا تكون الموضوعات، كلها أو معظمها، استنساخاً لِما سبق طرحه ومتابعة لملفات احترقت. الآخرون يتنافسون بشراسة. بعضهم مستعدٌّ لنسف الذوق من أجل التغنّي بنسبة المشاهدة. لا يبدو سويد من هذا البعض. نُنْصف برنامجه كونه لا يوزّع إداناتٍ ولا يصفّي حسابات. عدا ذلك، يتطلَّب شدشدة بعض الجوانب. ندرك أنّ شخصاً مثل سويد لن يكون كاذباً أو "بيّاع" مشاعر رخيصة. وأنه أمام قضايا إنسانية قاهرة لا بدّ سينفعل. يؤخَذ عليه حجم الانفعال الذي، في أحيان، يلامس المبالغة كون الهواء يَفترض عادة التحكم بالنفس. الحماسة وعفوية التجاوب مع مآسي الغير، صفتان في سويد الإنساني المرهف، لكنّ الانفعال وحده لا يرفع برنامجاً الى القمة. ورغم ذلك، يحمل "بالعربي المشبرح" إمكان الإتيان بثمرة تنضج تدريجاً. الحلقة الثانية منه أشدّ انضباطاً من الأولى، ويبدو قابلاً للتعلّم من الخطأ. تعوزه موضوعات أعمق (حتى في ما يتعلق بتلك المسماة "ترفيهية")، والحذر من الاعتماد على "الخفيف" بذريعة أنّ الناس ملّت. يمكن سويد أن يشكّل ضمير البرنامج وصوت المقهور الذي اعتاد الآخرون المتاجرة به. لا ينقصه سوى تراكم خبرة تتيح إدارة الانفعال ورجاحة العقل، من غير طَمْس العاطفة النبيلة وإنكار القلب. وينقصه أيضاً أن تهزّ قضاياه رأياً عاماً، فلا تكون مجرّد مرور عابر. قضايا عدة طُرحَت بغير نَفَس المزايدة وصبّ الزيت على النار. إن أخطأ مرّة نَسَف كلّ شيء. نسامح على تواضع الإمكانات والتقدّم البطيء، أما الاستمالة بالفضيحة، إن حدثت، فلسويد أن يلوم نفسه.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم