من كواليس جلسة الحكومة... مداخلة ساخنة للمشنوق حول عرسال

فوجىء الوسط السياسي والديبلوماسي بالتمسك بنصاب ثلثي عدد النواب غير المتوافر منذ 369 يوما، وهذا يعني احباط مسعى عدد من النواب المسيحيين كانوا قابلوا البطريرك بشارة الراعي مطلع الاسبوع في بكركي، مطالبين بالتدخل السريع لملء الشغور الرئاسي.

وفي رأي رئيس كتلة نيابية وازنة أن التمسك بموضوع هذا النصاب المستحيل، يصب في مصلحة الفريق المعطل للنصاب منذ سنة وثلاثة ايام والذي ينتمي اليه على الرغم من انه يرسل نواب كتلته لحضور الجلسة الانتخابية التي يدعون اليها والتي من المستحيل ان يلتئم المجلس من دون مشاركة نواب "التيار الوطني الحر" ونواب "حزب الله".

وافادت مصادر قيادية أن ما يقلق هو أن الافرقاء السياسيين والمتنافسين على موقع رئاسة الجمهورية يمعنون في خصامهم غير آخذين في الاعتبار امتداد السنة اللهب للحرائق المندلعة في القلمون وارتدادتها المحتملة على بعض قرى البقاع الشرقي في حال وصل قتال الجيش السوري ومقاتلي حزب الله الى جرود عرسال .

واستغربت ما اقدم عليه وزراء في الحكومة ينتمون الى "التيار الوطني" إثارة موضوع عرسال امس في مجلس الوزراء ، فتدخلت وزيرة شوؤن المهجرين اليس شبطيني واقترحت موضوع الانخراط في معركة القلمون وتلا ذلك وزير الاتصالات بطرس حرب اثارة موضوع رئاسة الجمهورية والمسؤول عن تأخير إنتخاب رئيس للبلاد منذ 369 يوما. ووصلت الى تلك القيادات ان سلام تمكّن من ضبط الوضع بعد ان افرغ عدد من الوزراء ما لديهم وأرجىء البت بهذا الموضوع الى جلسة اليوم الخميس. ويحرص فريق من الوزراء على ضبط المناقشات بحيث يكون استماع الى شرح للواقع العسكري في عرسال وجرودها من دون السماح بالتعرض لقيادة الجيش في جلسة اليوم في حال طالب وزير أو اكثر ذلك.

وافادت انه في جلسة اليوم جرت مداخلات ساخنة بدأت بمطالبة وزير الصناعة حسين الحاج حسن ان يدخل الجيش الى مخيم اللاجئين السوريين في عرسال ليقبض على مسلحين لـ "داعش" و" النصرة" مقيمين فيه لأنهم يشكلون خطراً علينا وعلى مواقع للجيش، فردّ عليه وزير الداخلية نهاد المشنوق فقال له: عندما طلبت بنقل المخيم منذ ثمانية اشهر الى منطقة اخرى، عارضتم مع وزراء التيار العوني وان المعلومات المتوافرة لدى الوزارة ان المسلحين الذين تتحدث عنهم ليسوا داخل المخيم بل في جرود عرسال ولا يتجاوز عددهم العشرات .رفضكم نقل المخيم اوصل الامور الى هذا الوضع . وتابع المشنوق نحن ضد أن يقوم الجيش بمعركة داخل الاراضي السورية ولا بالاراضي اللبنانية. أما التعرّض لقيادة الجيش والمؤسسة في الاعلام فهو أمر مرفوض.

اما القرى التي تتخوفون من هجوم المسلحين عليها فإن الجيش محصن فيها والخطط التي وضعها قائد الجيش جان قهوجي كفيلة بحمايتها .اما بالنسبة إلى التمديد لقائد الجيش وباقي القادة الامنيين فكانت في عهد الحكومة السابقة وانتم من مددتم لهم.

ثم تحدث وزير الدفاع سمير مقبل فقال إن الوضع هو تحت السيطرة والجيش منتشر من عرسال الى رأس بعلبك وان دخوله بالقوة سيكون مكلفا لضحايا مدنيين ولشهداء من الجيش وشاركه في هذا الوزير المشنوق.

واقدم الرئيس تمام سلام على تأجيل البحث بعرسال والتعيينات للقيادات الامنية الى جلسة مقبلة يوم الاثنين المقبل بعدما طلب 9 وزراء الكلام ورفع الجلسة.

وحذرت من التصعيد الذي يفتعله بعض الافرقاء السياسيين وعبّرت عن قلقها من ان يخرج الوضع عن السيطرة بتعطيل الانتاج الحكومي بعد الشغور الرئاسي وشلل مجلس النواب . وقال احد الوزراء ان الرئيس تمام سلام اظهر قدرة على منع الصدام داخل الجلسة حول عرسال واجراء كشف حساب حول ما قام به الجيش في عرسال والهدف هو محاولة من وزراء عون فتح ملف التعيينات الامنية.

ودعت الى التعاون مع بكركي وتجاوز موضوع النصاب بايجاد المخرج الملاءم وانتخاب رئيس للجمهورية من اجل انهاء هذا الخلل في الاستقرار السياسي وجعل المؤسسات تعمل بشكل طبيعي من اجل تحصين البلاد من الحرائق المستعرة في سوريا ومنع اللاجئين السوريين من إقامة دائمة لهم في لبنان اذا لم نقل توطين بدليل الاهتمام الدولي واهتمام منظمة الامم المتحدة بتعليم 100الف طفل سوري في لبنان وعقد مؤتمر دولي في اوسلو للتبرع لهؤلاء لتأمين دراستهم!