الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"ميّلوا" عزحلة وشاهدوا ماذا فعل تلاميذ اليسوعية بأدراجها

المصدر: زحلة- دانيال خياط
"ميّلوا" عزحلة وشاهدوا ماذا فعل تلاميذ اليسوعية بأدراجها
"ميّلوا" عزحلة وشاهدوا ماذا فعل تلاميذ اليسوعية بأدراجها
A+ A-

" زحلة مدينة الادراج"، ادراجها هي شرايينها، تربط احياء المدينة المترامية تدرجا انطلاقا من ضفتي وادي البردوني، وتضخّ التواصل الانساني مع سكانها وفيما بينهم. فالتوقف لالتقاط النفس من مشقّة صعودها مناسبة لفتح حديث، وإن بانفاس مستقطعة لاهثة، عن "شو في ما في"، وعليها تصدح عبارة "تفضل، ميّل" ردا على القاء التحية على سكانها. الادراج هي واحدة من مميزات زحلة العمرانية الاجتماعية، التي تخسرها لصالح الباطون. فمنها ما غطى الاسمنت حجرها فافقدها طابعها، ومنها ما حولّها الى صبة باطون طريقا للمركبات يحيد الناس عن دربها.


"زحلة مدينة الادراج" هو الموضوع، الذي اختارته مدرسة "القلبين الاقدسين- الراسية" بزحلة ليكون المشروع التربوي لهذه السنة لتلامذة الصف الثالث اساسي. وتوضح مسؤولة القسم الابتدائي اندريه جدعون عاصي بان "المدرسة درجت منذ اربع سنوات على ان تعمل مع تلامذة هذا الصف على مشروع يخصّ البيئة والتراث، لتنميتهم على المواطنية الصالحة، وتوثيق العلاقة بينهم وبين مكان اقامتهم، والتعلق بوطنهم". وبعد ان نفذوا مشاريع في السنوات الماضية عن "سوق البلاط في ذاكرة زحلة"، ومن ثم مطلب اعادة احياء "سكة الحديد في رياق"، فمعرض "من جنى ايدينا" عن الحرف اليدوية التراثية. "كان خيار هذه السنة ادراج زحلة، التي كانت من الحجارة واصبحت من الباطون، لنعيدهم الى التراث وتجميل البيئة التي يعيشون فيها". وتضيف بان "اهمية الادراج بزحلة انها تصل الاحياء والناس ببعضها، وتقصرّ المسافات". ونأمل من تلامذتنا "ان يطبقوا هذه الامور لاحقا في حياتهم العملية، فتقصر المسافات فيما بينهم، ويبقون على تواصل محب فيما بينهم ومع مدينتهم ووطنهم".
هو "مشروع متعدد الاهداف التربوية، جمع بين التعلم لغة عربية، والنشاط اللاصفيّ فنون، والتربية المدنية".
فقد انطلق المشروع كما كل سنة، مع مدرسّة اللغة العربية فيفي الغصين، التي اعطت تلامذتها مهمة جمع معلومات عن واحد من ادراج زحلة هم يختارونه، ويجيبوا على ورقة اسئلة محددة وموحدة عن: اسم الدرج، عدد درجاته، موقعه، ولماذا سميّ بهذا الاسم، وارفاق هذه المعلومات بصورة للدرج. فتجمّع لديها معلومات عن 17 درجا في المدينة، سيتم جمعها وطبعها في كتاب سيوفّر للمرة الاولى معلومات موّثقة عن ادراج المدينة، والتي استقيت قصصها من الذاكرة الشعبية للمعمّرين والسكان، في ظل غياب اي معلومات رسمية او مدونةّ.
وفي هذا الوقت كانت النصوص الذي يجري العمل عليها في الصف، في حصة اللغة العربية، قراءة واملاء وقواعد وتعبير كتابي، موضوعها زحلة وادراجها.


لتبدأ بعدها المرحلة الفنية من المشروع، اذ جرى اختيار درجين من الادراج ال 17 ليتم تجميلها برسومات من تصميم مسؤولة قسم الفنون روزي المعقر، وبدعم مالي من بلدية زحلة – معلقة وتعنايل ومادي من شركة كولوتيك. فوقع الاختيار على درجي "مار انطونيوس" و "البربارة". وهما درجان استقيا اسميهما، كما معظم ادراج زحلة من الكنائس القائمة في الاحياء. وقد اوضحت المعقر ان الخيار اخذ في الاعتبار، "بان تكون الادراج من الباطون، لان الهدف هو تجميلها، وان تكون درجاته مستوية ليتنسى العمل عليها، وان يكون الدرج مواجها لطريق عامة بما يسمح لاكبر قدر من الناس الاستمتاع به".
وعلى مدى يومين، حمل التلامذة، ابناء 8 سنوات، "الفراشي" وسطول الدهان، وباشراف وتوجيه معلماتهم، اخرجوا "درج مار انطونيوس" من كآبته وعتمته، فازهر ورودا بالوان زاهية، واضاءت الوان فاقعة درجاته ال 29. وحولوا 90 درجة من درج البربارة، المؤلف من 276 درجة، الى انعكاس لمدينة زحلة: نهر البردوني متدفقا بين اشجارها وبيوت القرميد الاحمر.


لا يقتصر الجزء الفني للمشروع على رسم الادراج. فالتلامذة يتدربون على اغان وتمثيلية، موضوعها الادراج ليؤدونها يوم الافتتاح في 11 حزيران المقبل. لتبقى مشاركتهم في تجميل مدينتهم "ذكرى لهم مدى الحياة في كل مرة سيعبرون بهذه الادراج" كما تقول المعقر.
فعندما تزوروا زحلة، لا تنسوا ان تميّلوا وتتفرجوا على ادراجها.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم